افتتاح قاعة المطران كبوجي بجامعة حلب.. والشعب الحزبية تختتم مؤتمراتها.. الهلال: رسم استراتيجيات عمل لاستنهاض المجتمع وتحقيق تنمية مُستدامة
حلب-معن الغادري:
افتتح الرفيق الأمين القطري المساعد للحزب المهندس هلال الهلال، أمس، قاعة المطران هيلاريون كبوجي، مطران القدس بالمنفى، في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة حلب، وذلك بمناسبة مرور عام على وفاته، وحضر مؤتمرات الشعب الحزبية في فرعي الجامعة والمدينة: وهي الشهيد الأخضر العربي، والشهيد محمد وليد ملقي، والطلبة العرب، والشهيد محي الدين بكور.
وأكد الرفيق الهلال أن افتتاح هذه القاعة التدريسية يأتي تخليداً لذكرى المطران كبوجي الذي شكّل رمزاً للنضال والتضحية، للمقاومة الفلسطينية من خلال تحديه للاحتلال الصهيوني، مشيراً إلى أن ممارسات العدو الصهيوني ضد المطران كبوجي وسجنه ونفيه لم تنل من عزيمته وإرادته حيث واصل مسيرته المشرّفة ومقاومته للعدو الصهيوني من منفاه.
وبيّن الرفيق الأمين القطري المساعد أن المطران كبوجي أصبح ملهماً لكل الشرفاء والأحرار والمقاومين، فقد كرّس حياته من أجل قضيته الأم فلسطين والقضايا الإنسانية، وذكراه ستبقى خالدة في نفوسنا وفي نفوس الأجيال القادمة كرمز للمقاومة والنضال، وستكون حافزاً للأجيال المتعاقبة لطرد العدو الصهيوني من الأراضي المغتصبة.
يذكر أن قاعة المطران كبوجي في كلية الآداب بجامعة حلب أعيد تأهيلها وتجهيزها بكافة التقنيات العلمية المتطوّرة لتكون منطلقاً للبحث العلمي ومنهلاً لطلاب الدراسات العليا.
وكان المطران هيلاريون كبوجي النائب البطريركي العام ومطران القدس في المنفى، والذي ولد في مدينة حلب عام 1922، توفي في العاصمة الإيطالية روما في الأول من كانون الثاني عام 2017 عن عمر ناهز الـ 94 عاماً، بعد مسيرة حافلة بالنضال في سبيل القضية الفلسطينية والدفاع عن المقاومة وعن سورية في مواجهة الحرب الإرهابية التي تتعرّض لها، إذ اعتقلته قوات الاحتلال عام 1974 وحكمت عليه بالسجن 12 عاماً بتهمة دعم المقاومة، لكنها عادت وأفرجت عنه بعد 4 سنوات وقامت بنفيه من فلسطين المحتلة عام 1978 إلى روما.
حضر حفل الافتتاح الرفاق الدكتور محمد نايف السلتي أمين فرع جامعة حلب للحزب ومحافظ حلب حسين دياب ورئيس جامعة حلب الدكتور مصطفى أفيوني وعدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي وعمداء الكليات وحشد من الطلبة.
جامعة حلب ستبقى نبراساً للعلم والمعرفة
وخلال حضوره مؤتمرات شعب الأخضر العربي والشهيد محمد وليد ملقي والطلبة العرب، أكد الرفيق الهلال أن جامعة حلب كانت وما زالت نبراساً للعلم والمعرفة، ونموذجاً يحتذى في التضحية والصمود، وتصدّت بكل مفاصلها للإرهاب التكفيري الظلامي، وبالرغم من شراسة الحرب وما خلّفته من أضرار كبيرة إلا أن العملية التدريسية والتعليمية والبحثية في الجامعة لم تتوقّف، في تأكيد على أهمية الرسالة الإنسانية والعلمية لجامعة حلب، كما كل الجامعات السورية، والتي تهدف إلى بناء الإنسان والمجتمع وبناء الوطن بناءً صحيحاً وقوياً ليكون على الدوام قادراً على مواجهة أعدائه وكل المخاطر التي تُحدق بالمنطقة.
