استباحة المواصفات التموينية “على عينك يا رقابة”
اللاذقية – مروان حويجة
يمعن ضعاف النفوس من المتاجرين بالسلع والمنتجات الغذائية في استباحة المواصفات والمقاييس في أسواق اللاذقية من دون رادع أو وازع إنساني أو أخلاقي؛ لأنّ حلقات الكشف عن مخالفات تموينية غذائية جسيمة تتكرر على نحو مقلق، وأغلبها تستهدف المنتجات الغذائية المصنّعة والمعدّة بشكل مخالف لأدنى حدود مواصفات السلامة الغذائية وكان آخرها قبل يومين مستودعاً لتخمير الموز المهرّب الذي ضبطته مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالقرب من قرية اسطامو بريف المحافظة، وصادرت الكميات المضبوطة المقدّرة بـ 2 طن في 166 كرتونة، وأحالت المخالف إلى القضاء. وكانت المديرية أغلقت قبل ذلك بأيام معملاً لإنتاج المقبلات الغذائية “الشيبس والبطاطا” نتيجة ارتفاع البيروكسيد بمقدار الضعف عن الحد المسموح به، ومستودعين آخرين لنفس الأسباب وصادرت المواد المضبوطة. ويبدو أن ما يتمّ كشفه من مخالفات كبيرة بحجمها وضررها ومنها معمل معدّ لتصنيع الألبان والأجبان قبل ذلك أيضاً، وكشف مخالفات في المسلخ وفي الأسواق يطرح تساؤلات مريرة حول مسببات الاستباحة الواضحة للمواصفات والتمادي الكبير في مخالفة المقاييس والمعايير، بل تخطيّها وتجاوزها، ولا يخفى مدى منعكساتها المحتملة لولا الكشف المسبق عنها قبل طرحها في السوق للاستهلاك والاستعمال!! وهناك من يقول إن الرقابة التموينية تستهدف صغار الباعة وتتجاهل كبار التجّار من المخالفين لاعتبارات ملتبسة ومشكوك بها؛ مما جعل المخالفات التموينية الجسيمة تضرب أطنابها في اللاذقية خلال الآونة الأخيرة، وإلاّ بما نفسّر ضبط منشآت ومستودعات بأكملها تعدّ وتصنّع مواداً غذائية لطرحها في السوق المحلية رغم عدم صلاحيتها المطلقة للاستهلاك البشري، وافتقارها لكل المواصفات المطلوبة لتضرب هذه المنشآت عرض الحائط كل قواعد الصحة العامة؛ مما يجعل كبح جماح هذه المخالفات مسؤولية مباشرة ملقاة على عاتق المؤسسات التموينية، وضرورة عدم التردد في رفع سقف العقوبات الرادعة المشددة إلى أعلى حدّ بحق العابثين بمواصفات السلامة الغذائية والصحية.