مشايخ الخليج إلى واشنطن لتجديد ولائهم لترامب
أدانت حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني بشدّة الإعلان الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة في شهر أيار المقبل، والذي يوافق ذكرى النكبة المشؤومة، معتبرةً أنها تشكّل مخالفة واضحة وصريحة لقرارات الشرعية الدولية ولكل القوانين الإنسانية والعالمية المتفق عليها، فيما ذكر مسؤولون أمريكيون أنّ ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد مشيخة أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، وأمير مشيخة قطر تميم بن حمد آل ثاني، يعتزمون القيام بزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في آذار ونيسان المقبل، ويؤكد مراقبون أن الاجتماع يهدف لتجديد ولائهم لسيد البيت الأبيض، وللتأكيد مجدداً على حرصهم الكامل على خدمة مصالح واشنطن ومخططاتها في المنطقة.
وقال المتحدّث باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود في بيان له، أمس، “إن هذه الخطة تمثّل مساساً بهوية الشعب العربي الفلسطيني ووجوده، كما أن التوقيت الذي تمّ اختياره لتنفيذها يشكل مساساً مباشراً ومتعمداً بمشاعر أبناء شعبنا وأمتنا العربية”، وطالب دول العالم برفض الخطوات الأمريكية الإسرائيلية التصعيدية والتي تشكّل تهديداً للسلام والاستقرار في المنطقة.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بأشد العبارات الإعلان الأمريكي، واعتبرته إعلاناً استفزازياً واعتداء على مشاعر العرب والمسلمين، عدا عن كونه انتهاكاً صارخاً وخرقاً جسيماً للقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها، وأضافت في بيان: هذا القرار عدوان مباشر على الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، وبنفس الوقت مكافأة للاحتلال على انتهاكاته وجرائمه التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، خاصة أنه يتزامن مع ذكرى النكبة التي حلّت به والمستمرة، الأمر الذي يشكّل غطاء لممارساته العدوانية وتشجيعاً له على الاستمرار في تدمير أي فرصة لتحقيق السلام في المنطقة.
وحمّلت الوزارة الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن إعلانها الخاص بالقدس ونقل السفارة، مطالبةً المجتمع الدولي بتجديد موقفه الرافض لهذا القرار.
بدورها، أدانت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان القرار الأمريكي، مشددةً على أن هذا القرار هو تحدٍّ سافر للإرادة الدولية وللجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبنت قراراً برفض إعلان الرئيس الأمريكي ترامب بشأن القدس، وأكدت أن الشعب الفلسطيني وفصائله سيتصدّون لهذا القرار، الذي يهدف إلى تهويد مدينة القدس ومصادرة الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة.
إلى ذلك، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول أن توقيت نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس له دلالة خطيرة، مشيراً إلى أن مستوى الرد على هذه الخطوة يجب أن يكون مختلفاً، وذلك من خلال مواقف حازمة في التعامل مع الإدارة الأمريكية باعتبارها في الموقع المعادي للشعب الفلسطيني، ولمصالح الشعوب العربية، وأضاف: “العلاقات يجب أن تُصاغ مع الإدارة الأمريكية على هذه القاعدة، ودعوة الشعوب العربية للضغط على حكوماتها من أجل وضع المصالح الأمريكية على طاولة البحث”، مشدداً على أن التصدي للخطوة الأمريكية بشكل ناجع يتطلب الإسراع في إعادة ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني من خلال إنجاز ملف المصالحة بشكل عاجل.
وفي السياق نفسه، أدانت حركة الجهاد في فلسطين القرار الأمريكي، وأكدت في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي أن هذا القرار إمعان في العدوان على الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين بشكل عام، معتبرةً أن اتخاذ ذكرى النكبة، التي تعد أبشع جرائم العصر، موعداً لتنفيذ القرار الباطل هو مكافأة للصهيونية على جرائمها وإرهابها، وأضافت: “إن الشعب الفلسطيني سيتصدى لهذا القرار الذي يأتي ضمن مؤامرة صهيوأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية، وستكون الإرادة الوطنية الفلسطينية أشد ثباتاً وأمضى عزيمة في مواجهة هذه المؤامرة”.
من ناحيته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة: “إن إعلان نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس في الذكرى الـ70 لاغتصاب فلسطين هو إمعان من الإدارة الأمريكية في سياسة البلطجة وشريعة الغاب، ودعمها المطلق للكيان الصهيوني”، مضيفاً: “إن القرار بمثابة إدارة الظهر للمجتمع الدولي الذي عبّر عن رفضه للاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إليها”.
واعتبرت لجان المقاومة أن اختيار الإدارة الأمريكية ليوم نكبة فلسطين موعداً لنقل السفارة إلى القدس تبجّح واستهتار بمشاعر الشعب الفلسطيني، مضيفةً: “إن مواصلة العدوان ضد قضيتنا الوطنية يستدعي إعلان الثورة الشاملة ضد المشروع الصهيوني”، فيما أكدت حركة الأحرار أن الموقف الرسمي الفلسطيني والعربي الضعيف والهزيل والمتواطئ هو من شجّع الإدارة الأمريكية على اتخاذ هذا القرار الباطل، مشددةً على أنه لو وجدت أمريكا مواقف وحراكاً جدياً وحقيقياً من قبل الزعماء العرب لما تجرأت على التمادي وحددت موعد نقل السفارة، بل لربما تراجعت عن القرار أصلاً.
واعتبرت الحركة أن الرد الأبلغ على هذا القرار يكون بتفعيل كل أشكال المقاومة وتصعيد الانتفاضة وتطويرها وتوسيع رقعة الاشتباك مع الاحتلال على كافة خطوط التماس والساحات في الضفة والقدس.
وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أعلن: “إنه واثق من أن الولايات المتحدة ستفتح سفارتها لدى كيان الاحتلال في القدس في أيار”.
وكالات