دعت لتشكيل لجنة للتحقيق بجرائم التحالف الدولي في الرقة الخارجية: سورية لا تخاف التهديدات.. والفبركات الغربية هدفها التهويل
أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن سورية لا تخاف التهديدات، وهي صامدة وتحقّق الانتصارات على الإرهاب، ومن يهدّدها إنما يعطي تطمينات للتنظيمات الإرهابية لكي تستمر في قتل المدنيين، واعتبر، في تصريح للصحفيين في مقر الوزارة أمس، أن الفبركات والتهديدات التي يلجأ إليها قادة الغرب تهدف إلى التهويل والتخويف، والمجتمع الدولي بات يعرف أن أصحابها يكذبون.
وقال المقداد: “تعوّدنا في سورية على مثل هذا الكلام الفارغ، الذي لا يحمل أي مدلولات إلا مزيداً من الحقد والتضليل، ويعبّر عن نزعات عدوانية لا تخيفنا في سورية”، مضيفاً: “من صمد سبع سنوات في وجه أعتى هجمة إرهابية في العالم، مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية والخليجية، لا يمكن أن يخاف كلاماً هنا أو هناك”.
ورداً على سؤال حول السماح لوفود الأمم المتحدة بزيارة الرقة للاطلاع على الوضع الإنساني فيها، أكد الدكتور المقداد دعم سورية “تشكيل لجنة من المنظمات الدولية للذهاب إلى مدينة الرقة وإجراء تحقيق واسع حول الوضع الحالي في المدينة وتقديمه إلى المنظمات الدولية لإيصال أي مساعدة إنسانية إلى أهلنا في الرقة”، وأضاف: “نحن مع تشكيل لجنة من المنظمات الدولية الإنسانية لكي تحقق في الجريمة التي ارتكبها “التحالف الدولي” في مدينة الرقة وغيرها من المدن السورية”، وأضاف: “نحن نعمل على ذلك، ونطلب من منظمة الأمم المتحدة وأمينها العام الاستجابة لهذا الطلب، ونأمل من الدول الأعضاء في مجلس الأمن أن يوافقوا على هذا الاقتراح لكي يشاهد المجتمع الدولي حجم الجريمة التي اقترفتها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تحالفها غير المشروع”.
ولفت إلى أن كل الذين يتباكون على السوريين لم يذكروا كلمة واحدة عن الجرائم التي ارتكبها “التحالف الدولي” في مدينة الرقة، وهي مدينة مدمّرة بشكل كامل، وقد ذكرت بعض تقارير الأمم المتحدة أن نسبة الدمار الحاصل في الرقة يصل إلى 95 بالمئة وبعض الجثث ما زالت تحت الركام، وتساءل: هل قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها في التحالف بإيصال لقمة خبز واحدة إلى مدينة الرقة؟، هل عالجوا الجرحى؟، هل أزالوا الألغام من المدينة؟!. مشيراً إلى أن كل ذلك يتمّ أمام نظر مجلس الأمن وبعض المسؤولين في المنظمات الدولية، وهم لا يجرؤون على قول كلمة واحدة، وأكد أن الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية في سورية هي جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، والولايات المتحدة اقترفت جرائم في كل أنحاء سورية.
عمليات مكافحة الإرهاب لن تتوقّف
وفيما يتعلّق بقرار مجلس الأمن الأخير رقم 2401، أوضح نائب وزير الخارجية والمغتربين “أن القرار يدعو إلى وقف الأعمال القتالية، ونحن مع وقف الأعمال القتالية، ومن يقوم بالأعمال القتالية ويقصف دمشق ليلاً نهاراً هي المجموعات الإرهابية المسلحة”، مؤكداً أن سورية “تعاونت مع القرار وستتعاون في تنفيذه لأنه يدعو إلى مكافحة الأعمال الإرهابية وهذا واضح في بنوده”، وشدد على أن الضحايا الحقيقيين خلال ثلاثة أيام كانوا من المدنيين في مدينة دمشق، داعياً الصحفيين إلى زيارة المركز الطبي الجراحي ليروا أن المشفى قصف كما قصفت أماكن مدنية أخرى وسيرون آثار القصف العشوائي لأحياء دمشق.
وأكد الدكتور المقداد أن أعمال الجيش العربي السوري والحلفاء وكل من يدعم عمليات مكافحة الإرهاب لن تتوقّف قبل انتهاء الإرهاب، وخاصة أن من يعاني من عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى الغوطة الشرقية هم أبناء شعبنا، مشيراً إلى المبادرة التي قامت بها سورية بفتح معابر خاصة لخروج المدنيين.
الغرب يسعى لإيصال المساعدات إلى المجرمين والقتلة
وحول الممر الإنساني، الذي تمّ تحديده لخروج المدنيين من الغوطة الشرقية، وفيما إذا كان سيستمر مدة شهر أم هناك آلية أخرى، ولا سيما مع منع المسلحين المدنيين من الخروج خلال الأيام الستة الماضية، أوضح المقداد أن أهلنا في الغوطة الشرقية رهائن لدى الإرهابيين، وهم من يجب أن يتحدّث عنهم الإعلام الغربي إذا أراد أن يثبت مصداقيته، ونحن قمنا بفتح الممرات الآمنة والموافقة على التهدئة التي اقترحها أصدقاؤنا الروس لمدة خمس ساعات، وتابع: إنه في تاريخ كل الأزمات الإنسانية عندما كان يقدّم مثل هذا الطلب كانت ترحب به الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن، لكن نلاحظ تناقضاً الآن بين ممارسات الأمم المتحدة والدول الغربية وما تنادي به لحل الأزمات بشكل سلمي، هم لا يقفون مع إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، هم يريدون إيصال المساعدات إلى المجرمين والقتلة من عملائهم وأدواتهم في سورية، لذلك يجب أن نتأكّد أن المساعدات تصل إلى المواطن السوري الذي يحتاجها، ونحن نعتقد أن جميع مواطني الغوطة الشرقية يستحقون مثل هذه المساعدات لكن يجب ألا تصل هذه المساعدات إلى التنظيمات الإرهابية أو المسلحين، وبيّن أن سورية حاولت إرسال قافلة من 46 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية لأهلنا في دوما وباقي أنحاء الغوطة، لكن لم يتوقّف إطلاق النار على الإطلاق من المجموعات الإرهابية المسلحة على القوافل والممر الإنساني والباصات التي تمّ تجهيزها مع كل وسائل الإسعاف لنقل المساعدات الإنسانية إليهم، وأضاف: إن من يتحمّل مسؤولية ذلك هي المجموعات الإرهابية المسلحة ومن يدعمها من الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين الذين يكذبون على الشعوب، وخاصة في بعض دول الخليج.
