عقدة الأجنبي
.. وأخيراً، وبعد طول انتظار أعلن اتحاد كرة القدم تعاقده رسمياً مع المدرب الألماني بيرند ستينغ لقيادة منتخبنا الوطني لمدة عام، وفق تفاصيل مالية باتت معروفة للجميع، وبشروط تبدو منطقية، ليسدل الستار بذلك على مسلسل طويل من التكهنات والتوقعات حول هوية الكادر الفني الذي سيقود منتخبنا في كأس آسيا المقبلة، فالطموح بات كبيراً بعد إنجاز المنتخب في تصفيات المونديال، والمنافسة على اللقب هي الهدف، وبالتالي فإن وجود مدرب على مستوى جيد في هذه المرحلة كان ضرورياً.
لكن لنكن واقعيين، فإن وجود ستينغ وحده لن يكون كافياً لتحقيق القفزة المنتظرة، في ضوء غياب معظم الاحتياجات الأساسية لأي مدرب يبحث عن النجاح لأسباب مختلفة، فالبداية ستكون من طريقة تجميع المنتخب الذي يشكّل المحترفون عموده الفقري، وكما نعلم فإن المرحلة الماضية شهدت صعوبات كثيرة في هذا المجال، كون لاعبينا ينشطون في دول كثيرة، وحضورهم في وقت واحد أمر شبه مستحيل سوى في أيام الفيفا، وللتحضير الجيد لابد من وجود مباريات ودية عالية المستوى، وهو الموضوع الذي بدا اتحاد اللعبة عاجزاً عن تأمينه في الفترات السابقة بحجج كثيرة لسنا في وارد الحديث عنها، كما أن المدرب اختار مساعده، وبالتأكيد ستتم مشاورته في موضوع بقية أفراد الكادر الفني والإداري، فيما يبقى أحد مدربينا الوطنيين ينتظر الموافقة على شروطه البسيطة في هذا المجال لتدريب المنتخب الأولمبي.
البعض يغمز بأن عقدة الأجنبي هي التي ستحكم الأمور في الفترة المقبلة، أي أن المتطلبات ستتوفر، ولن نسمع بموضوع “هذا الواقع ودبر حالك” الذي كان يحضر مع المدربين الوطنيين، وللإشارة فإن أحد المدربين الوطنيين الأكفاء كان قد اشترط سابقاً لتولي تدريب المنتخب حصوله على مبلغ يعادل 10% مما سيتقاضاه الأجنبي، لكن الحجة كانت بأن سقف الرواتب للمدرب الوطني محدد!!.
ومن باب التذكرة أيضاً فإن اتحاد كرتنا لم يستطع تأمين مباراة ودية في أيام الفيفا نهاية السنة الماضية إلا مع العراق، رغم أن التصريحات التي سبقت ذلك كان تقول بأن كبار العالم الكروي يتسابقون للعب معنا، وبالتالي فإن التصريحات قبل وصول المدرب الألماني وبعد مجيئه يجب أن تكون متوازنة ومنطقية عوضاً عن زرع الأوهام التي ستؤدي إلى حصد الفشل لاحقاً.
ختاماً فإن التوقيع مع المدرب الألماني لن يكون نهاية المطاف، بل سيكون بداية جديدة ستتطلب الكثير من الاجتهاد، ولن يؤتي وجود مدرب أجنبي النتائج المطلوبة إلا إذا كانت النوايا صافية، وكان العمل جماعياً، فأي عمل بمجهود فردي لن يأخذ كرتنا بعيداً.
مؤيد البش