في الذكرى الـ 55 لثورة آذار.. السوريون يمضون في محاربة الإرهاب وإعادة الإعمار.. قيادة الحزب: شعبنا أكثر تمسّكاً بالسيادة واستقلال القرار.. ويرفض أن يرسم له أحد حاضره ومستقبله أحزاب ومنظمات: مواصلة المسيرة لإحباط المخطط الصهيو أطلسي
تحيي جماهير شعبنا وحزبنا اليوم الذكرى الخامسة والخمسين لثورة الثامن من آذار، وسورية، مركز العمل السياسي في المنطقة، تتعرّض لهجمة إرهابية شرسة، مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية وحلفائهما وأدواتهما في المنطقة والعالم، بسبب تمسّكها بمواقفها، الوطنية والقومية، وللنيل من كل إنجازات البعث: ربيع حقيقي أطلقته دمشق، ونشرت عبره الأمل بمستقبل مختلف لسورية والمنطقة العربية: “أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة”، والتي تمناها كل مواطن عربي من المحيط إلى الخليج، وجيش عقائدي، أسسته ثورة آذار وحمته مسيرة التصحيح، وهو الذي حمى اليوم العالم كله من الإرهاب، ودولة مؤسسات وجبهة داخلية قوية، ومنظومة حلفاء، قدّموا كل ما يستطيعون لنصرة سورية وحماية القانون الدولي والشرعية الدولية.
في ذكرى ثورة آذار يمضي السوريون بكل عزيمة وإباء بمواجهة الإرهاب حتى اجتثاث من جذوره، وتحرير كل شبر من أراضي الوطن من الإرهاب التكفيري الحاقد، لينطلقوا في مرحلة إعادة إعمار ما دمّرته التنظيمات الإرهابية المسلحة، مؤمنين بإمكاناتهم وقدراتهم الذاتية وإصرارهم الأكيد على النهوض ببلدهم ليصبح أقوى وأجمل مما كان عليه، ويؤكّدون في الوقت نفسه تمسّكهم بقرارهم الوطني المستقل، وبالمبادئ القومية والحضارية.
وبهذه المناسبة، تقدّمت قيادة الحزب بأسمى التحيات إلى شعبنا الصامد الأبي, وأسمى معاني التقدير والإجلال إلى أرواح شهدائنا الأبرار، الذين هم أعلى وأقدس رمز من رموز التضحية والفداء، وقالت في بيان: إن ثورة الثامن من آذار لم تكن حدثاً يقتصر على بناء مشروع وطني سوري فحسب، وإنما اتجّهت ليكون هذا المشروع الوطني قاعدة متينة لمشروع قومي عربي، فالوطنية السورية جوهرها العروبة, كما أكد الرفيق الأمين القطري للحزب السيد الرئيس بشار الأسد في مناسبات عدّة، والجوهر يعطي الظاهرة قيمتها ومغزاها واتجاهاتها، وأشارت في بيان إلى أن حزب البعث العربي الاشتراكي يفخر بأنه لبّى نداء الشعب ونداء الضرورة التاريخية عندما حقّق الثورة، التي فتحت أفق بناء صرح تراكمي, انتقل بسورية من حالة الانفعال بالأحداث إلى حالة التأثير بالواقع في جميع مجالاته..
وأضافت قيادة الحزب: “إن تسجيل ذكرى حدث تاريخي مهم بحجم ثورة آذار هدفه الأول تعزيز يقيننا بالنصر، على الرغم من التضحيات الكبيرة التي يقدّمها الشعب العربي السوري الأبي وجيشه الباسل، بل إن هذه التضحيات هي ثمن النصر الذي يدفعه شعبنا بسخاء، لأنه أقل من ثمن الذل والاستسلام”، وأشارت إلى أن الذكرى رمز يربط تراكم التجربة مع الحاضر بغية رسم آفاق المستقبل، فسورية واحدة من الدول القليلة في هذه المنطقة التي يأبى شعبها أن يرسم له أحد حاضره ومستقبله.
