وفرت 56 مليون دولار.. مصفاة حمص كررت 450 ألف طن العام الماضي وكوادرها وضعت حداً للتلوث
حمص ــ نزار جمول
ثمة مؤشرات تدل على تجاوز شركة مصفاة حمص ما اعتراها من تحديات، أبرزها استمرار الشركة بتكرير الخامات الواردة من متكاثفات ومن خامات حقل الثورة ووادي عبيد والخراطة وغيرها، إذ أكد مديرها العام المهندس علي طراف أن الشركة كررت العام الماضي 450 ألف طن من النفط السوري، وكررت عقود الطاقة الفائضة من الخام السوري القادم من الرميلان بالصهاريج، والبالغة 823 ألف طن، وقد حققت وفراً كبيراً بلغ كأجور تكرير لهذه الطاقة الفائضة بحدود 27 مليون دولار.
ولم تتأخر الشركة وفق طراف في تأمين حاجة السوق المحلية من المشتقات النفطية التي أنتجتها على مدار العام من دون حدوث أية اختناقات، كما قامت المصفاة بتنفيذ عقد إصلاح الفيول ليبلغ مجموع الوفورات مع أجور تكرير الطاقة الفائضة حوالي 56 مليون دولار، وكانت الشركة قد حققت في الربع الأخير من العام 2016 حوالي 21 مليون دولار من خلال تحويل المشتقات رخيصة الثمن إلى غالية الثمن، إضافة إلى إنتاج المشتقات الاستراتيجية التي يصعب استيرادها كالبنزين والكيروسين والوقود الخاص. ولفت طراف إلى أن وحدات المصفاة كلها جاهزة للعمل، وتصنع قطع الغيار، وتقوم بتكرير الخامات المتوفرة من دون أي توقف منذ بداية الأزمة؛ لأن كوادرها تمكنت من تركيب خام بمواصفات تقارب الخام السوري، وحافت على سير عملها كاملاً .
وأشار طراف إلى أن كوادر المصفاة استطاعت أن تقوم بتمثيل الوسيط بخبرات وطنية محلية خالصة لتعوض غياب الشركة الفرنسية المسؤولة عن العمل “أكسد” التي من المفروض أن تقوم بعملية الاسترجاع والتفريغ والتشغيل والتسليم ليكون الموقع جاهزاً للعمل، لكنها لم تستطع الحضور، لتكون كوادر المصفاة حاضرة بقوة بنجاح لافت. إضافة إلى الكثير من الأعمال الأخرى، وأهمها إنتاج بعض المشتقات النفطية الخاصة جداً التي يصعب استيرادها، وتمكنت المصفاة من تصنيع برج بالكامل مع ملحقاته وتصنيع قطع غيار خاصة بالمضخات ومنظومة القيادة والتحكم لبعض الأجهزة الموجودة.
وأكد طراف على أن الخبرات المؤهلة في المصفاة استطاعت منع حدوث كارثة باحتواء الحريق الذي نشب في وحدة الهدرجة نتيجة شق بأحد الأنابيب داخل الفرن بضغط يبلغ 50 كغ على كل سم2 وبحرارة تصل إلى 350 درجة مئوية، وذلك بشكل علمي ومدروس، إذ تم إخماده بطريقة تمت من خلالها المحافظة على الفرن بشكل كامل، وتم تبديل الأنابيب داخله لتبلغ تكلفة الإصلاحات في هذه الوحدة بحدود 20 مليون ليرة سورية مبدئياً، وهو مبلغ بسيط، وبزمن قياسي إذا ما تم إصلاحه بخبرات أجنبية. ولفت طراف في سياق آخر إلى أن كوادر المصفاة قامت بدورها للحد من التلوث، وأن منصرفات المصفاة وصلت للحدود الدنيا، ويتم حالياً التنسيق مع الموارد المائية للحد من تلوث المياه في جيب نهر العاصي التي تخرج من المصفاة.
عد طراف أن شركة المصفاة تساهم بشكل دائم بالعمل الإداري والخدمي إلى جانب دورها الإنتاجي، حيث تم تنفيذ عقد بينها وبين المحافظة لإنشاء مركز خدمة المواطن في المصفاة من أجل تقديم الخدمات من هاتف وكهرباء ومياه وسجل عدلي ومدني وشهادة غير موظف، وتم تأسيس نادٍ رياضي في المصفاة يتبع الاتحاد الرياضي العام.