اقتصادصحيفة البعث

هدفها ضبط فوضى المكاتب العاملة في هذا المجال.. الشــــركة العامـــة للنقـــل والســـياحة بصـــدد وضـــع خارطـــة للســــياحة الدينيــــة

وضعت الشركة العامة للنقل والسياحة خلال العام الفائت آلية جديدة لمعايير وضوابط  السياحة الدينية تتمثل في حصرية استقدام المجموعات السياحية الدينية بالشركة وذلك بهدف تحقيق جملة من الأهداف، منها تنظيم حركة تدفق القطع الأجنبي إلى القطر خلافاً لما يتمّ  سابقاً، والعمل على إيداع الدولار السياحي في البنوك الوطنية لتتمّ حركة الإنفاق من خلال البنوك، وبالتالي تفويت الفرصة على المكاتب المخالفة التي تستخدم السوق السوداء بدلاً من البنوك الوطنية، وتحريك الحسابات العائدة لغرض المجموعات وفق التشريعات الناظمة.

 

لرفع الإشغالات

وبين مدير عام الشركة فايز منصور أن الشركة بصدد وضع خارطة للسياحة الدينية هدفها الأول ضبط حالات الفوضى لمكاتب السياحة العاملة في السياحة الدينية، بحيث تتضمن هذه الخارطة برامج لتأهيل البنى التحتية لأماكن السياحة الدينية إلى جانب العمل على نمو المناطق السياحية وتطورها وانتعاشها، ورفع معدلات الإشغال الفندقي على مدار العام، وتحريك عجلة الاقتصاد الوطني نظراً لأهمية النشاط السياحي الذي يؤدي إلى تنشيط كافة القطاعات الاقتصادية المرتبطة به من (زراعة- صناعة- نقل- اتصالات- حرف) ما يساعد في إيجاد فرص عمل مختفية، مؤكداً أن الشركة لم تحقق أكثر من 500 مليون ليرة سورية كعائدات من برامج السياحة الدينية المنفذة خلال العام الفائت.

دراسة

وأعدت الشركة دراسة تسعى من خلالها إلى رفد الخزينة العامة للدولة بمليارات الليرات سنوياً، إلى جانب ما توفره من فرص عمل بما يدعم سياسة الحكومة في تشغيل الخريجين والاختصاصيين، كما توفر الشركة فرصاً مهمّة للشركات والمكاتب التي تنشط في مجال السياحة الدينية، من خلال العمل مع الشركة  واعتماد الأساليب الحديثة والحضارية، إضافة إلى لعب دور التدخل الإيجابي في سوق السياحة الدينية في سورية لجهة استقرار واعتدال أسعار الفنادق والنقل والخدمات الأخرى، بما يحقّق مصلحة كافة الأطراف، فضلاً عن ضبط حركة المجموعات السياحية الدينية وتوثيقها وتقديمها إلى الجهات المختصة عند الطلب، الأمر الذي يؤدي إلى توفير القطع الأجنبي وتوجيهه إلى البنوك الحكومية، ناهيكم عن تقديم خدمات لائقة للزائرين ما يشجع على ازدياد الحركة باتجاه سورية.

إدارة المصاريف

وتطرّقت الدراسة -التي حصلت “البعث” على نسخة منها- إلى الجدوى الاقتصادية الخاصة بحصر استقدام المجموعات السياحية الدينية بالشركة، وأن تدير الشركة كافة المصاريف المتعلّقة بالمجموعات السياحية الدينية من إقامة ونقل وإطعام وموافقات الخ..، على أن تتقاضى الشركة 10 دولارات للشخص الواحد لقاء بدل خدمات أجور الحصول على إصدار البرقية الصادرة عن إدارة الهجرة والجوازات للسماح بدخول المجموعة حسب الجنسية، ودولاراً واحداً باليوم الواحد لقاء فرق السعر المسدّد للفندق والمقبوض من قبل المكتب، ودولاراً واحداً باليوم الواحد لقاء إطعام ثلاث وجبات يومياً.

