الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

“الميثاق” في عدد خاص

 

تصدر عنوان: “التعددية الحزبية والسياسية وخصوصية التجربة الديمقراطية” الصفحة من العدد الخاص لصحيفة “الميثاق” الصادر بمناسبة العيد الـ 46 للجبهة الوطنية التقدمية، وقد قدم الأستاذ صفوان قدسي قراءته لهذه المناسبة بمقال حمل عنوان: “حين جرى تغيير المزاج الحزبي” جاء فيه: حين وضعت كتابي “حافظ الأسد وعالمه الرحب” فإني قلت في جملة ما قلت:إن الإحاطة بعالمه الرحيب تبدو مجازفة غير محسوبة، وبالتالي فإنها تغدو مغامرة وفي كثير من الأحيان سرعان ما تتحول المغامرة إلى إلى مقامرة، وهو أمر لا أتقنه، ولا أستحسنه ولا أرضاه لنفسي، وكان من رأيي أن الاقتراب من عالم الرئيس حافظ الأسد ممكن، أما الإحاطة فمستحيلة. الاقتراب مجازفة محسوبة، ومن هنا فإن محاولة الاقتراب لاتعدو أن تكون محاولة للاقتراب من بعض المعاني والدلالات، من ذلك كلامه على التعددية الحزبية والسياسية، وكيف أن تصورنا في القيادة، كان أن مشاكل البلاد عامة، والتحديات المنتظرة لعملية البناء فيها متسع لكل الأحزاب القائمة في البلاد، ولكل مناضل وطني.
وحين كان هناك من يجادل في جدوى هذه التعددية فإن الرئيس حافظ الأسد مضى إلى هدفه غير عابىء بأي شكل من أشكال الجمود الفكري والعقائدي، وغير آبه بالأفكار الجاهزة والمسبقة الصنع. وفي هذه اللحظة الضاغطة، فإن الجبهة الوطنية التقدمية التي تثاقلت حركتها لعدد من السنين في سياق محاولات محمومة لتهميشها وصولاً إلى تهشيمها، وإسهاماً في استكمال أسباب الانقضاض على الدولة السورية وشعبها وقائدها، تخطو الآن خطوة نوعية تستعيد من خلالها ما خسرته، وتستجيب مجدداً لضرورات حضورها في ميادين الفعل السياسي والحراك الجماهيري، والفضل في ذلك يعود إلى من كان على الدوام وما يزال وسوف يظل على دراية كافية بأهمية هذه الاستعادة وذاك الاسترداد، ومعهما الاستجابة الفاعلة والمؤثرة.