وشدد البيان على أن مدرسة آذار مستمدة من ثقافة شعب عظيم وأمة عربية صاحبة دور ريادي في بناء الحضارة الإنسانية، وأضاف: لم يقتصر تأثير ثورة آذار على الواقع الموضوعي والاجتماعي حولها فحسب، بل امتد إلى الذات الثورية نفسها كي تكون قادرة على متابعة التطوّرات وضبطها وتوجيهها في الاتجاه المطلوب شعبياً، وأشار إلى أنه في إطار التطوير الذاتي استقامت الثورة بالحركة التصحيحية، التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد، واندفعت عملية التنمية الشاملة على المستوى الداخلي مترافقة مع سياسة قومية عربية فاعلة ومواقف دولية تؤكّد أهمية السيادة واستقلال القرار، مؤكداً أن هذا التطوّر النوعي جعل من سورية دولة مستقلة تماماً في منطقة عزّ فيها الاستقلال، متحرّرة من قيود البيوتات المالية الدولية وشروطها.
وأضافت قيادة الحزب: إن تعاظم دور سورية في المنطقة وعلى المستوى العالمي جعل أعداء العروبة والاستقلال والإنسانية يحشدون كل ما لديهم من طاقات وإمكانات لمواجهتها، يدفعهم في ذلك خوف من أن تنتقل عدوى الاستقلال إلى دول أخرى، لكن ثقافة آذار وروح التصحيح لم تخضع أو تنهزم بل واجهت التحدّي بكل قوة، مستندة إلى حكمة وشجاعة القائد الأسد، وإلى تقاليد شعب لا يقبل العبودية والذل، وجيش باسل مُبدع في صناعة النصر.
فلاحو سورية: التمسّك بإنجازات ومكتسبات الثورة
من جانبه، أكد الاتحاد العام للفلاحين أن ذكرى الثورة تأتي هذا العام وسورية أكثر قوة وقرباً من ساعة إعلان النصر النهائي على الإرهاب، بفضل تضحيات الجيش العربي السوري وانتصاراته والصمود التاريخي للسوريين، وأشار في بيان إلى أن ثورة الثامن من آذار عام 1963 بقيادة حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي دشنّت حقبة جديدة في تاريخ سورية الحديث، فأنصفت العمال والفلاحين، وأطلقت تحوّلات نوعية طبيعة الحكم وفي المجتمع، وحققت اكتفاء ذاتياً في أساسيات الحياة، وخاصة الدواء والغذاء، متواكباً مع نهضة في المجالات كافة: زراعية وصناعية وعمرانية وعلمية وثقافية، ولفت إلى الأهمية الخاصة التي تحملها ثورة آذار في عمق وجدان الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، حيث جسّدت قوة وإرادة الشعب، وكانت صوتاً للفلاحين والعمال والمثقفين ضد القوى الاستبدادية باعتبارها ثورة العامل والفلاح.
وأضاف الاتحاد في بيانه: يكفينا فخراً أن هذه الثورة أنشأت جيشاً عقائدياً مؤمناً بالشعب والوطن، خاض حرب تشرين وانتصر بها، وأعاد الأمن للكثير من المناطق السورية بعد تحريرها من الإرهابيين المرتزقة، الذين جاؤوا من بلدان العالم كافة، ويقود هذا الجيش العقائدي السيد الرئيس بشار الأسد الذي أدار دفة هذه الأزمة بكل اقتدار وحكمة، وجدد عهد الولاء والوفاء للوطن وقائد الوطن وحزب البعث، والتأكيد على أن معاول الفلاحين ستبقى صانعة للخير والإنتاج، موجّهاً التحية للجيش العربي السوري وأرواح شهدائه.
