ثقافةصحيفة البعث

في المؤتمر الصحفي لإعلان المشروع الوطني للترجمة.. د. زين الدين: نهدف إلى مجاراة التقدم الثقافي في العالم

مشروع الترجمة عملية مستمرة يتبلور بخطة تنفيذية كل سنة وفقاً للمعطيات الواقعية، غايته ترجمة مخزونات المعرفة الإنسانية في الأدب والفن والفكر والعلوم الطبيعية والصحة العامة من خلال الاعتماد على الكفاءات الوطنية في حقب الترجمة، وتنمية حركة الترجمة عن طريق إعداد المترجمين وتدريبهم وتطوير قدراتهم لتكوين أجيال جديدة تكتسب الخبرة من خلال الدورات التدريبية وورش العمل، بالتعاون مع المؤسسات والهيئات المعنية والجوائز التشجيعية: جائزة سامي الدروبي، وجائزة الشباب للترجمة حتى ٣٥سنة، وجائزة الترجمة العلمية وإنشاء بيانات خاصة للمشروع.

وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد في الأمس في مبنى الهيئة العامة للكتاب، قرأ مدير الترجمة في الهيئة الأستاذ حسام الدين خضور بياناً جاء فيه: وُضعت لجنة من المترجمين والباحثين في مسائل الترجمة، ومن الخبراء في وضع الخطط الثقافية بقرار السيد وزير الثقافة محمد الأحمد، وقد استعانت اللجنة بذوي الخبرة وخلصت إلى إقرار خطة تنفيذية تضمنت عشرات الكتب من لغات وثقافات ومدارس فكرية، ومناطق وموضوعات مختلفة يمكن إجمالها في ما يأتي:

الآداب: رواية وقصة وشعر ومسرح ونقد أدبي وأدب الطفل عموماً، من لغات ومدارس ومناطق مختلفة، والعلوم الإنسانية والفلسفة: أبحاث في قضايا السياسية المعاصرة وقضايا العالم الثالث والاقتصاد والعلاقات الدولية والجيوبوليتيك وعلم النفس والاجتماع، إضافة إلى العلوم الطبيعية والصحة العامة لغير المتخصصين: علوم عامة وفيزياء وفلك وصحة عامة.

وتابع خضور: اللغات الأجنبية الرئيسية التي سنترجم عنها بالدرجة الأولى هي الانكليزية والفرنسية والروسية، وهذه اللغات ستكون لغات وسيطة لترجمة نتاح اللغات الأخرى في العالم، ربما يتوفر لدينا القدرة على ترجمة القليل من الإيطالية والتشيكية والإسبانية والفارسية والتركية. هذا وتأمل الهيئة العامة السورية للكتاب أن تكون الخطة واقعية طموحة متكاملة كما ترجو المترجمين العمل معنا على إنجازها، وهي تقدم دليلاً على حيوية مؤسساتنا الثقافية وقدرتها على العمل في الظروف الصعبة بوتائر ومعايير مدروسة توفر المعرفة والمتعة الفنية والفائدة العملية تغني ثقافتنا بالجديد من العالم أجمع.

الخطة

وفي تصريح لـ”البعث” قال مدير هيئة الكتاب د.ثائر زين الدين: أطلقت وزارة الثقافة مشروعها الوطني للترجمة والذي بدأ منذ بداية العام الماضي، واليوم أعلنا الخطة التنفيذية لهذا العام، وذكرنا المعايير التي انطلقت منها اللجنة، ومن أهم هذه المعايير مجاراة الثقافة العالمية بما تنتجه والسعي إلى ذلك بقدر المستطاع، وتم اختيار كتب حديثة الإصدار وفي مختلف وجوه المعرفة، وسنجد هناك الفكر الفلسفي والسياسي وأدباً في مختلف المجالات من مجموعات قصصية وشعرية ومسرح وأشياء كثيرة في الثقافة الصحية والطبية. وأضاف: المعيار الأول أن نجاري هذا التقدم الثقافي والحضاري الذي يعيشه العالم، واختيار ما يناسب ثقافتنا وثقافة القارئ العربي.

أهداف المشروع

ويتضمن المشروع الوطني للترجمة أهدافاً منها: التخلص من العفوية في الترجمة ومعرفة ما ينبغي أن نترجم لتلبي الترجمة  حاجة مؤسساتنا العامة التربوية والعلمية والاقتصادية والإدارية وغيرها إلى الكتب، ومن جهة أخرى حاجة الباحث والقارئ العام إلى كتب الأدب والفن والعلوم الإنسانية والطبيعية، والعمل مع الجهات المعنية بالترجمة على بلورة خطة وطنية سنوية، وإعداد المترجمين في شتى اللغات الحية المعاصرة، إضافة إلى دعم النشر الورقي بنشره الكترونياً أيضاً لإيصال المعرفة إلى أوسع قاعدة قراء بالعربية، وتنظيم ورشات عمل وندوات على مستويات مختلفة والعمل مع الجهات العربية والدولية مثل الأليسكو واليونيسكو.

وتشكلت لجنة لوضع خطة تنفيذية للمشروع بقرار من وزير الثقافة والمكونة من د.ثائر زين الدين رئيساً وعضوية حسام الدين خضور، ود.ريم منصور الأطرش، وعبد الكريم ناصيف، ود.فريد الشحف، ومحمود عبد الواحد، د.نورا آريسيان.

وقد درست اللجنة الواقع الراهن للترجمة من حيث الميزانية وتوفر مادة الترجمة والموارد البشرية من اللغات الحية ولاحظت أنه تتوفر ميزانية لترجمة نحو ٥٠ كتاباً في عام ٢٠١٨، ولا توجد كتباً تلبي خطة الترجمة في مكتبات القطر وعدم القدرة على الوصول إلى الأسواق الدولية إلا بصعوبة، إضافة إلى تقلص الموارد البشرية، وقد أوصت اللجنة بضرورة الاتجاه شرقاً لترجمة آداب وثقافات وعلوم شعوب شرق آسيا ذات الثقافة العريقة، والعمل على تعريف القارئ العربي بتاريخ آداب تلك الشعوب.

كما ستعتمد الخطة على ما يمكن الحصول عليه من نسخ الكترونية، وما قدمته بعض دور النشر في روسيا من أعمال مختلفة لتحصر حقوق الترجمة والنشر في الهيئة، حيث لن تستطيع الهيئة بسبب الظروف والعقوبات الاقتصادية والحصار المفروض أن تبرم العقود التقليدية مع دور النشر أو المؤلفين أصحاب الحقوق بالكتب موضوع هذه الخطة، وأجمع أعضاء اللجنة على أن المحتوى المعرفي والثقافي التقدمي هو المعيار في انتقاء الكتب موضوع الخطة، وأن تكون الكتب المترجمة من لغات ومدارس فكرية وأدبية مختلفة، وعلى ضوء ما تقدم أقرت اللجنة ترجمة مجموعة من الكتب باللغة الانكليزية والفرنسية والروسية.

جمان بركات