برعاية أمريكية.. “داعش” إلى باكستان وأفغانستان
حذّر رئيس مركز مكافحة الإرهاب في رابطة الدول المستقلة، أندريه نوفيكوف، من أن تنظيم “داعش” الإرهابي، الذي مُني بهزائم قاضية في سورية والعراق، أخذ يوسّع انتشاره في أفغانستان وباكستان، وقال، في كلمة خلال اجتماع رؤساء المقرات الوطنية لمكافحة الإرهاب في بلدان رابطة الدول المستقلة، إن هذا التنظيم الإرهابي سيعتمد “خطة نقل المسلحين من آسيا الوسطى وشمال القوقاز والشرق الأوسط إلى أفغانستان وباكستان قريباً بإتباع الطريقة نفسها التي تم استخدامها لإرسالهم إلى سورية والعراق من قبل”، وتابع: “بعد التخلص من معظم النواة القتالية لداعش في سورية والعراق فإنه يجري نقل فلوله إلى مناطق أخرى، وهكذا لا بد من القول إنه يجري تشكيل قاعدة جديدة للتنظيم لتجميع هذه الفلول في أفغانستان وباكستان بدلاً من التي خسرها في سورية والعراق”.
وحذّر نوفيكوف من أن موقع دول آسيا الوسطى التابعة لرابطة الدول المستقلة يسمح “بوصول غير منظم للإرهابيين بل تسللهم بما في ذلك ضمن ما يسمى العائدين”، مشيراً إلى أن كثافة تجنيد الشباب الأفغاني في صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي تتزايد ويوجد هناك سبب يدعو إلى الاعتقاد أن الإرهابيين في أفغانستان سيسعون إلى السيطرة على حركة الاتجار بالهيرويين.
يذكر أن مدينة اودينتسوفو في مقاطعة موسكو تستضيف أعمال الاجتماع الحادي عشر لقادة مراكز مكافحة الإرهاب القومية لبلدان رابطة الدول المستقلة تحت عنوان “الاتجاهات الملحة للتعاون بين الهيئات المختصة في الدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة بمجال مكافحة الإرهاب”.
وكان مسؤولون أفغان حذروا الشهر الماضي من أن إرهابيين من تنظيم “داعش” من الجزائر وفرنسا يقومون بتدريب إرهابيين في ولاية جوزجان شمال أفغانستان، كما يشهد إقليم ننغرهار على الحدود مع باكستان نفوذاً كبيراً للمجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم “داعش” وحركة طالبان اللذين يسيطران على مناطق نائية في المناطق الجبلية.
وفي الإطار ذاته، تطرّق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال اللقاء الذي جمعه أمس بوزير خارجية باكستان خواجة محمد آصف، إلى الوضع في أفغانستان، وقال بهذا الشأن: “وجود تنظيم داعش في أفغانستان يتزايد، بما في ذلك على الحدود مع جيراننا في آسيا الوسطى. وهذا أمر يزيد من مخاطر تسلل الإرهابيين إلى آسيا الوسطى وليس من الصعب بعدها الوصول إلى روسيا وغيرها”، وأضاف: “لا بد لنا من اتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم تسلل الإرهابيين إلى آسيا الوسطى، وهذه المهمة تتعلق بالسلطات المركزية والقوات الأمريكية الموجودة هناك”.
وتابع لافروف: “الأمريكيون لا يبذلون جهداً للقضاء على تجارة المخدرات والإرهاب في أفغانستان، ونحن قلقون من التطورات في أفغانستان ومن توسّع داعش وتمدّده ونشكك بنيّات حلف الناتو إزاء احتواء التنظيم”.
بدوره قال الوزير الباكستاني: “عدد الإرهابيين من تنظيم داعش في أفغانستان وفي الشمال الشرقي من هذا البلد يزيد على الأعداد التي تتحدث عنها كابول أو الولايات المتحدة، وليس لديهم فكرة وإدراك لمدى انتشار مسلحي داعش في أفغانستان”، وأشار إلى أن “بعض الإرهابيين يتنقلون إلى باكستان والدول المجاورة ما يشكّل تهديداً لنا ولروسيا وللكل في آسيا الوسطى، وهذا يثير قلقنا بالطبع”، وأضاف: “نحن نراقب توسّعهم وقلقون إزاء ذلك، وحل مشكلة أفغانستان يكمن في المحادثات” بهذا الشأن.
وكالات