موسكو: “داعش” يخطط لإقامة “ولاية خراسان” في شرق آسيا
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مواجهة المجموعات الإرهابية المتطرّفة بحزم، مشيراً إلى أن عدد الجرائم ذات الطابع المتطرّف ارتفع خلال العام الماضي بنسبة 5 بالمئة.
وقال بوتين، خلال اجتماع الهيئة القيادية في وزارة الداخلية الروسية أمس: إن “من أولويات أجهزة وزارة الداخلية مواجهة التطرّف، وهناك عدد من المجموعات المتطرّفة يتصرف بجرأة وتحدٍّ، وهي تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي لإثارة التعصب القومي والديني”، وأضاف: إن “مثل هذه التنظيمات يعمل بشكل غير مشروع ويحاول جذب الشباب للانضمام إلى صفوفه، وأي تصرفات غير قانونية هادفة لتقسيم المجتمع وزعزعة الأوضاع هي تهديد خطير”، مؤكداً أهمية اعتراض مثل هذه الجرائم بحزم وتقديم منظميها للعدالة.
وكان بوتين قد أكد في وقت سابق أن عدداً من أجهزة الاستخبارات الأجنبية يدعم بشكل مباشر المتطرفين والجماعات الإرهابية لزعزعة الأقاليم القريبة من الحدود الروسية.
وفي سياق متصل، أعلنت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب أن الأجهزة الأمنية تمكّنت من إحباط 25 محاولة اعتداء والقضاء على 90 إرهابياً العام الماضي.
وقال نائب رئيس جهاز لجنة مكافحة الإرهاب إيغور كولياغين: “تمّ تجميد أصول أكثر من 500 شخص لهم علاقة بأنشطة إرهابية خلال عام 2017″، وأضاف: “تمّ في العام الماضي إدراج أكثر من2000 شخص في قائمة المنظمات والأفراد الذين توجد معلومات عن تورطهم في الأنشطة المتطرّفة والإرهاب”، مشيراً إلى أن الأصول التي تمّ تجميدها بلغت قيمتها 14 مليون روبل.
وفي الشأن ذاته، قال ممثل اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب أندريه بريجزدومسكي: إن “الإرهابيين يشكلون خلايا نائمة في روسيا عبر الإنترنت”، مبيّناً أن توظيف الإنترنت اليوم له طابع عالمي ومسألة السيطرة على الفضاء السيبراني هي أمر صعب ومعقد.
وبالتوازي، حذّر يفغيني سيسويف مدير هيئة مكافحة الإرهاب بمنظمة شنغهاي للتعاون من أن تنظيم داعش الإرهابي، الذي تلقى هزائم كبيرة في سورية والعراق، بات يخطط الآن لإنشاء “شبه دولة” تحت اسم “ولاية خراسان” ستشمل أراضي دول جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى، وأضاف: “إن إرهابيي داعش وبعد دحرهم في سورية والعراق عمدوا إلى إعادة الانتشار في كل من روسيا وأوروبا وجنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى حيث ينشئون خلايا نائمة لتدبير عمليات إرهابية في المدن الكبرى بمشاركة الإرهابيين الأجانب الذين يعودون إلى الدول التي خرجوا منها”.
وأضاف سيسويف: “إن هزيمة داعش في سورية، التي حرّرت أكثر من تسعين بالمئة من أراضيها، دفعت عناصره الفارين إلى تغيير أماكن إقامتهم وتنشيط خلاياهم الغربية، حيث تقوم الهيئات الخاصة، التي أنشأها داعش، بتجنيد وتدريب وإعادة نشر الجماعات التخريبية الإرهابية إلى روسيا وأوروبا ودول جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى”، لافتاً إلى أن هذه الجماعات “تستخدم تكتيك الاختبار العشوائي” لأهداف يتمّ بموجبها شن هجمات إرهابية في مدن كبرى بمشاركة عناصر تدرّبوا عبر الإنترنت.