10 آلاف مريض في سجلات “جمعية دمشقية” منهم 1500 طفل.. يوميات الحرب والصدمات النفسية ترفع منسوب السكري وندوات التوعية مركزية فقط؟!
دمشق – فداء شاهين
في ظل الحرب التي تتعرض لها البلاد بدأت تظهر الآثار والمنعكسات على النواحي الصحية بانتشار أمراض خطرة يصعب الشفاء منها بسهولة بين الأطفال والكبار، ولاسيما المتعلقة منها بأمراض السكري الناجمة عن الصدمات النفسية، وأسباب أخرى تتعلق بالوجبات الغذائية السريعة، وسط تركز أغلب الندوات التوعية في دمشق من دون أن تشمل المحافظات والمناطق الأخرى.
ولم يخفِ الدكتور بلال حماد المدير العام للجمعية السورية لرعاية المرضى المصابين بالسكري عن “البعث ” ازدياد الإصابة بمرض السكري نتيجة الضغوط النفسية التي يعيشها المواطنون بسبب الحرب التي يتعرضون لها من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة، إضافة إلى تطورات التغذية الجديدة وانتشار الوجبات السريعة والأغذية الجاهزة التي أدت إلى تغيير نمط الحياة عند الناس وسببت في الإصابة بداء السكري، علماً أن الحرب رفعت نسبة الإصابة بهذا المرض بشكل كبير.
وبين د. حماد أنه يتم مساعدة الناس من خلال التوعية المستمرة حول أعراض هذا المرض بهدف تشخيصه، في وقت يحاول البعض إخفاء أعراض هذا المرض نتيجة النظرة السلبية للمجتمع تجاه مرضى السكري، وهنا يجب تغيير هذه النظرة وتسليط الضوء على المرض باعتباره مقدمة لأمراض كثيرة منها القلب وقصور الكلى و بتر الأطراف عند الناس العاديين، علماً أنه لا يوجد حتى هذه اللحظة أي إحصائية دقيقة حول المصابين بمرض السكري في سورية لصعوبة الإحصاء، ومن الملاحظ أنه توجد زيادة نسبة الأطفال المصابين بالسكري، وازداد عدد المراجعين في عيادات السكري في وزارة الصحة حيث ارتفعت النسبة في ظل أن كل العوامل المحيطة تغيرت وتؤدي إلى الإصابة بمرض السكر.
وأشار حماد إلى أن أنواع الأنسولين الأساسية متوفرة في وزارة الصحة وهي جيدة، ولكن توجد صعوبات في تأمين جميع الأنواع، أما المرضى الذين كانوا تحت حصار المجموعات الإرهابية المسلحة ولم يستطيعوا تناول الدواء فإن ذلك يؤدي ذلك إلى حصول مضاعفات وبالتالي تدهور الصحة، وقد تصل إلى الوفاة، في حين أن المريض الذي يضبط السكر يعيش بشكل طبيعي.
وأوضحت الدكتورة ريما أبو حرب اختصاصية داخلية لـ”البعث” أن تأثيرات الحرب التي تتعرض لها البلاد أدت الى ازدياد عدد المصابين بسبب الشدة النفسية التي تبلغ نسبتها 10 % في الإصابة بالمرض وانتشر بكثرة، علماً أن المراكز الصحية تسجل حالات جديدة يومياً يتم قبولها، وجميع العلاجات الطبية للمرضى متوفرة.
وشددت أبو حرب على ضرورة الوقاية من خلال تغيير نمط الحياة وطريقة الأكل، ويجب على المريض التعايش مع المرض وتناول الأدوية والأكل بطريقة صحية، وممارسة الرياضة والتوقف عن التدخين، وأهم شيء نمط التغذية، مضيفة أن أنواع السكر المنتشرة هي النمط الأول، سببه مناعي وليس وراثياً، والثاني بسبب العائلة والوراثة.
وبينت رزان الحزواني أمينة سر الجمعية السورية لرعاية مرضى السكريين بدمشق لـ”البعث” أنه يتم دعم المرضى بالأدوية لجميع الأنواع النمط الأول والثاني والثالث ، مع تخديم الجميع من خلال الجمعية التي تقوم بالتوعية والتثقيف ونشر الفكرة الصحيحة وإبطال الشائعات الخاطئة، وتقديم المستلزمات للمريض بأسعار رمزية.
ولفتت الحزواني إلى أنه في الحالات الطبيعية تبلغ نسبة الإصابة بالسكري 13 % من عدد السكان، إلا أنه في زمن الحرب لا توجد دراسات، فهي تزداد ولاسيما عند الأطفال والشباب، والسبب هو نمط الحياة السيئ، والأغذية الجاهزة والملونات والمعلبات والمشتريات والوجبات السريعة، علماً أنه يجب الوقاية وتقوية المناعة عند الأطفال والشباب، والجمعية تقدم الاستشارات الطبية والتحاليل والأنسولين والأجهزة والحبوب مجاناً، وبلغ عدد المستفيدين من خدمات الجمعية 10 آلاف مستفيد، بينهم 1500 طفل. وأشارت مي عارف مديرة فريق أزهر التطوعي لـ”البعث” إلى الحملات والندوات التي يقوم بها الفريق لتوعية المواطنين بدمشق من خلال الندوات والأطباء الاختصاصيين، وعرض الطرق الوقائية المستحدثة لهذا المرض ولاسيما أن الأزمة أثرت في زيادة عدد المرضى لكون الحزن والتوتر يؤديان إلى ظهوره، والناس بحاجة إلى دعم بالأدوية وتوفيرها مجاناً للمرضى .
وأوضح رئيس الرابطة السورية للطب النفسي الدكتور مازن حيدر لـ”البعث” أن الضغوط والصدمات النفسية تساهم في الإصابة بأمراض كثيرة بسبب تأثيرها على الجهاز المناعي للجسم سواء عند الأطفال أم الكبار، وتزيد معدل الإصابة بالسرطانات والأورام والالتهابات والقلب والأوعية، علماً أن الحل يتمثل بتعلم استراتيجيات التكيف مع الضغوط من قبل جميع المواطنين لكونه لا يمكن التخفيف من الضغوط في الوقت الذي يتم إقامة دورات الدعم النفسي.