بطولة بلا معنى
منذ فترة طويلة ومطالب خبراء رياضتنا تتركز على ضرورة تطوير المراكز التدريبية التي تعد الخلية الأولى لتكوين بناء رياضي سليم، وعلى هذا الأساس أعلن الاتحاد الرياضي العام عن تنظيم البطولة الأولى للمراكز التدريبية، وذلك في نهاية الشهر الجاري.
إلى الآن الكلام جميل والفكرة مقبولة، ولكن عند الدخول في التفاصيل سنجد أن التطبيق ليس بالطريقة الصحيحة، فمنذ انتهاء الاولمبياد الوطني للناشئين في آب الماضي والكلام كثير عن ضرورة إعادة النظر في رياضة بعض المحافظات التي تراجعت ولم تحقق النتائج المرجوة منها، وحُمّلت المراكز التدريبية آنذاك المسؤولية، فيما كان قصر النظر وغياب الخطط هو المسؤول عن الفشل في رياضة تلك المحافظات، وبالتالي فإن الهدف من بطولة المراكز الحالية هو التقييم ومعرفة الجدوى من وجودها، وهذا أمر غير منطقي، ووفق ما أشار إليه أحد العارفين ببواطن الأمور فإن تقييم المراكز التدريبية سيكون وفق الترتيب الذي ستحصل عليه في البطولة، فالمحافظة التي ستحصل على المركز الرابع وما يليه سيعاد النظر في مراكزها التدريبية، ما يعني أن الوضع لن ينقل بشكل صحيح، كون بعض الرياضات ستشارك في تجمعها 4محافظات، وبالتالي فالترتيب لن يعطي صورة حقيقية عن الواقع؟!.. كما أن الأعمار المحددة للمشاركة في البطولة هي ذاتها التي شاركت في اولمبياد الناشئين الصيف الماضي، ما يعني أننا أمام تكرار المسابقة ذاتها، ولكن بتسمية مختلفة، فالأجدى كان أن تستهدف شريحة عمرية جديدة لمعرفة ماذا أنتجت هذه المراكز التدريبية خلال الأشهر الستة الماضية؟!.
وبالحديث عن توقيت إقامة البطولة نجد أنها جاءت غير مناسبة لأغلب المحافظات، فاللاعبون هم من طلاب المدارس، وكان من الأفضل إما إقامتها في فترة العطلة الانتصافية، أو تأجيلها لبداية الصيف، كما أن التنسيق في المواعيد مع اتحادات الألعاب قد غاب تماماً، فمثلاً منافسات كرة الطائرة ستقام أثناء موعد بطولة الجمهورية للناشئين، وفي هذا ظلم لبعض المحافظات التي ستكون مجبرة على الاختيار بين البطولتين!.
أمام كل ما سبق كنا نتمنى لو كانت هذه البطولة الهامة قد درست بشكل أفضل بانتظار أن يكون التنظيم فيها جيداً، وأن تخلو من المنغصات، وأن تكون محطة تقويم لا تقييم، لأن بناء الفئات العمرية هو بداية الطريق الصحيح لنجاح رياضتنا.
مؤيد البش