هولندا وإسبانيا: الاتحاد الأوروبي ملتزم بالاتفاق النووي.. روحاني: لا تفاوض على قدراتنا الدفاعية.. وكاخ: حق مشروع
بدأت الوفود الأوروبية تتدفّق إلى إيران، فقد زارها، أمس، كلاً من وزير خارجية إسبانيا آلفونسوا داستيس، ووزيرة خارجية هولندا سيغريد كاخ، وأطلقا من طهران مواقف مهمة، وتشكّل صفعة لإدارة ترامب، فقد أكد داستيس دعم الاتحاد الأوروبي للاتفاق النووي، وقال: “إن توسيع العلاقات مع إيران يحظى بالأهمية لإسبانيا والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”، فيما أشارت كاخ إلى أن حاجة إيران لبرنامج تسليحي للدفاع عن نفسها حق مشروع ونعترف بهذا الحق رسمياً، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بالاتفاق النووي.
الرئيس الإيراني حسن روحاني، وخلال استقباله كاخ، أكد أن الشعب الإيراني مؤمن بالكامل بأن القدرات الدفاعية لبلاده غير قابلة للتفاوض، وأضاف: إن اتهام بعض الدول الغربية لإيران بنقل صواريخ إلى اليمن لا أساس له من الصحة ومثل هذه الاتهامات لا تسهم في حل المشكلات، وعبّر عن استعداد بلاده للحوار مع الاتحاد الأوروبي لتعزيز أمن المنطقة واستقرارها ومواصلة محاربة الإرهاب.
روحاني، الذي رحّب بتوسيع العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي ومنها هولندا، شدد على التزام إيران بالاتفاق النووي طالما أن الأطراف الأخرى ملتزمة به، مضيفاً: إن طهران “ستبذل كل جهودها للحفاظ على الاتفاق ولن تكون البادئة بنقضه”، علماً أن الاتفاق “لا يمكن إضافة شيء إليه أو إنقاص شيء منه”، وأشار إلى أن تقارير “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” أكدت التزام طهران بتعهداتها، “في حين أن بعض الأطراف لم تلتزم بتعهداتها بشكل كامل”، ورفض كذلك ترهيب بعض الدول من برنامج إيران الصاروخي.
من جانبها بيّنت كاخ أن الشركات الهولندية على استعداد للمشاركة بشكل أكثر نشاطاً في تطوير خطط ومشاريع إيران في مجال التكنولوجيات الجديدة والزراعة وتوفير الطاقة، لافتة إلى أن الحكومة الهولندية تشجّع هذه الشركات على توسيع أنشطتها في إيران.
وخلال لقائه وزير خارجية إسبانيا، أكد روحاني أن الحفاظ على الاتفاق النووي وتنفيذه بشكل كامل يصب في مصلحة المنطقة والعالم، ويسهّل توسيع علاقات الاتحاد الأوروبي مع إيران، لافتاً إلى عدم وجود أي مسوّغ لإعادة التفاوض والمباحثات بشأن الاتفاق النووي.
من جهته، قال أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، خلال استقباله وزيرة خارجية هولندا، إن “استراتيجية الأمن القومي الأميركية واستراتيجيتها النووية في المرحلة الجديدة الحالية تهديد حقيقي للسلم الدولي ونقض لميثاق الأمم المتحدة ويجب اتخاذ كل الخطوات الردعية لإنهاء هذا الجنون”، ولفت إلى أن الحوار والتنسيق بين إيران والاتحاد الأوروبي “يصب في مصلحة السلام والاستقرار في المنطقة والعالم”، مضيفاً: إن نقض الاتفاق النووي من قبل أميركا سيؤدي إلى “فقدان ثقة الدول المختلفة بالإدارة الأميركية”.
من جهتها، عبّرت كاخ عن تقدير بلادها لدور إيران في مواجهة الإرهاب والجرائم المنظمة، مؤكدة أنه يجب أن يسعى الجميع لالتزام أميركا بالاتفاق النووي بشكل كامل.
كما أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي أن التدخلات الأجنبية هي السبب في الأزمات التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن هذه الأزمات وحالة عدم الاستقرار ألقت بظلالها وأثرت على الاتحاد الأوروبي أيضاً، وقال خلال لقائه داستيس: “من لا يعرفون حساسية منطقة الشرق الأوسط يلحقون الضرر بأنفسهم أكثر من الأضرار بدول المنطقة”، مشيراً إلى أنه وبعد معاناة هذه المنطقة لعدة سنوات من التدخل الأجنبي توصل الجميع إلى أن تسوية مشاكلها تتم بالسبل السياسية وليست العسكرية وبتفويض مصير المنطقة لشعوبها، وأشار إلى أن حل مشاكل المنطقة يحتاج إلى نوع من الشراكة العالمية لحل القضايا الإقليمية المهمة، لافتاً إلى أن أوروبا بشكل عام، وإسبانيا، لديها على وجه الخصوص سياسة مختلفة وإيجابية تجاه دول المنطقة.
وأعرب وزير الخارجية الإسباني عن تأييد بلاده لفكرة التنسيق وتبادل وجهات النظر لتوفير الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، ولا سيما في ظل وجود إرادة الحل السياسي للقضايا الشائكة، معرباً عن أمله في أن تسهم زيارته في تعزيز العلاقات الثنائية بين إسبانيا وإيران.
وفي السياق نفسه، أكد وزير الخارجية الإسباني ضرورة التزام جميع الدول بتنفيذ بنود الاتفاق النووي، وقال، خلال لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، “إن إسبانيا وباعتبارها عضواً في الاتحاد الأوروبي، أحد المشاركين في الاتفاق، لا تزال متمسّكة به وترى أنه من الضروري التزام جميع الأطراف بتنفيذه”، ودعا إلى تعزيز العلاقات مع إيران في جميع المجالات.
وأكد الجانبان خلال اللقاء على تطوير التعاون الثنائي في مجالات السياحة والبيئة والطاقة والتقنيات الحديثة والنقل وزيادة التعاون بين جامعات البلدين.
كما تبادل الوزيران وجهات النظر والآراء بشأن مختلف القضايا الإقليمية، ووقع الجانبان على مذكرتي تفاهم في المجالات السياسية والنقل السككي.
إلى ذلك، أكد ظريف أن الولايات المتحدة ستصبح دولة منبوذة في حال انسحابها من الاتفاق النووي، وقال، لوكالة سبوتنيك، “من الواضح أنه في حال قرّر الأمريكيون الخروج من الاتفاق بشكل أحادي الجانب فإنهم يعزلون أنفسهم على الساحة الدولية وسيصبحون دولة منبوذة”، مشيراً إلى وجود دول لا تدعم النهج الأمريكي بخصوص الاتفاق النووي بل تقف ضده.
هذا، وذكرت مصادر في الخارجية الإسبانية بأن هدف داستيس من لقائه المسؤولين الإيرانيين هو “التأكيد على موقف أوروبا الداعي إلى حفظ الاتفاق النووي لأنه يساعد على الاستقرار في المنطقة، رغم تهديدات ترامب بإلغائه”.
وكالات