موسكو: عمليات الجيش في الغوطة لا تخالف القرارات الأممية.. بوتين: روسيا اتخذت قرارها بمساعدة سورية لمنع انتشار الإرهاب
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا اتخذت قرارها بمساعدة سورية في مواجهة الإرهاب ليس من أجل استعراض أسلحتها بل لمنع انتشار الإرهاب، فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية أن عملية مكافحة الإرهاب التي يقوم بها الجيش السوري في الغوطة الشرقية لا تخالف القرارات الأممية.
وبدأت القوات الجوية الروسية في الثلاثين من أيلول عام 2015 عملية عسكرية بناء على طلب من الدولة السورية لدعم جهود الجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب.
وقال بوتين: “كان في سورية ألفا إرهابي من المنحدرين من روسيا الاتحادية وأربعة آلاف وخمسمائة إرهابي من منطقة آسيا الوسطى وبلدان ليس لروسيا معها اتفاقيات حول سمات الدخول”، وأكد أن روسيا أظهرت حتى الآن مرونة في مجال إجراء محادثات مع جميع الأطراف حول سورية، واتضح أنها تحقق نتائج ايجابية للجميع.
من جانبها، قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي: “إنه رداً على القصف اليومي لمناطق من دمشق من قبل الإرهابيين في الغوطة الشرقية شن الجيش السوري عملية واسعة النطاق للقضاء على تهديد سلامة المدنيين المنبثقة من هناك”، وشددت على أن “روسيا لا ترى أن هذه العملية لمكافحة الإرهاب تتعارض مع الأحكام التي اعتمدت مؤخراً في القرار 2401 لمجلس الأمن الدولي، وهي تدعم مكافحة الإرهابيين في الغوطة الشرقية من خلال عمل الوحدات الروسية العسكرية”.
وأشارت زاخاروفا إلى أنه من الواضح في الفقرة 2 من القرار أن وقف الأعمال القتالية لا يشمل العمليات العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية، مثل داعش والقاعدة وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإرهابية، المصنفة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وشددت زاخاروفا على أن الحكومة السورية تلتزم بشكل صارم بالتهدئة الإنسانية غير أن الإرهابيين في الغوطة الشرقية يحاولون يومياً إفشالها، وأضافت: “في الوقت الذي يوجد فيه من يدعون أنهم من المعارضة بعيداً عن الغوطة الشرقية ويدلون بتصريحات رنانة عن مزاعم استعداد الجماعات المسلحة لتنفيذ بنود القرار 2401 يستمر الإرهابيون في إفشال التهدئة الإنسانية اليومية التي يلتزم بها الجيش السوري بشكل صارم”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أنه لدى موسكو أدلة متزايدة على أن الدول الغربية وبالدرجة الأولى الولايات المتحدة تريد حماية تنظيم جبهة النصرة الإرهابي للإبقاء عليه واستخدامه في مخططات لاحقة.
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن ممثلي الدول الضامنة لعملية أستانا روسيا وإيران والنظام التركي ناقشوا مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا تنسيق الخطوات الرامية إلى تنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية.
وذكرت الخارجية الروسية أن المشاركين في اللقاء الذي عقد بمقر البعثة الدائمة لروسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف بحثوا مسألة تنسيق الخطوات في سياق تنفيذ القرارات النهائية لمؤتمر الحوار الوطني السوري الذي جرى في الـ 29 والـ 30 من كانون الثاني الماضي، وتمّ الاتفاق على استمرار الاتصالات بين الدول الثلاث ودي ميستورا بشأن سورية من أجل تحقيق تقدم مستدام نحو تسوية سياسية فيها.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أنه وخلال مناقشة الوضع في الغوطة الشرقية أكد الجانب الروسي على الدور الهدام الذي يلعبه الإرهابيون من جبهة النصرة والجماعات التابعة لها التي تقصف الأحياء السكنية في دمشق بشكل يومي وتواصل منع المدنيين من المغادرة عبر الممرات الإنسانية إلى المناطق الآمنة.
ومثّل الجانب الروسي في اللقاء مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية سيرغي فيرشينين.
في الأثناء، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي أن بلاده مستعدة لتقديم المساعدة للحكومة السورية في إعادة إعمار سورية، وقال، في تصريحات للصحفيين في موسكو، “بالنسبة لإعادة إعمار سورية فهي مسؤولية ثقيلة ونحن في إيران وكذلك زملاؤنا في روسيا مهتمون بمساعدة الشعب والحكومة في سورية”، مشيراً إلى أنه يمكن لإيران “تنفيذ بعض المشاريع بشكل مشترك مع روسيا”.
وفي أستانا، أعلن وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمانوف “أن الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية “إيران وروسيا وتركيا” بصدد اعتماد بيان مشترك، خلال لقاء وزراء خارجيتها الذي سيعقد في الـ 16 من آذار الحالي، يعكس الاتجاهات الرئيسية للتقدّم المحرز في محادثات أستانا حول سورية، بما في ذلك تحديد توقيت الجولة التاسعة من أستانا وسبل مواصلة العمل ضمن إطارها”.