عين الجرن..تفاحة خضراء بين السماء والأرض
وصف سورية بالجميلة ليس من باب واقعية الانتماء فقط، بل هي وبشهادة العالم، أجمل بقعة جغرافية على الأرض، وفي هذه القطعة الجغرافية الهاربة من الجنة، الكثير من المناطق البديعة التي لا من التعريف بها بعد أن علمنا كم كنا نجهل جمال هذه البلاد.
من تلك المناطق “عين” الجرن” ويالها من تسمية لقرية جميلة من قرى صافيتا الخضراء، التي تربض في السفح الغربي لجبل الضهر مرتفعة عن سطح البحر حوالي/315/ م. وهي قرية أثرية ذات طابع ديني، ويشهد على ذلك آثار قديمة لكنيسة عاصون والتي لم يبق منها سوى بناء بهيئة قبو عقدي بجدرانه الأربعة، وبقايا لمبان قديمة مجاورة، وحول هذه الآثار المهدمة توجد آبار لجمع الماء الذي جُرَّ إليها من نبع عين الجرن بقنوات فخارية، وحولها مقابر قديمة منتشرة جنوبها وشمالها، إضافة لكنيسة عاصون كنيسة مار ميخائيل في أقصى الجنوب من القرية، لكنها كنيسة حديثة العهد تم تشييدها عام 1986م على نفقة أبنائها المغتربين الذين يربطهم بقريتهم إحساس عال من الانتماء والحنين.
تتميز قرية عين الجرن بغزارة ينابيعها ومياهها ويعود الفضل في ذلك لشتائها المعطاء، ويعد نهر الأبرش من أهم مصادر القرية المائية فهو يخترق القرية باتجاه الجنوب الغربي محاطاً بأشجار الصفصاف والحور وجنائن الليمون متجهاً نحو البحر ناشراً حوله الخضرة والحياة، يليه نبع يدعى عين الجرن وهو نبع القرية تتدفق مياهه كالشلال وإليه تعود تسمية هذه القرية التي ما تزال حتى يومنا هذا تعتمد عليه في شربها لأنه نبع دائم وعذب وصالح للشرب ونقي، ويعتقد أن هذا النبع روماني يقع إلى الشمال من القرية في سفح الجبل وقد تبين أن له قناة بنيت من الحجارة والكلس متصلة بمغارة صغيرة يبلغ حجمها حوالي /3/ أمتار مكعب.
تمّام علي بركات