موسكو وبكين: احترام السيادة السورية ومواصلة مكافحة الإرهاب.. الجعفري: ملتزمون بما صوّت عليه السوريون في سوتشي
في جلسة لمجلس الأمن الدولي خصصت لبحث الوضع في سورية أمس، كانت وجهات النظر متطابقة بين مندوبي سورية وروسيا والصين لجهة اعتبار نتائج مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي أساساً لحل الأزمة.
مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أكد خلال الجلسة أن الشعب السوري وحده من يقرر مستقبل بلاده عبر الحوار، وأن سورية ملتزمة بما صوت عليه السوريون في مؤتمر سوتشي وليست معنية بأي لجنة خارجية، وأعرب عن أسفه للإحاطة التي قدمها المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا أمام مجلس الأمن والتي لم تتطرق إلى وجود احتلال أمريكي تركي في سورية.
وفيما أكد مندوب روسيا الدائم فاسيلي نيبينزيا أن جميع القرارات التي تخص سورية يقررها السوريون بأنفسهم من دون أي تدخل خارجي، لافتاً إلى أن مؤتمر سوتشي نجح ويعد خطوة أخرى نحو استعادة الأمن والاستقرار في سورية، أكد مندوب الصين ضرورة احترام سيادة الدولة السورية ووحدة وسلامة أراضيها وضرورة الاستمرار في مكافحة الإرهاب فيها.
وفي التفاصيل، أوضح مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن سورية أمس أن أمريكا بوجودها في سورية تنتهك القرار 2254 الذي وافقت عليه والذي يؤكد الحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة سورية، ولفت إلى أن المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة نصت على احترام مبدأ المساواة في السيادة وامتناع الدول عن التهديد باستخدام القوة ضد أي بلد ويحق لنا اليوم التساؤل عما قام به مجلس الأمن من أجل ضمان الأهداف والمقاصد.
وبين الجعفري أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا سخرت كل طاقاتها للنيل من سورية أرضاً وشعباً، مشيراً إلى أن المجموعات الإرهابية المسلحة دأبت على استخدام المدنيين دروعاً بشرية وخلال العشرين يوماً الأخيرة استهدفت دمشق بألف قذيفة.
وشدد على أن دعم بعض الدول للإرهابيين كلف 137 مليار دولار ووثائق ويكيليكس فضحت سياسات الولايات المتحدة الأمريكية المعادية لسورية، لافتاً إلى أن الوظيفة الحقيقية لـ “التحالف الدولي” دعم الإرهابيين في سورية.
وقال الجعفري للأسف الإحاطة التي قدمها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا أمام مجلس الأمن لم تتطرق إلى وجود احتلال أمريكي تركي في بلادي، وأضاف: إن حكومة بلادي ترحب وتشيد بالدور الروسي وخاصة الرئيس فلاديمير بوتين في عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي والذي يؤكد أن العملية السياسية لا يمكن أن تبدأ أو تستمر إلا بقيادة سورية، ونحن ملتزمون بما صوت عليه السوريون في هذا المؤتمر ولسنا معنيين بأي لجنة خارجية.
روسيا: سوتشي خطوة أخرى نحو استعادة الاستقرار
من جانبه أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة أن جميع القرارات التي تخص سورية يقررها السوريون بأنفسهم من دون أي تدخل خارجي، لافتاً إلى أن مؤتمر سوتشي نجح ويعد خطوة أخرى نحو استعادة الأمن والاستقرار في سورية. وقال نيبينزيا خلال الجلسة: للمرة الأولى استطعنا جمع أكثر من 1500 ممثل عن أكثر القوى السياسية السورية وعدد من القوى المعارضة الخارجية وهذا تمثيل غير مسبوق يشهد على أن السوريين بأنفسهم ينبغي أن يمتلكوا زمام الأمور ويقرروا مصير بلادهم من دون تدخل من الخارج، وأشار إلى أن المؤتمر خرج بنتائج إيجابية وتم خلاله الاتفاق على تشكيل لجنة دستورية من أجل إرساء الأساس للإصلاح الدستوري.
وأضاف المندوب الروسي: إن جميع القرارات في كل شأن يخص الدولة السورية بما في ذلك اللجنة الدستورية يتخذها الشعب السوري بنفسه دون تدخل أو ضغط من الخارج ودون أي إملاءات، مشيراً إلى أنه تم خلال المؤتمر اعتماد الدعوة السورية للمجتمع الدولي للمساعدة في التغلب على الأزمة وفي إعادة بناء الاقتصاد السوري، مؤكداً أن الاتحاد الروسي سيواصل دعم المحادثات السورية في جنيف، وأعرب عن الأسف لأن بعض الدول يتحدث مع المعارضة السورية خارج إطار مؤتمر الحوار في سوتشي ودون الذهاب إليه وهذه المجموعة الصغيرة تواصل الأعمال التي تزعزع الاستقرار وتستبق الأحكام على محادثات جنيف، موضحاً أن هذا يناقض القرار 2254 والأساس الوحيد لمناقشة الإصلاحات الدستورية وهو ما ذكر بالفعل في المبادئ الـ 12 التي اعتمدت في مؤتمر سوتشي وأصبحت راسخة في البيان الختامي الذي خرج عن المؤتمر.
