لعنة القروض وأقساطها الخيالية
حمص- نزار جمول
يدرك المواطن أن أقساط القروض باتت خيالية قياساً لمحدودية الدخل وارتفاع تكاليف الحياة، فمن يريد اقتناء مسكن وهو حلم العمر أصبح يحسب ويضرب أخماسه بأسداسه، وأقل منزل في مناطق المخالفات أضحى سعره يفوق الستة ملايين، وهو مؤلف من غرفتين تؤجران في هذه الأيام بمبلغ لا يقل عن 25 ألف ليرة، ومع كل هذا الشقاء السكني وأحلامه الوردية ما زال المواطن الحمصي يأمل بالحصول على القرض السكني في ظل تطنيش المصرف العقاري عن منحه إياه، وهو ينتظر بفارغ الصبر لفك أسر هذا القرض!.
ومع كل هذه الآمال يعرف المواطن أن انتظاره لن يحقق له نتائج مرضية بعد أن جمدت منح القروض السكنية، وكما عرفنا ومن خلال الدراسات التي أكدت أن قيمة القرض المنتظر لن تبلغ أكثر من خمسة ملايين ليرة كحدّ أعلى أي ما يعادل نصف قيمة المسكن، وسيكون القسط الشهري لهذا القرض بحدود 60 ألف ليرة سورية شهرياً إذا كانت مدته لعشر سنوات، وسيصل إلى 70 ألف ليرة لـ 15 سنة، وهذا الأمر سيضع المواطن الذي يريد الاقتراض في موقف يمنعه من الاقتراض لأن دخله الشهري لن يتحمل مبلغ القسط الخيالي. ولن يبقى على المواطن إلا أن ينتظر قرارات جديدة تواكب دخله المحدود جداً، وتتماشى مع ظروف المرحلة الراهنة والوضع الاجتماعي والاقتصادي، لعل وعسى أن يستطيع الاقتراض بظروف تناسب دخله الشهري.