اللغة البديلة وانعكاسها على لغتنا الأم
ما يميز حديثنا اليوم استخدام كلمات أجنبية لتكون دليلاً على مدى ثقافتنا واتساع معلوماتنا، وعلى مستوانا المهني المتقدم، مع العلم أن البعض لا يعرف من اللغة إلا ما ندر من كلماتها، وإذا ما تابعنا على التلفاز بعض البرامج سنجد استخدام اللغة العامية بديلة عن الفصحى أو المختلطة، لا اعتراض على الاثنتين إنما استعمالهما معاً يضعف من الأولى ويقلل من معنى الثانية، وبعض البرامج الأخرى تتعمد إدخال اللغات الأجنبية كأساس في طرح الحديث، لا تقليلاً من أهمية اللغات الأجنبية في حياتنا ولا في أعمالنا إلا أنها تطغى على لغتنا الأم وهنا تكمن المشكلة، ففي إحدى المقابلات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عرض أحد المذيعين صوراً لحيوانات على الأطفال، عرفوا اسمها مباشرة باللغة الأجنبية، وعندما سألهم عنها بالعربي لم يعرفوا الإجابة أبداً.
هل أصبحنا في زمن نستغني فيه عن لغتنا الأم لغة بلدنا ومشاعرنا؟ّ! وكانت التعليقات ما بين مؤيد ومعارض فخالد رأى أن: “العلم والتعليم للغة أخرى ليس بخطأ لكن التهميش للغة الأم هو الكارثة”، وكان لأحمد نفس رأي خالد فأضاف: “التقدم لا يكون بالابتعاد عن لغتنا الأم، إذ لا يوجد لغة في العالم تستطيع وصف الأشياء بدقة كاللغة العربية”، أما بهاء فكان له رأي مغاير تماماً فهو يجد: “أنه من الواجب تعلم لغة ثانية لأن اللغة العربية غير مفيدة عملياً وغير ضرورية أيضاً لتحجز مساحة في الذاكرة”، وتوافقه بالرأي منال فتقول: “لغتنا الأم لم نخترها نحن وأنا لا أنكر أن اللغة العربية من أعرق اللغات وأقواها، لكن على قدر قوتها وغناها بالمفردات على قدر ما هي ضعيفة وغير كافية، فحين تبحث على الانترنت عن مقالات أو أبحاث فأنت بحاجة لتعلم لغة أخرى ومن الصغر”. أما عادل فيجد أن “تعلم لغة ثانية حاجة أساسية، لكن ليس على حساب اللغة الأم، وللأسف عندما ننظر للغرب نجد أنهم يفتخرون بلغتهم، أما المجتمع العربي فقد وصل لمرحلة الخجل من لغته، وأصبح التكلم بالانكليزية دليل على الرقي والفهم والتطور والتكلم باللغة العربية الفصحى فلسفة و”فزلكة”، أما رؤى فتجد اللغة مهمة بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى: “لغتنا أولاً ثم اللغات الأخرى لأسباب منها المحافظة على الأصل، واللغة العربية هي علم بحد ذاتها، ونحن الأولى بتعلمها وتعليمها، وطموحنا أن نعيد بناء عالم عربي صحيح”.
علا أحمد