وبيّن الرفيق الهلال أن معركتنا اليوم بعد انتصارنا على الاٍرهاب، بفضل صمود شعبنا وتضحيات أبطال الجيش العربي السوري وحكمة وقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، هي معركة البناء، بناء الإنسان أولاً، وبناء ما دمّره الاٍرهاب، وهي مسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً، كمؤسسة حزبية لنكون أكثر حضوراً وتفاعلاً في كافة جوانب الحياة، وخاصة بما يتعلق بالجوانب الفكرية والثقافية والسياسية، وأن نكون كبعثيين أكثر التصاقاً بالجماهير، لأن البعث أصلاً استمد قوته وشرعيته من هذه الجماهير العريضة الكادحة.
ولفت الرفيق الأمين القطري المساعد إلى أهمية دور الجامعة وربطها بالمجتمع، من خلال وضع الخطط والبرامج الهادفة للنهوض بالواقع التدريسي، والمشاركة الحقيقية في عملية البناء والتنمية، والاهتمام بالبحث العلمي كركيزة أساسية للانطلاق نحو رسم استراتيجيات عمل مستقبلية تسهم في استنهاض الحالة المجتمعية، وتحقق في المحصلة التنمية المستدامة، وبما يحقق التوازن بين الجانبين النظري والعملي، وصولاً إلى حالة مثالية في التعاطي مع القضايا التي تهم المواطن، وأضاف: إن المرحلة القادمة تستدعي منّا جميعاً العمل بروح المسؤولية الوطنية لإزالة الآثار المدمّرة التي خلفها الإرهاب، والعمل يجب أن يكون مدروساً وممنهجاً وفق الأولويات والإمكانات المتاحة، والأهم في هذه المرحلة هو تحصين الوطن بكل ما نملك من إرادة وقوة ضد أعدائه والفكر الظلامي الوهابي الذي فشل في اختراق مجتمعنا بفضل وعي أبناء الوطن الشرفاء الذين التفوا حول الجيش العربي السوري وقائد الوطن في معركة الشرف والكرامة ضد الإرهاب، وهي الرسالة التي يجب أن يعيها العالم أجمع بأن سورية ستبقى شوكة في حلوق أعدائها وكل قوى الشر في العالم، وأن الشعب السوري بكل أطيافه قادر على إعادة بناء وإعمار ما دمّره الإرهاب، لأنه شعب تجذّر في هذه الأرض الطاهرة ومؤمن بقيمه ومبادئه وثوابته، ولأننا في سورية على حق وأصحاب قضية عادلة، ومن كان على حق لا بد له من أن ينتصر، ونصرنا الكبير سنحتفل به في القريب العاجل بعد أن يطهّر بواسل قواتنا المسلحة كامل تراب الوطن من دنس الإرهاب.
من جانبه أوضح الرفيق أمين فرع جامعة حلب الدكتور محمد نايف السلتي أهمية المؤتمرات الحزبية لتقييم مسيرة عمل عام كامل، مؤكداً أن جامعة حلب استمرت في عملها التدريسي والبحثي طيلة الحرب الكونية، لافتاً إلى أهمية العمل مع باقي مؤسسات الدولة للمساهمة في عملية البناء والإعمار.
وأشار الرفيق رئيس لجنة الرقابة والتفتيش الحزبي الدكتور غسان خلف إلى أهمية تفعيل دور الحزب المجتمعي والعمل على الارتقاء بسوية العمل الحزبي بكافة جوانبه.
من جانبه استعرض الرفيق محافظ حلب حسين دياب الواقع الخدمي، والخطط المقررة لإعادة بناء حلب بعد تطهيرها من رجس الإرهاب.
وبيّن رئيس الجامعة الدكتور مصطفى أفيوني أن الإرهاب رغم شراسته لم ينل من عزيمة جامعة حلب وطلابها، واستمرت في أداء رسالتها العلمية والإنسانية، وبقيت شعلة من العطاء وخلية عمل للارتقاء بدورها في المجالات جميعاً.
