الأوسكار.. لا مفاجآت لهذا العام والنساء المستفيد الأوّل
لم تخرج جوائز الأوسكار بدورته التسعين عن إطار التوقعات. فحصد فيلم غييرمو ديل تورو “The Shape of Water” حصّة الأسد، الفيلم الذي يصنف ضمن فئة أفلام الخيال ويحكي قصّة حبّ بين عاملة تنظيف في إحدى المنشآت الحكومية السريّة وبين مخلوق مائي والفكرة الأساسية فيه حول التمييز العنصري (ضدّ مخلوق غير مألوف).
ورغم التوقعات بنيله جوائز أكثر (حصد أربع جوائز فقط: أفضل موسيقى تصويرية، وأفضل تصميم ديكور وإنتاج، وأفضل مخرج، وأفضل فيلم) يعتبر فوزه بها خروجاً عن المألوف، فقد دخل بحرب باردة مع فيلم الرعب “GetOut” (وهو أيضاً يناقش فكرة التمييز العنصري ولكن ضدّ السود) وفيلم الدراما “Three Billboards Outside Ebbing”، واستكمالاً لسلسلة نجاح متتالية لصانعي الأفلام المكسيكيين في هوليوود. فهو الفوز الرابع لمخرج مكسيكي بالأوسكار في السنوات الخمس الأخيرة، بعد ألفونسو كوارون في عام 2014 وأليخاندرو غونزاليس إيناريتو عامي 2015 و2016.
ووجه غييرمو من خلال فوزه رسالة لتفعيل دور المرأة في هوليوود والحفاظ على حقوقها. وأكد ديل تورو “إن أعظم ما يفعله الفن وصناعة السينما هو مساواة الأرض بالرمال. وينبغي أن نواصل القيام بذلك طالما يشجعنا العالم على الذهاب أعمق” ويقصد بذلك إعطاء الفرص للجميع وعدم التمييز بالجنس أو العرق.
كما أكدت الفائزة بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم “Three Billboards Outside Ebbing” فرانسيس ماكدورماند، على ذلك أيضاً “لن نعود إلى الوراء.. التغيير بدأ.. والقوة بالالتزام بالقواعد”.
وامتاز الأوسكار هذا العام بالاحتفال بتغيير طريقة التفكير والنظرة الثقافية في هوليوود، بعد عام أقلّ ما يوصف بأنه كارثي بحق الإبداع السينمائي بعد الفضائح المتتالية (الجنسية والعنصرية) التي عكرت صفو العالم الهوليودي.
سامر الخيّر