اقتصادصحيفة البعث

إقلاع مرتقب في مشروع الري الحديث هذا الموسم المفتقر إلى الهطل المطري

اللاذقية – مروان حويجة

بات الإقلاع مجدداً بمشروع الري الحديث منتظراً هذا العام بعد سنوات التوقف، وذلك بحسب ما أعلنه المعنيون في وزارة الزراعة، الذين أكدوا أن الوزارة تعكف على معاودة العمل بهذا المشروع الحيوي خاصة أن ذروة أهميته بلغت هذا الموسم نتيجة التراجع الواضح لمعدّل الهطل المطري، مما يزيد من التحديات المائية التي تواجه زراعتنا في ظل متغيرات مناخية تتجلى في تواضع مؤشرات الوارد المائي ومعدلات الهطل المطري؛ مما يضع بالنتيجة محاصيلنا أمام تحدّ حقيقي ينعكس على المؤشرات الإنتاجية للغلة الزراعية.

ونظراً للحاجة الكبرى من المزارعين لهذا المشروع، فقد طالبوا به في مؤتمراتهم الفلاحية ولقاءاتهم الزراعية وندواتهم الإرشادية ما يعيد إلى واجهة الاهتمام هذا المشروع الوطني للتحول للري الحديث، الذي توقف منذ سنوات كما أسلفنا من جراء الظروف الراهنة، وما سببته من أضرار وارتفاعات مضاعفة في التكاليف والمستلزمات والأولويات، مع تعذّر استكمال مراحل جديدة من هذا المشروع الذي نفقتده تماماً في ظل هذه المتغيرات والأحوال المناخية الشحيحة بأمطارها. ومما ورد في سياق عرض المعنيين في المؤتمرات لأسباب تعليق العمل بمشروع الري الحديث عوامل عديدة، أهمها التمويل وبعض الإجراءات، إضافة إلى ثقافة ترشيد الموارد المائية والتوجه نحو إعادة النظر في هيكلية المشروع وآلية عمله، وهذا كله لم يجعل الري الحديث من الأولويات على الرغم مما له من أهمية بالغة في تأمين مياه الري للرقعة الزراعية، ولاسيما في السنوات والمواسم غير المطيرة كالتي نمرّ بها هذا الموسم.

وبعد مضي هذه السنوات على مشروع التحول للري الحديث لا تزال المساحات المنفذة المشمولة به دون الطموح، نظراً للمعوقات التي تعترض خطة التوسع بمساحات الري الحديث التي لا تشكّل سوى نصف المساحة الزراعية المروية في محافظة اللاذقية رغم الكثير من التسهيلات التي تمّ منحها سابقاً أثناء الانطلاقة عبر حزمة قوانين وتشريعات و قرارات. وفي المقابل ثمة صعوبات فنيّة وتمويلية عدة حالت دون وصول شبكات الري الحديث إلى أوسع المساحات، كتراجع التمويل والإقراض، وعدم الاستمرار في دعم المشروع وتأمين مستلزماته، إضافة إلى صعوبات أخرى تتعلق بعدم توفر الضغط والغزارة أثناء موسم الري، وتباعد فتحات السقاية عن البساتين والحقول مما زاد من التكاليف اللازمة لتركيب الشبكات.