وتابع المندوب الروسي: من أهم المبادئ احترام سيادة واستقلال وسلامة أراضي سورية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام حق الشعب السوري في أن يحدد مستقبله بنفسه، معرباً عن قلق بلاده من عدم احترام بعض الأطراف الدولية لمبدأ السيادة ومن الأهمية أن نفهم أن هذا الأمر لا يؤدي إلى استقرار الوضع في سورية ولا في المنطقة ككل وإنما يزيد الأمر تعقيداً ويجعل التوصل إلى تسوية دائمة للأزمة بعيد المنال.
وأشار نيبينزيا إلى وجود حملة إعلامية خارجية مضللة ضد مؤتمر سوتشي وقال: اليوم تحدثت ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية عن مزاعم جديدة لا أساس لها من الصحة ضد روسيا.. هناك أمر تتم المطالبة به باستمرار من الاتحاد الروسي لكننا نطلب من الولايات المتحدة ومن شركائنا الآخرين في “التحالف الدولي” الذين يستطيعون الضغط على “المعارضة” ويؤثرون فيها أن يستخدموا هذا النفوذ من أجل ضمان أن يوقفوا هم الآخرون الأعمال العدائية والاستفزاز والعنف، وأكد أن الحملة الغربية التي تتحدث عن استخدام سورية للأسلحة الكيميائية لا أساس لها من الصحة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن بعض القوى تواصل الإضرار بالعملية السياسية من أجل تحقيق أغراض شخصية.
الصين: احترام سيادة سورية ومواصلة مكافحة الإرهاب
من جانبه أكد مندوب الصين لدى الأمم المتحدة ماتشاو شيو ضرورة احترام سيادة الدولة السورية ووحدة وسلامة أراضيها وضرورة الاستمرار في مكافحة الإرهاب فيها.
ولفت المندوب الصيني في كلمة له خلال الجلسة إلى أن مؤتمر سوتشي أحرز تقدماً إيجابياً نحو حل الأزمة في سورية وسيعطي زخماً للمحادثات السورية السورية في جنيف. وطالب ماتشاو المجتمع الدولي بدعم محادثات جنيف وأستانا واتفاق مناطق تخفيف التوتر للتوصل إلى حل سوري سوري لإنهاء الأزمة، وقال: إن الصين ستواصل دعم جهود الأمم المتحدة لتحقيق تقدم بالعملية السياسية في سورية لكونها السبيل الوحيد للحل.
بوتين يبحث مع سلمان الوضع في سورية
من جهة ثانية، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رأس النظام السعودي سلمان بن عبد العزيز الوضع في سورية وعدداً من المسائل الإقليمية الأخرى، وقال المكتب الصحفي للكرملين في بيان: إن بوتين وبن عبد العزيز ناقشا في اتصال هاتفي الوضع في سورية ومن بينها التطورات الأخيرة في إطار نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي أواخر الشهر الماضي.
لافروف وشكري يقيّمان نتائج سوتشي
إلى ذلك تبادل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اتصال هاتفي مع نظيره المصري سامح شكري الآراء حول الأزمة في سورية إضافة إلى قضايا إقليمية ودولية أخرى. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أنه جرى خلال الاتصال تبادل الآراء حول القضايا الإقليمية الرئيسية مع التركيز على الأزمة في سورية والتسوية الفلسطينية الإسرائيلية.
من جهته أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد أن لافروف استعرض خلال اتصاله مع شكري تقييم روسيا للموقف الحالي من المحادثات السورية ونتائج مؤتمر سوتشي، مشيراً إلى أن الوزيرين اتفقا على عقد لقاء مشترك لمتابعة التنسيق والتشاور فيما بينهما على هامش أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن بعد يومين.
في غضون ذلك بحث سفير جمهورية الصين الشعبية بدمشق تشي تشيانجين مع مدير عام الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي آخر التطورات في المنطقة والأزمة في سورية. وأعرب السفيران خلال اللقاء الذي عقد في مبنى السفارة الصينية بدمشق عن ارتياحهما لنتائج مؤتمر سوتشي، مؤكدين ضرورة احترام سيادة وسلامة الأراضي السورية وحقها في الدفاع عن نفسها.