ثقافةصحيفة البعث

في زيارته إلى وزارة الثقافة المهندس خميس: تطوير الخطاب الثقافي توازياً مع انتصارات جيشنا الباسل

 

انسجاماً مع ما ورد في البيان الحكومي حول خطة التنمية البشرية وبناء الإنسان زار السيد رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس صباح أمس وزارة الثقافة بصحبة وزير التربية د.هزوان الوز ووزير الإعلام الأستاذ عماد سارة والتقى السيد وزيرَ الثقافة الأستاذ محمد الأحمد ومعاونيه ومدراء مديريات الوزارة وهيئاتها، بهدف متابعة تنفيذ الخطة الحكومية ثقافياً وفكرياً لمحو الآثار السلبية للحرب على جميع مكونات المجتمع، وإعادة إعمار البنى التحتية والمراكز الثقافية التي تضررت بفعل الإرهاب وفق برنامج زمنيّ لتمارس وزارة الثقافة الدور المنوط بها في الإطار الصحيح، وضمن أولوية بناء الإنسان ووضع دراسة فورية لصيانة دار الأسد للثقافة والفنون.

وزارة الثقافة هي الأهم
وعبَّر المهندس خميس عن سعادته بوجوده مع السادة الوزراء في وزارة الثقافة التي تشكل برأيه محوراً هاماً من مَحاور بناء الإنسان وأن زيارته تأتي ضمن خطة عمل الحكومة بأن يلتقي بجميع المعنيين في مؤسسات الدولة، ووزارة الثقافة هي الأهم دائماً لأنها معنية ببناء الإنسان، والإنسان هو النواة الأساسية لعملية التنمية وبناء الحضارات والدول، وانطلاقاً من هذه الرؤية أراد أن يشارك القائمين على الوزارة جهودهم والاطّلاع على شؤونهم والتحاور معهم في سبيل تقديم الأفضل وتحديد ما هو مطلوب في ظل المتغيرات التي فرضتها الحرب على سورية، والتي كانت في جزء منها حرباً ثقافية استهدفت حضاراتنا وثقافتنا وإنساننا ضمن عناوين كان لها تأثير سلبي على بعض العاملين في الثقافة، وكما تصدى جيشنا الباسل لهذه الحرب وانتصر فيها، قامت مؤسسات الدولة ومنها وزارة الثقافة بعملها بالتصدي لكل ما فرضته الأزمة، وأكد أن الحكومة اليوم وكل مؤسسات الدولة معنية بالانتقال إلى مرحلة جديدة نوعية في عملية التنمية الشاملة.

بناء الإنسان
وأوضح المهندس خميس أن البند الأول في البيان الحكومي أكد على أهمية عملية التنمية البشرية والتي قُدمت على عملية التنمية الاقتصادية، انطلاقاً من الإيمان بأن النواة الأساسية للتنمية الاقتصادية هي الإنسان، لأنه عندما يتمتع بمؤشرات الثقافة الحقيقية يستطيع أن ينجز الكثير.. من هنا تأتي أهمية الدور الموكل لوزارة الثقافة، مع إشارته إلى أن كل الوزارات لها دور كبير في بناء الإنسان السوري الذي تعرض خلال الحرب لثقافات غريبة عنا، وهذا برأيه يتطلب جهوداً كبيرة والتنسيق ما بين جميع هذه الوزارات في سبيل تقديم خطاب ثقافي حقيقي يتناسب مع انتصار قواتنا المسلحة، من خلال تشكيل رؤية ثقافية تنموية بشرية تتناسب مع ما أنجزه جيشنا والبحث عن الثغرات التي تغلغل من خلالها عدونا في ثقافاتنا لترميمها، واجتراح الرؤى الجديدة التي تتناسب ومتطلبات بناء الإنسان، وبيَّن أن وزارة الثقافة بذلت جهوداً منظورة ومتميزة خلال فترة الحكومة الحالية، ولكن ما زال المطلوب منها أكبر أفقياً وعمودياً وفي إطار كل الشرائح في المجتمع.

الأفقر مادياً والأغنى بما تملكه
وأكد وزير الثقافة الأستاذ محمد الأحمد أن زيارة رئيس مجلس الوزراء لوزارة الثقافة هي الأولى لرئيس مجلس وزراء منذ تأسيسها، وأشار إلى أنها الوزارة الأفقر مادياً والأغنى بما تملكه من متاحف وأوابد وآثار ولوحات فن تشكيلي لا تقدر بثمن وهي الأقل ميزانية من بين الوزارات كلها رغم أنشطتها المتعددة، مع تأكيده على أنها في عهد الحكومة الحالية تتلقى دعماً يفوق 40% من الميزانية التي كانت تتلقاها سابقاً، وأوضح أنه يؤخذ على الوزارة عدم تحقيقها لنقلات كبيرة في عملها والسبب يعود إلى أن مخرَجات العمل الثقافي تحتاج لزمن، وهي وزارة مسؤولة عن برامج طويلة الأمد، ونتائجها تحتاج إلى الوقت وأن عملها يبدأ ولا ينتهي.

