بعد الصافرة قبل فوات الأوان
رغم أننا تحدثنا كثيراً في مرات سابقة عن أمور تنظيمية تجري في دورينا، وتتطلب تدخلاً عاجلاً من المعنيين، إلا أن أحداً لم يحرك ساكناً لتلافي كوارث من الممكن أن تحصل، بل على العكس استمرت سياسة “التطنيش” والتجاهل، وكأن ما يحصل لا يمس كرتنا على وجه التحديد، فلا أحد يستطيع أن ينكر أن الحضور الجماهيري هو الذي أضفى الإثارة على دورينا هذا الموسم، بل إن مستوى الحضور الجماهيري أعلى بكثير من المستوى الفني، ولكن يبدو أن هذا الحضور لا يشكّل أهمية للبعض، وخاصة في المباريات التي تجري في دمشق.
فكثير من الاستغراب يسجل حول طريقة دخول الجماهير للمباريات، وخاصة القوية منها، ولن نعود للحديث عن مباريات سابقة، بل سنتحدث عن مباراة الوحدة والكرامة التي جرت يوم السبت الماضي، وفيها تدخل بعض العقلاء لتجاوز مشكلة كبيرة كادت أن تحدث، فمنظمو المباراة من أصحاب النظر الثاقب قرروا أن يتم فتح باب واحد لجمهور الفريقين، ما أدى لحصول مناوشات بين الجمهورين كادت أن تخرج عن السيطرة، وطبعاً هذه الحادثة ليست الأولى، فخلال هذا الموسم جرى الأمر ذاته في مباريات عديدة، وخرجت بأقل الخسائر.
بعض الخبثاء غمز بأن موضوع دخول وخروج الجماهير يتم وفق رغبة متعهدي المباريات، وذلك حصراً للنفقات، أما عن الجماهير وراحتها والحفاظ عليها فهذا أمر لم يفكر به أحد؟!.
وإذا أردنا أن نكمل الحلقة فيجب الحديث عن الصفحات الرسمية لأنديتنا على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت من مكان للتشجيع الرياضي الحضاري إلى أماكن لتبادل الشتائم، والتعرّض للأندية المنافسة بأقسى العبارات التي تجاوزت كل حدود اللياقة، وباتت توتر أجواء أية مباراة قبل بدايتها، وطبعاً حل هذا الأمر يتعلق بالدرجة الأولى بإدارات الأندية التي لا تعطي هذا الجانب الاهتمام اللازم، بل من يدير هذه الصفحات في أغلبهم لا يتمتعون بأدنى درجات الثقافة الكروية، والروح الرياضية!.
الأمران السابق ذكرهما في غاية الأهمية، وأي تأخر في معالجة هذا الخلل سيوصلنا في يوم من الأيام للندم على عدم معالجتهما في الوقت المناسب، فالكرة الآن في ملعب المعنيين، فإما أن يتم التدخل قبل فوات الأوان، أو أن علينا انتظار أن تفلت الأمور من أيدينا، وعندها لن تنفع كلمة “ياريت”؟!.
مؤيد البش