آري جان سرحان تشكيلات موسيقية معاصرة وموزاييك كردي–عربي
هيمنت أجواء الفرح على الأمسية الرائعة التي قدمها آري جان سرحان على مسرح الأوبرا بروح موسيقية وغنائية جديدة للأغنية السورية النافذة والساخرة والقريبة من حياة الناس اليومية والاجتماعية بما يشبه معالم “المنولوجست” بأسلوب غنائي معاصر للأغنية السورية من حيث الروح الموسيقية المعتمدة على الإيقاعات المتنوعة لاسيما الدرامز، والتقطيع الموسيقي والتداخل بين مستويات غنائية مختلفة بالغناء الجماعي بالدمج مع الراب.
وتعبّر الأمسية عن مشروع سرحان في محاولة تفكيك اللحن مع الكلمات ومن ثم إعادة التوزيع، بإظهار إمكانات وسمات آلتي الساز والبزق برؤية موسيقية جديدة معاصرة باللهجة الشامية المحكية لحكاية صغيرة بمفردات عاطفية، من خلال تفاعلها مع آلات الفرقة بإدخال نغمات البيانو مع التشكيل الموسيقي المؤلف من الأكورديون والغيتار والغيتار باص والناي والدرامز والكمان مع الإيقاعيات بمشاركة سارة درويش ووديع الخوري.
البزق وتشكيلات موسيقية
بدأت الأمسية بمقطوعة موسيقية آلية بين الغيتار-العازف طارق صالحية- والبزق لآري سرحان من تأليفه بمسار لحني هادئ ثم ينعطف بتصاعد لحني لتبدو أشبه بعنوانها”الطريق” ثم غنى سرحان أغنية “الغربة” لتبقى نغمات البزق اللحن الأساسي، وشكّلت سارة درويش مع سرحان ثنائية غنائية بدأت بموال “عجر وحنا” كلمات وديع الخوري وألحان سرحان بحضور آلات الفرقة لتصل إلى الجملة التي تلخص معنى الموال”عمرها الشام ما بتزول” لتتابع سارة درويش مع آري سرحان “اللي بيحبوك ما بيجرحوك” بدأت بموسيقا إيقاعية تنقلت فيها درويش بمستويات غنائية تماوجت مع العُرب الصوتية الجميلة المتناغمة مع حنية صوتها”متل الحديد قطعوك ولحموك، متل الحجار كسروك” لتعود إلى المقارنة بالماضي”كان ياما كان” مع فواصل الأكورديون والغيتار وصولاً إلى النهاية الهادئة.
أيمن رضا
مفاجأة الأمسية حضور الفنان أيمن رضا وسط تشجيع كبير من جمهور الأوبرا بعودته إلى المسرح بعد انقطاع منذ عام 1989كما ذكر، ليغني بمرافقة الفرقة الموسيقية وبأسلوبه الغنائي الشائق (ركب أصنصير ولففني بلدي لاشفت الأصنصير ولا لمحو ولدي) الأغنية الساخرة التي كتب كلماتها وديع الخوري مغني الراب ولحنها سرحان بحضور البيانو.
كما استخدم سرحان آلة الساز مع أغنيات الفلكلور التي قدمها بروح معاصرة بأغنية صبيحة بثنائية سارة درويش وآري سرحان بتوزيع جديد وفق التشكيلة الجديدة لسرحان وهي من أشهر التراث الجزراوي والتي انتهت بقفلة الموال.
الامتزاج بالراب
المنعطف الهام في الأمسية كان في الأغنية الجماعية”شمس الصبح” وتميزت بحضور وديع الخوري الذي تفاعل مع الموسيقا الراقصة بحركات الراب لتلتقي مع نغمات الساز والغيتار بلحن إيقاعي راقص مع الأكورديون وبكلمات متداخلة لتغني سارة درويش بنمط هادئ بينما يغني سرحان بمستوى لحني متوسط ليغني الخوري بنمط غنائي سريع وحيوي، مما أوجد لوحة غنائية متماوجة تألق فيها الخوري بالمقطع النهائي الذي غناه بتدرج لطبقات الصوت حتى السكون”هي مصدر طيبتي، من طفولتي لشيبتي، الشام حبيبتي وأختي، روح طفي النار، طفي النار عم تحرقنا يابا”.
وأوضح طارق صالحية بأن الأمسية تمتاز بمشروع سرحان المعاصر بإدخال الراب إلى الموسيقا الشرقية وتقنية “الميكس بين الستايلات-الفلوجن” بتشكيلات موسيقية بين الطبلة مع الساز مع الكونترباص مع الأكورديون مما أوجد لحناً موسيقياً جميلاً انعكس على الحاضرين، وعن تجربته بمشاركته بتأليف المقطوعة الثنائية بين الغيتار والبزق “الطريق”، حيث ألّف صالحية دور الغيتار مع سرحان على البزق، الآلة الشرقية البحتة، وأضافت سارة درويش بأن الشكل الغنائي يتبع لصاحب المشروع آري سرحان، وأن تفاعل الجمهور معها جعلها تغني بحبّ وفرح.
ملده شويكاني