وتمحورت مداخلات المؤتمرين حول قضايا تعليمية وفكرية وسياسية واقتصادية وخدمية، وطالب أعضاء مؤتمرات الشعب بالتركيز على التنمية البشرية، وتنشيط الموقع الالكتروني لبحوث جامعة حلب، وزيادة عدد مقاعد الدراسات العليا، والعمل على رفع سوية البحث العلمي، وإعادة النظر بقانون الجامعات، وإحداث كلية للعلوم السياسية في جامعة حلب، وإعادة النظر في نظام الحوافز للعاملين في مشافي الجامعة وتوزيع عائدات التعليم المفتوح لتشمل كل الشرائح في الجامعة، ورفد المشافي بالكوادر التعليمية والفنية والإدارية، والإسراع في إصدار مفاضلة طلاب الماجستير، إضافة إلى تشديد الرقابة على الأسواق وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين.
وفي نهاية المؤتمر تمّ تكريم 28 أسرة شهيد من جامعة حلب.
حضر أعمال المؤتمرات أعضاء قيادة الفرع وعدد من أعضاء مجلس الشعب.
سورية ماضية في محاربة الإرهاب
وخلال حضوره مؤتمر شعبة الشهيد محي الدين بكور على مدرج فرع حلب، أكد الرفيق الهلال أن معركتنا مستمرة ضد الإرهاب وداعميه حتى تحرير آخر شبر من أرض الوطن، وذلك بالتزامن مع معركة البناء والإعمار وعلى مختلف المستويات الخدمية والاقتصادية والفكرية والثقافية، موضحاً أن سورية ماضية بكل عزيمة وإصرار نحو النهوض، وستبقى رمزاً للصمود وفي الصف الأول دفاعاً عن قضايانا العربية والقومية، وفي مقدمتها القضية المركزية فلسطين.
وبيّن الرفيق الهلال أن سورية لن تحيد عن مواقفها وثوابتها وقيمها، وستبقى قلب العروبة النابض ومحور الممانعة والمقاومة، وستفشل كل المؤامرات والمخططات التي تهدف إلى تقسيم وتجزئة المنطقة، وستبقى منيعة على أعدائها وستعود أفضل مما كانت عليه، ودعا إلى استنهاض الهمم والارتقاء بالأداء وسوية العمل الحزبي وتوظيف الإمكانات والطاقات في خدمة الوطن والمواطن، مثمناً دور الرفاق البعثيين في منطقة سمعان الغربية لصمودهم في وجه الإرهاب وتحديهم للعصابات الإرهابية المسلحة، لافتاً إلى ضرورة أن يكون البعثي قدوة ونبراساً لكل المواطنين لأن المرحلة تحتاج جهود الجميع.وتركّزت مداخلات المؤتمرين على ضرورة معالجة وضع الطلاب والموظفين الذين يقطنون في منطقة عفرين والريف الغربي والجنوبي لحلب، وإحداث مشفى متكامل للمعلمين، وإعادة النظر في الضمان الصحي “إيمبا”، وتأهيل العاملين على مواقع التواصل الاجتماعي في الشعب الحزبية، وتوفير الخدمات ووسائط النقل للمدارس الواقعة في الأحياء الشرقية من حلب.
العمال الأولى
وعقدت شعبة العمال الأولى للحزب مؤتمرها، وتركّزت مداخلات الحضور على ضرورة معاملة شهداء كتائب البعث معاملة الشهيد العسكري، ووضع أسس لصرف تعويضات المتضررين جراء الحرب، وإلغاء الفوائد على قروض المصرف الزراعي، ومنح الأسر المحتاجة مبالغ مادية من الشؤون الاجتماعية والعمل وتكون بشكل دوري بدلاً من الحصة الغذائية، وتثبيت حالات الولادة حاسوبياً فور تسجيل الواقعة، وإعادة طباعة جريدة الجماهير ورقياً، وتوفير الآليات للشركات وإملاء الشواغر وتسديد الالتزامات المترتبة عليها بعد وقوعها في العجز، وإيجاد طريقة لتأمين قطع الغيار لهذه الشركات.
وأجاب أمين الفرع على مداخلات الحضور، مؤكداً أهمية تطوير العمل الحزبي والارتقاء به بما يوازي انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب، لافتاً إلى أن الشركات الواقعة في قطاع عمل الشعبة مهمة وعلينا توحيد الجهود لإعادة تأهيلها ووضعها في الخدمة للاستفادة منها في عملية البناء والإعمار.
تصوير: يوسف نو