الدولة الوطنية نواة لإنجاز المشروع القومي
إلى ذلك، أكدت القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية أن ثورة آذار أسست لمنهج جديد في الحياة السياسية وشكّلت ركيزة أساسية من ركائز حركة التحرّر العربية والسعي للنهوض بالعمل القومي والوطني وحماية الحقوق والمصالح العربية، وقالت في بيان: إن ثورة الثامن من آذار جعلت من سورية قوة فاعلة عندما حدّدت الخيار الصحيح للأمة، وكانت أكثر رسوخاً في نهج التصحيح الذي أرسى ركائزه القائد المؤسس حافظ الأسد، مشيرة إلى أن الإنجازات التي حققها عصر التصحيح كانت امتداداً لإنجازات ثورة آذار، وفي مقدمتها الجبهة الوطنية التقدمية، التي عبّرت عن المناخ السياسي الإيجابي ودوره في تأصيل مفهوم الدولة الوطنية كنواة صلبة لإنجاز المشروع القومي، وحققت التلاحم الجماهيري بين الفئات الشعبية كافة.
وأكدت القيادة أن الثورة ستبقى منهجاً راسخاً في مسيرة التطوير والتحديث، التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد، مشيرة إلى أنها شكلت جدار الصمود الذي يمثله الجيش العربي السوري وحلفاء سورية في مواجهة المشروع الصهيوني، وشددت على أن الشعب السوري يتطلّع إلى غد أفضل أكثر رسوخاً وفاعلية في الحياة وأكثر حرية وقوة لينعم بمقدراته وإمكانياته ويحقق ذاته ويحفظ سيادته ويعتمد على خصوصيته التاريخية ويحتل مكانته بين الأمم والحضارات سعياً إلى تحقيق الأهداف القومية الكبرى.
مواصلة المعركة لإفشال المخطط الأمريكي الصهيوني
من جانبها، أكدت القيادة القطرية الفلسطينية أن ثورة آذار أعادت النضال العربي إلى مساره الصحيح في مقاومة المشاريع الاستعمارية والصهيونية العالمية والإرهاب بكافة أشكاله ومشغليه وداعميه، وحققت إنجازات مهمة على صعيد بناء الدولة والمجتمع، وأضافت في بيان: إن انتصارات الجيش العربي السوري في معركته ضد الإرهاب، وقيادته الحكيمة، ومساندة القوى الرديفة، استطاعت أن تفشل المخطط الأمريكي الصهيوني في سورية، وهو مستمر اليوم في إفشال المخطط المتجدد في الغوطة الشرقية والمضي بتطهيرها من رجس العصابات الإرهابية التكفيرية، رغم الضجيج الإعلامي الذي تقوم به الفضائيات المعادية تحت عناوين خادعة ومضللة، مشيرة إلى أن صمود الجيش وتماسك الشعب قادران على إسقاط كل هذه المؤامرات الهادفة إلى النيل من وحدة سورية أرضا وشعباً.
كما أكدت رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني أن ثورة آذار كانت ثورة حقيقية حملت المعاني السامية لحركة الشعوب نحو مستقبل أفضل والصورة الأمثل لإرادة الجماهير في بناء الأوطان على أسس الكرامة والكبرياء والنضال المستمر لتحقيق أهدافها المنشودة في تعزيز أواصر الوحدة بين شعوب الأمة العربية ودعم قضاياها العادلة، وجددت في بيان عهد الوفاء والولاء لسورية المقاومة ولقائدها، معربة عن فخرها واعتزازها بالوقوف في خندق الشرف والكبرياء جنبا إلى جنب مع بواسل الجيش العربي السوري الأبطال، وأكدت استعدادها الدائم لبذل الغالي والنفيس في سبيل أداء هذا الواجب الوطني القومي وفي الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس والسير في طريق وحدة النضال والعمل المشترك على أسس الحفاظ على الثوابت الوطنية والقومية والتمسك بالمقاومة بجميع أشكالها سبيلاً لتحقيق أهدافه المشروعة وإفشال مؤامرة الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب.