في ندوة “لغتنا حضارتنا” د. السيد: تمسكنا بلغتنا هو تأكيد لانتمائنا
تأتي أهمية المنتدى الثقافي للغة العربية من أنه يتحدث عن لغة القرآن، بهذه الكلمات استهلّ د. محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف كلمته في المنتدى الثقافي للغة العربية بعنوان “لغتنا حضارتنا” والذي عقد في مركز إرشاد التأهيلي التخصصي بمناسبة اليوم العربي للغة العربية برعايته وبالتعاون مع مَجمع الفتح الإسلامي واللجنة العليا لتمكين اللغة العربية في سورية.
وأشار وزير الأوقاف د. محمد عبد الستار السيد إلى أن اللغة العربية ثقافة وحضارة تجمع بين أبنائها، وبيّن الوزير أن التمسك باللغة العربية هو تمسك بالعروبة والقومية والأصالة وتعبير عن الانتماء، وأكد أن اللغة العربية في سورية لايمكن أن تكون في خطر لأنها معقل العروبة وقلبها النابض، وتمثل اللغة فيها حالة حضارية ليست كباقي اللغات، ولأنها وعاء لكلام الله هي لغة مقدسة تختلف عن غيرها ونرتقي بها لأنها منزهة وأكمل لغة على الأرض، هي ثقافة للأمة تجمع كلّ الشعوب حتى لو كانت غير عربية. وتنقل الإنسان من ظلمات الجهل إلى نور العلم.
وأشار د. حسام الدين فرفور، المشرف العام على مجمع الفتح، المنتدى إلى أن الكلام عن اللغة العربية يبدأ ولا ينتهي، فكفى بها أنها لغة القرآن الكريم. احتلّت الدنيا احتلال علم وليس احتلال استعمار كما تفعل أمريكا باسم العولمة. امتدت وانتشرت، تلقفتها وتلقتها الشعوب وبخاصة الشرقية منها، وأدخلتها في لغتها، كالأوردو في باكستان والفارسية في إيران. هذه اللغة التي كان يتكلم بها العلم لثمانية قرون أصبحت تشكو أبناءها وأصدقاءها. هناك هجمة شرسة قذرة مصدرها الصهاينة ودعوة خبيثة تقول إن العربية تعجز عن مواكبة العلم، وهذا أمر غريب فهي استوعبت كل العلوم وقدمت حضارة للعالم. والتحدي كان ومازال لذلك علينا العمل على إيجاد وعي لغوي نرتقي به إلى الرشد ليدرك المآلات ويعرف المقاصد فنصل إلى إرادة فاعلة نحافظ من خلالها على لغتنا.
وتحدث د. محمود السيد، رئيس اللجنة العليا لتمكين اللغة العربية، أنه من الجميل أن تكون هناك أيام للاحتفال باللغة العربية، ولكن الأجمل أن تكون هاجساً لنا وبوصلتنا، فهي لغة القرآن، شرفنا الله بأن أنزل لغته علينا، ولأنها اللغة المُوَحِدَة المُوَحَدَة. لقد دخلت لغتنا التي نعتزّ بها بين اللغات الست المعتمدة في الأمم المتحدة ومنظماتها، ولكن هناك سعياً صهيونياً لإبعاد اللغة العربية عن تلك المنظمات والهيئات التابعة للأمم المتحدة، بحجة أنها غير مواكبة للعصر ولا يوجد مترجمين كافيين لها، ولا بدّ لنا من تعزيز الانتماء إلى لغتنا أمُّنا وهويتنا، وأن نعمل على التوعية على الصعيد الوطني والقومي والديني، وفي الوقت نفسه أن نكون أبناء بررة لهذه اللغة وأن نتسم بالوفاء لها.
تلا ذلك جلسة علمية من ثلاثة محاور، قدم في أولها د. مازن المبارك، عميد كلية الدراسات العربية والإسلامية في المَجمع، عرضاً عن اللغة العربية ودورها الحضاري، إذ أشار إلى أنّه لم يعد من المجزي اليوم أن نبجل ونمدح باللغة العربية، فاللغة هي الصفة المميزة للإنسان والخاصة المميزة والرمز الذي يربط الفرد بأمته. ثم تكلّم المؤرخ والباحث أحمد المفتي في المحور الثاني عن جهود المسيحيين العرب في خدمة اللغة العربية والحضارة الإسلامية. لتختتم الجلسة بمحور عن التقنيات الرقمية في خدمة اللغة العربية بعرض قدمه المهندس أسامة المصري، رئيس مجموعة التميّز الإعلامية، أكد من خلاله على أهمية إحياء اللغة العربية وتحفيز الناشئة على إتقانها بتوفير الوسائل التقنية والتطبيقات التي تحببهم بلغتهم.
سامر الخيّر