السيد بحث مع ولايتي وخرازي تعزيز التعاون: إعداد سياسة عامة لمجابهة الحركات التكفيرية والتطرّف
بحث وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد مع مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، أمس في طهران، سبل تعزيز التعاون والتنسيق في مختلف المجالات، وخاصة في الشؤون الدينية، لمواجهة محاولات زرع الفتنة، والعمل على تحقيق الوحدة الإسلامية، وإفشال مؤامرات الأعداء.
وأكد السيد أن العلاقة بين إيران وسورية قوية في مختلف المجالات، مشدداً على ضرورة تعاون علماء المسلمين لإعداد سياسة وخطة عامة للوقوف بوجه التيارات التكفيرية، التي شوّهت الإسلام، وأشار إلى ضرورة التحاور بين العلماء لمواجهة محاولات زرع الفتنة والتفرقة في المنطقة.
وأضاف السيّد: “هناك برامج وخطط ومشاريع سيتمّ القيام بها قريباً بين وزارة الأوقاف في سورية ومجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران، وسيكون لعلماء الدين والخطباء دور مهم جداً في تحقيق الوحدة الإسلامية والعمل بمبادئ الإسلام الأصيل القائم على التسامح والمحبة ونبذ العنف والتطرّف والإرهاب، وأن سورية تولي اهتماماً لذلك”، ولفت إلى أن المؤامرة التي استهدفت سورية لم تخدم سوى المصالح الأمريكية والصهيونية، مشدداً على ضرورة عقد منتديات للعلماء من مختلف المذاهب الإسلامية لتعريف العالم بالإسلام المحمدي الأصيل.
وأكد وزير الأوقاف “أن شعبي وحكومتي البلدين سورية وإيران تمكّنوا في ظل العلاقات الاستراتيجية بينهم من تحقيق الانتصارات على الإرهاب وداعميه”، ونوّه بالدعم الإيراني لسورية في مواجهة الإرهابيين التكفيريين، وإفشال المؤامرات الصهيونية والغربية ضد سورية.
من جانبه أكد ولايتي على أهمية دور العلماء والخطباء ورجال الدين في وأد الفتنة والعمل على تحقيق الوحدة الإسلامية وإفشال مؤامرات الأعداء، وأضاف: “إن الزيارات المتبادلة بين إيران وسورية من شأنها أن تؤدي إلى ترسيخ العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وسنشهد في المستقبل بأن سلسلة المقاومة، الممتدة من طهران إلى بيروت ومن بيروت إلى بغداد ومنها تصل إلى دمشق وفلسطين، يمكنها الصمود أمام أطماع أمريكا و”إسرائيل” والرجعية في المنطقة، وأن علاقاتنا مع سورية أخوية وفريدة من نوعها، وأن هذه العلاقات تترسّخ أكثر يوماً بعد يوم”، وتابع: “إن الحرب على سورية هي حرب دولية شاركت فيها نحو 80 دولة، وأننا نأمل بأن تنتصر سورية على الأعداء والمعتدين الأجانب الذين دخلوا أراضيها من الخارج وهم يستهدفون حالياً الشعب والحكومة السورية”.
وفي مؤتمر صحفي عقب اللقاء، قال وزير أوقاف: “إننا نبذل في سورية جهوداً كبيرة لتحقيق الوحدة الإسلامية من خلال المؤسسات الدينية والخطاب الديني المعتدل”، فيما أشار ولايتي إلى لقائه الوفد العلمائي السوري، وقال: “لقد كان الاجتماع مهماً جداً ومفيداً، حيث يرى الطرفان أن شعبي وحكومتي البلدين سورية وإيران قد تمكنوا في ظل العلاقات الاستراتيجية بينهم من الانتصار على العدو المشترك وهم الأمريكيون والصهاينة”.
حضر اللقاء والمؤتمر الوفد المرافق، الذي يضم عدداً كبيراً من كبار العلماء والداعيات والسفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود.
وقام الوزير السيد والوفد المرافق بزيارة ضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني، حيث وضع الوزير السيد إكليلاً من الزهور، وقرؤوا جميعاً الفاتحة على روحه الطاهرة.
وكان في استقبالهم عدد من المسؤولين الإيرانيين والقائمين على الضريح.
وخلال لقائه رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران كمال خرازي، أكد الدكتور السيد أن خطر الإرهاب لا يقل أهمية عن خطر الأفكار المتطرّفة التي تستهدف القيم والمبادئ الإنسانية والإسلامية، وأضاف: “إن علماء الدين في سورية بذلوا قصارى جهدهم للوقوف أمام حركات التطرّف الإرهابية وأفكارها المسمومة التي لا تمّت إلى الإسلام بصلة”، مشيراً إلى أن سورية مستمرة بالتعاون مع إيران في مختلف المجالات، وخاصة الدينية والثقافية، وصولاً إلى تحقيق الوحدة الإسلامية وترسيخ روح المبادئ الأساسية التي نادى بها الإسلام، وأوضح أن الحملة الشرسة التي تقودها الامبريالية العالمية والصهيونية وعملاؤهم في المنطقة ضد سورية ومحور المقاومة هدفها تفتيت ركائز المجتمع الإسلامي وبث الفرقة والأفكار المتطرّفة خدمة لمصالحهم، مشيراً إلى أن سورية انتصرت على الإرهاب وأسقطت حلم الذين يراهنون على إخضاعها، وبدأت الآن تتعافى من آثار الحرب الإرهابية التكفيرية الكونية عليها.
من جانبه أكد خرازي أن سورية كانت ولا تزال دولة رائدة ومهمة في المنطقة والعالم الإسلامي، وهذا السبب وراء استهدافها من قبل دول الاستكبار وعملائها في المنطقة، مشدداً على استمرار وقوف إيران إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب، وأعرب عن ثقته بأن سورية ستعود أقوى مما كانت بهمة أبنائها وعلمائها، منوّهاً بأهمية زيارة وزير الأوقاف في ظل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة والتحديات التي تواجهها.
وأكد الجانبان أهمية استمرار هذه اللقاءات التي تعزّز وحدة الصف الإسلامي ومجابهته للحركات التكفيرية والتطرّف، التي من شأنها بث الخلافات والتفرقة بين المسلمين على امتداد أوطانهم.
إلى ذلك بيّن عدد من رجال الدين السوريين خلال اللقاء: أن سورية تدعو ومنذ السبعينيات من القرن الماضي إلى الوحدة والتآخي ورص الصفوف أمام مواجهة كل أشكال الفتنة والتطرّف، معربين عن رغبتهم القوية في تمتين وتطوير العلاقات مع إيران في مختلف المجالات والصعد.