استهداف مليون زائر

وتوقعت الدراسة أنه مع تحسّن الظرف الراهن فإن عدد الزوار والسياح الدينيين سوف يزداد تدريجياً، وذلك للوصول إلى الرقم المستهدف وهو مليون زائر سنوياً، وبالتالي يكون إجمالي الإيراد الصافي ما يزيد عن 5.5 ملايين دولار سنوياً. ولم تُغفل الدراسة المذكورة أسس التعامل مع المكاتب السياحية التي ترغب بالتعامل في السياحة الدينية، منها أن يتمّ تخصيص مكتب مستقل لتقديم الخدمات السياحية للمجموعات الدينية خاص بمكتب السياحة والسفر، إضافة إلى اعتماد المكاتب الراغبة في التعامل بالسياحة الدينية والتعاون مع الشركة كوكلاء فرعيين في منطقة عملهم، مقابل عمولة يُتفق عليها، فضلاً عن تقديم الخدمات للمجموعات السياحية الخاصة بالمكاتب من باب الطائرة مروراً بمنطقة الهجرة والجوازات وصولاً إلى الفندق والعودة، وتحقيق مبدأ العدالة بالتعامل مع المكاتب من خلال توزيع العمل.

تدابير

وزير السياحة المهندس بشر اليازجي أكد أن التركيز الفعلي خلال العامين الماضيين كان على تحقيق زيادات متتالية في عدد أفواج السياحة الدينية، باعتبارها الأكثر قابلية للاستقطاب والتعافي، ولاسيما في ظل استرداد حالة الأمان للمواقع الرئيسية كمناطق السيدة زينب، ومعلولا، مؤكداً عزم الوزارة على فتح أسواق لمثل هذا النوع من السياحة، وتكثيف الجهود لاستقطاب أكبر عدد من زوارها خلال الأعوام القادمة عبر اتخاذ تدابير نوعية وتحضيرات مناسبة لتطوير عدد من مناطق المزارات، لتتحوّل في المرحلة القادمة إلى مزارات دولية أو إقليمية تتوفر في محيطها كافة الاحتياطات الخدمية والسياحية ضمن بيئات عمرانية بمستوى عالي التصميم، ومنها تطوير منطقة مقام السيدة زينب.

وبالمحصلة يمكن القول: إن نقاط القوة لدى الشركة تتوفر في قدرتها على افتتاح عدة مكاتب لها تُعنى بشؤون السياحة الدينية ولما تملكه الشركة من إمكانيات، سواء لجهة وجود أسطول نقل تابع لها أم من ناحية وجود كفاءات سياحية تنتظر المشاركة في مشروع مهم وحيوي يقدم عائداً كبيراً للشركة، فيما تعتبر أهم التهديدات التي تواجه افتتاح مكاتب للشركة هي وجود مكاتب منافسة في منطقة السيدة زينب ولكنها تعتبر تهديدات بسيطة نظراً للإمكانيات الكبيرة لدى الشركة بالمقارنة مع المكاتب الأخرى التي تمارس هذا النشاط.

يذكر أنه وبحسب إحصائيات وزارة السياحة فإن حصيلة ليالي السياحة الدينية خلال الـ2015 وصلت إلى 300 ألف ليلة، ووصل مجموع الإنفاق المباشر وغير المباشر إلى ما يقارب الملياري ليرة، فيما وصل عدد الليالي السياحية المحقّقة العام الفائت 2016 إلى نحو 500 ألف ليلة، الأمر الذي أدى إلى توفير فرص عمل جديدة وتنشيط الاقتصاديات المحلية في مناطق المزارات الدينية، إضافة إلى توفير عائدات مالية للخزينة العامة.

محمد زكريا

Mohamdzkrea11@yahoo.com