اقتصادصحيفة البعث

“مدينة أبي الفداء” في عين “الحكومة”.. والهدف إعادة ألقها كمقصد سياحي واستثماري وتشغيلي

 

دمشق – ق. د
هي في غنى عن التعريف، حماة بعاصيها ونواعيرها ومناطقها الطبيعية والأثرية الخلابة..، كانت مقصد سياحتنا التي خصها وزيرها المهندس بشر يازجي بعدد من الفعاليات نبدأ من خاتمتها، حيث عقد اجتماعاً برجال الأعمال والمستثمرين وممثلي الفعاليات الاقتصادية والتجارية والسياحية في المحافظة. ومن الآخر– كما يقال- أكد يازجي أن أي مشروع سياحي سينعكس إيجاباً على الدولة والمستثمرين والمواطنين، ولأجل تحقيق هذا الانعكاس، يجب أن يتم توظيف المقومات والخصائص السياحية التي تمتاز بها المحافظة، وبالشكل والمضمون اللذين يحققا عائدات مالية مجدية، لافتاً إلى أن الارتقاء بالسياحة وتحسين إيراداتها الاقتصادية مرهون بعمل المكاتب والشركات السياحية والترويج الصحيح لمختلف المعالم والأماكن والمهرجانات التي تعيد النبض للحياة السياحية فيها مجدداً، إلى جانب تأسيس وبناء شراكة حقيقية بين الدولة والمستثمرين لما فيه إنعاش القطاع السياحي.
مستعدون للترويج
وكحافز أبدى الوزير الاستعداد لإطلاق برامج الترويج السياحي المطلوب لكل المنشآت التي عادت للعمل من جديد، كتشجيع لها في معاودة حركتها الاقتصادية والتنموية، كما وأعلن أن وزارته عازمة على تقديم وطرح مشروعات ذات جدوى استثمارية مدروسة وتحقق أرباحاً مضمونة للمستثمرين وللدولة معاً، وعليه فهي وبالتوازي مع ذلك مستعدة لتلقي أي مقترح أو مبادرة من شأنها إغناء وتنشيط هذا القطاع الحيوي.
ولكون الوحدات الإدارية المسؤولة الأولى عما يسيء لهذا القطاع، أوضح الوزير أن الوزارة طلبت منها التعاون في معالجة التشوه البصري الذي يؤثر سلباً في السوية السياحية للمحافظة، مشيراً إلى بدء العمل ببرنامج التجميل العمراني لتخفيف حدة التشوه البصري الذي يبدو في بعض المباني وحتى في المنتزهات السياحية التي يتعين أن تكون منظمة وذات حلة حضارية تشجع الناس على ارتيادها.
إغراء وتحفيز..
وزيادة في “المعنويات والإغراءات” كشف الوزير عن أن هناك حالياً مشروع لفصل غرفة سياحة حماة عن غرفة سياحة المنطقة الوسطى التي تضم حمص وحماة، بهدف تفعيل السياحة فيها، ومراعاة خصوصيتها وطبيعتها ومزاياها السياحية والاستثمارية. محافظ حماة الدكتور محمد الحزوري بدوره أكد أن حماة تحتضن عشرات المنشآت السياحية المهمة على الخارطة السياحية السورية، والتي يمكن في حال استغلالها واستثمارها بالشكل المطلوب أن تدر أرباحاً وعائدات مالية ضخمة بالاعتماد على الخصائص والمقومات السياحية التي تمتاز بها المحافظة وفي مقدمتها غناها الحضاري والثقافي والطبيعي.
خطوات مفصلية..
وفي الاجتماع الختامي الذي ضم وزير السياحة والمحافظ وأعضاء المكتب التنفيذي لمجلسي محافظة ومدينة حماة والمعنيين فيها، تم تناول الجهود الحكومية المبذولة لدعم القطاع السياحي، خاصة المشاريع الاستثمارية، حيث أكد يازجي أهمية المحافظة سياحياً والوقوف على واقعها والقيام بخطوة مفصلية نوعية لإعادة إقلاع المشاريع والاستثمارات السياحية في ظل تعافي القطاع السياحي في سورية والتسهيلات المقدمة والإعفاءات الضريبية، إلى جانب تنشيط السياحة الدينية وعمل مؤسسات ومكاتب السياحة والسفر، والتركيز على السياحة الداخلية والمتنزهات الشعبية اللائقة لذوي الدخل المحدود، بالإضافة إلى تعزيز التدريب السياحي والفندقي، وذلك بهدف تحسين الواقع السياحي في المحافظة بما يتناسب مع خطة وزارة السياحة والمرحلة القادمة، لافتاً إلى أن القطاع السياحي ليس قطاعاً ترفيهياً فقط وإنما خدمي واقتصادي يساهم في دوران العجلة الاقتصادية وتوليد فرص العمل وتشغيل قطاعات أخرى كالصناعة والزراعة والتجارة والخدمات وتأمين إيرادات مالية إضافية لخزينة الدولة، وختم الوزير بالإعلان عن إقامة معهد سياحي خلال عام 2018 لتأهيل وتخريج كوادر سياحية مميزة.
قيد الإنجاز
الجدير ذكره أن حماة كانت الأولى بين المحافظات التي أقامت الملتقى الأول للاستثمار السياحي العام الماضي، وبحسب المحافظ فقد تم من خلاله طرح مجموعة من المواقع والأماكن للاستثمار السياحي، مؤكداً أنها حالياً قيد اتخاذ الإجراءات والتدابير التي تعزز وتدعم هذا القطاع في ظل الاحتياج الملح للاستثمار السياحي وتوفر الكثير من المناطق السياحية البكر التي تبشر بتحقيق مستويات متقدمة بهذا الشأن.
جزر سياحية..
أهم المواقع السياحية والأثرية والخارطة السياحية والمشاريع المتعثرة والمتوقفة واحتياجات المحافظة لاتخاذ الإجراءات اللازمة والسريعة لتألق القطاع السياحي، مواضيع لم تغب عن الاجتماع الموسع، حيث تركزت مداخلات السادة الحضور على ضرورة التنسيق بين وزارتي السياحة والزراعة بخصوص تأسيس جزر سياحية في الغاب من شأنها حماية الحراج، وتأسيس مشروعات سياحة مهمة تستفيد من نقاط الجذب السياحي في المنطقة، ودعم إنشاء مشاريع سياحية على ضفاف مجرى نهر العاصي في مدينة حماة والذي يعد شرياناً أساسياً للقطاع السياحي، فضلاً عن تنفيذ برامج جذب سياحي في حماة القديمة التي تحتل مكانة مرموقة على صعيد السياحة الأثرية والتراثية، وتفعيل السياحة الدينية من حيث تحسين خدماتها والترويج المناسب لها في ظل انتشار عدد من رموز هذه السياحة كالجوامع والكنائس والمقامات والأضرحة التي يؤمها الكثير من الزوار، وتقديم المزيد من الإعفاءات والتسهيلات والضمانات للمستثمرين لتشجيهم على الإقبال على الاستثمار في هذا القطاع الواعد.نقطة ساخنة