على الأمم المتحدة ضمان وصول المساعدات إلى من يستحقها
وبالنسبة لمخيم الركبان وآلية إيصال المساعدات الإنسانية إليه، أكد الدكتور المقداد أن التوجّه العام والاستراتيجي للجمهورية العربية السورية هو التعاون على وقف سفك الدماء أينما كان ذلك ممكناً، ونحن نسعى ليكون ذلك ممكناً في كل أنحاء سورية، لأن هذا الشعب الذي ألقت به الولايات المتحدة على مذبح الدعاية الإعلامية من أجل أرباح رخيصة هو شعبنا ومن يعاني هو كل السوريين من مختلف انتماءاتهم ومشاربهم ومكوّناتهم، وأضاف: “سورية توافق على إرسال مساعدات إنسانية إلى مخيم الركبان لأهلنا الأبرياء هناك، لكن يجب أن نكون واثقين بأن هذه المساعدات الإنسانية ستصل إلى من يستحقها ويجب ألا تصل إلى إرهابيي “داعش”، الذين تحتضنهم الولايات المتحدة الأمريكية في المخيم، وإلى إرهابيي جبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى المرتبطة به”، وأردف قائلاً: “عندما نثق بأن الهلال الأحمر العربي السوري والصليب الأحمر الدولي هم من سيقومون بتوزيع هذه المساعدات فإننا عازمون على إرسالها فور وصول تأكيدات من الأمم المتحدة حول ذلك”، معتبراً أنه على الأمم المتحدة أن تضمن وصول هذه المساعدات إلى من يستحقها.
ورداً على سؤال فيما إذا كانت إرسال مساعدات إنسانية إلى مخيم الركبان والغوطة الشرقية سيكون له وقع لدى المجتمع الدولي، قال المقداد: “نحن لا نتحدّث عن حسن نوايا، إننا نتحدث عن أهلنا وشعبنا، هم يريدون أن يضعونا في مواجهة شعبنا لكننا لا يمكن أن نمارس أي دور من خلال هذا الموقع، نحن مع شعبنا في الغوطة وفي كل مكان قد توجد فيه التنظيمات الإرهابية والمسلحون ونقف ضد الإرهاب والإجرام والتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لسورية”، ولفت إلى أننا عندما نتحدّث حول مخيم الركبان وأي مكان آخر يوجد فيه مهجرون سوريون فإننا نتحدّث عن أرضنا، والولايات المتحدة الأمريكية التي تسيطر على هذا المخيم لم تقدّم لقمة خبز واحدة لهؤلاء المواطنين، وهي هناك منذ أشهر، وليس ذلك فحسب بل قامت بالاعتداء على سيادة أرض الجمهورية العربية السورية وقرارات مجلس الأمن، التي يشارك الأمريكيون في صياغتها، لكنها بقيت حبراً على ورق بسبب المواقف الأمريكية المراوغة والمناورات الفارغة والدعاية الكاذبة.
وفيما يتعلق باتهام سورية باستخدام السلاح الكيميائي، أوضح المقداد أن ما يهم سورية التأكيد عليه هو “إننا لا نمتلك أي سلاح كيميائي”، وتساءل: “من أين سنستخدم هذا السلاح إذا لم نعد نملكه”؟!، مشيراً إلى أن الفبركات التي يلجأ إليها قادة الغرب تهدف إما لإخافتنا أو لارتكاب اعتداءات، لأن ذلك لم يعد أمراً غريباً، فالعدوان الأمريكي على مطار الشعيرات والتهديدات التي نسمعها في بعض الأحيان ومن بعض الأبواق في باريس ولندن وبعض الدول الغربية الأخرى اعتدنا عليها من جهة واعتاد المجتمع الدولي على أن مروجيها يكذبون، وتابع: “نحن لا نخاف التهديدات، وسورية صامدة وتحقق الانتصارات على الإرهاب، ومن يهدد بمثل هذه الأعمال إنما يعطي تطمينات للتنظيمات الإرهابية المسلحة لكي تستمر في قتلها للمدنيين، ولكي لا يسقط المخطط الأصلي الذي أتى به الغرب منذ عام 2011 في إطار ما يسمى ربيع عربي مزعوم بهدف وحيد هو تغيير الأنظمة المعادية لـ “إسرائيل” ومخططات الدول الغربية في إركاع الشعب السوري المدافع الوحيد في هذه المنطقة عن كرامة الأمة العربية وعن مستقبلها”.
وحيّا نائب وزير الخارجية والمغتربين الجيش العربي السوري لما يحققه من إنجازات على مدار الساعة، وقال: “ننحني أمام شهداء هذا الجيش الذين يضحون من أجل أن يبقى شعبهم وبلدهم”.