الكمنجة.. آلة طربية من الماضي الجميل
ظهرت الكمنجة مع بداية وجود الإنسان في منطقة الفرات، عمرها ما يقارب المئة عام، تصدر صوتاً طربياً، خلدها الكثيرون في أذهانهم وحفظوا العديد من حكاياها لما كان لها من دور كبير في إحياء الطقوس والمناسبات، وكان عازف “الكمنجة” يتواجد في كل مساء عند كبير القرية ليعزف أجمل الألحان بحضور حشد من أهالي القرية والقرى المجاورة، أمّا في ساعات النهار فالعازف يتجول منذ الصباح حتى المساء على أكثر من قرية للعزف عندهم، ويتفنن بالعزف من خلال حركات عديدة لـ”الكمنجة” كالعزف عليها بيد واحدة أو تبديل حركات أصابعه بطريقة مكشوفة وجميلة، وكل ذلك بهدف كسب شعبية كبيرة عند الجمهور الذي كان عاشقاً ومتلهفاً دائماً للترفيه عن نفسه بالاستماع إلى تلك الموسيقا.
مع مرور الوقت وتطور الآلات الموسيقية الحديثة وظهورها على الساحة، بدأت “الكمنجة” بالانحسار ليقتصر حضورها على أوقات ومناسبات نادرة كالأعياد مثلاً حيث يتم التجول على أكبر عدد من القرى للعزف على “الكمنجة” حيث يتجمع الأهل في البيت الكبير للعائلة، وفي الساحات التي تحتضن الأهالي في رحلات الربيع، وفي بعض الأعراس الشعبية في المنطقة.
بالنسبة لشكل الآلة وطريقة العزف عليها: يشد عليها أربعة أوتار، وأول وتر من الجهة اليمنى وهو أغلظها وملفوف عليه سلك دقيق من النحاس، وثانيها أدق منه، وثالثها أدق منهما، والرابع وتر مزدوج مبروم، ويعزف عليها بقوس مشدود عليه جرزة من شعر الخيل، ويعتمد بالعزف على حركة اليد اليمنى.
أمّا اسمها فلها أكثر من اسم لكن “الكمنجة” هي المصطلح الدارج، وسميت بذلك لأنها توضع على الكتف ويعزف عليها بعدد من الأصابع، وكان العازف يجلس على الأرض ويضعها على ركبته ويعزف عليها لساعات طويلة دون تعب.
عبد العظيم عبد الله