إنجازات الوزارة
كما استعرض وزير الثقافة أبرز ما تم إنجازه من 3/7/2016 إلى اليوم في جميع المديريات والهيئات التابعة لوزارة الثقافة على صعيد مَعارض الكتب والمهرجانات الثقافية التي أقامتها في المحافظات لنقل خصوصية ثقافة كل محافظة وإنجازها لقانون وزارة الثقافة الذي بقي على ما هو عليه منذ عام 1958 وقانون الآثار وحماية التراث الأثري والعمل على عودة المخرجين المسرحيين الكبار بعد غياب، وإنشاء مشروع دعم مسرح الشباب وتصدير بعض أعمالنا المسرحية للخارج، وزيادة الكم الإنتاجي في المؤسسة العامة للسينما وانتظامها في تحقيق 30 فيلماً كل عام في مشروع دعم سينما الشباب، واستعداداتها في الصيف لإطلاق مشروع سينما الطفل.. وبالنسبة للهيئة العامة السورية للكتاب تم إنجاز الكتاب الناطق، والمشروع الوطني للترجمة ونتاجه مجلة “جسور” وهي واحدة من أرقى المجلات العربية التي تعنى بالترجمة، وكذلك أرشفة سنوات الحرب في كتب.

خطة عام 2018
وأشار وزير الثقافة إلى المشاريع العديدة التي تنوي وزارة الثقافة إطلاقها في عام 2018 مثل مشروع عاصمة الثقافة السورية السنوية وإحداث المعهد العالي للسينما ومشروع السينماتيك (الأرشيف الوطني السينمائي) وإحداث دار أوبرا مصغرة في مجمع دمر الثقافي وتنفيذ برنامج إصلاح إداري شامل لوزارة الثقافة والجهات التابعة لها ووضع حجر الأساس للبدء بالمشروع الحلم “متحف الفن”.
ولخص الوزير في حديثه العقبات التي تواجه وزارة الثقافة وما تريده من الحكومة ويأتي في مقدمتها صيانة دار الأسد للثقافة والفنون ورفع تعرفة العروض المسرحية وإقامة صالة عرض فنية في حرم دار الأوبرا بدمشق، وإحداث دور سينما ضمن مشروع إعادة الإعمار بالتنسيق مع الوزارات المختصة.
تطوير الخطاب الثقافي
وخلص الاجتماع إلى التأكيد على أهمية وجود دور للسينما ضمن أية مخططات تنظيمية في مرحلة إعادة الإعمار مع تكليف لجنة التنمية البشرية في مجلس الوزراء لدراسة تبعية المراكز الثقافية بين وزارتي الإدارة المحلية والبيئة والثقافة وإجراء توثيق لمجريات الحرب الإرهابية على سورية باستخدام كافة الوسائل الثقافية، وإحصاء المناطق الأثرية التي تضررت بفعل الإرهاب وترميمها من خلال التنسيق مع مختلف المؤسسات لإعادة هذه المناطق إلى ما كانت عليه وإظهار التاريخ الثقافي والحضاري لسورية، مع التأكيد على ضرورة تأهيل الكوادر التي ستقود خطة الوزارة إدارياً وفنياً وتقنياً، وتنشيط العلاقات الثقافية مع الدول الصديقة ووضع بنية تنموية للاستثمار في القطاع الثقافي، خاصة في مجالات السينما والمسرح والكتاب، وأهمية وضرورة وضع آلية للتشبيك الدائم بين وزارة الثقافة ووزارات التربية والتعليم العالي والإعلام والأوقاف والشؤون الاجتماعية والعمل، بهدف تطوير الخطاب الثقافي بما يتناسب مع متطلبات المرحلة المقبلة.

نتائج ايجابية
وفي ختام الزيارة بيَّن وزير الثقافة في تصريحه للإعلاميين أنه لا بد من الإقرار بدعم الحكومة لوزارة الثقافة الذي تجلى من خلال نسب زيادة في أغلب مديرياتها تراوحت بين 40% و50% و60%، وأشار إلى أن زيارة رئيس مجلس الوزراء ستساهم في إطلاق بعض المشاريع التي كانت متوقفة، وقد تم الاتفاق على آلية تنفيذها، مع إشارته إلى أن وزارة الثقافة طموحاتها كثيرة، ولكن هناك أولويات لها حسب الحاجة للعمل الثقافي ويأتي في مقدمتها تطوير الخطاب الثقافي الذي يحتاج إلى مخرَجات، أهمها البنى التحتية (سينما-صالات عرض فن تشكيلي وتشريعات، مؤكداً في الوقت ذاته أن الزيارة سيتم الخروج منها بنتائج ستنعكس على العمل الثقافي في قادم الأيام.
حضر الاجتماع معاونو وزير الثقافة ومعاونة الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء. وزار رئيس مجلس الوزراء أيضاً معهد صلحي الوادي للموسيقا التابع لوزارة الثقافة لدوره في تعزيز المنظومة الثقافية بين الأجيال الناشئة، واطلع على أقسامه واستمع من القائمين عليه إلى شرح عن آليات العمل والمعوقات، كما استمع لعدد من المقطوعات الموسيقية والأغاني التي قدمها طلاب المعهد في مختلف المجالات الموسيقية، وأعرب عن تقديره للمستوى المتميز الذي يقدمه المعهد في إعداد جيل مثقف فكرياً وفنياً.

أمينة عباس