في اليوم الـ 47 من العدوان التركي.. عفرين بلا مياه ولا اتصالات مئات الآلاف مهدّدون بالموت.. وضمير “المجتمع الدولي” للبيع
قرابة 900 بين شهيد وجريح من المدنيين بمنطقة عفرين هي حصيلة 47 يوماً من عدوان النظام التركي ومرتزقته من المجموعات الإرهابية، الذي يستهدف كل شيء من منازل ومدارس ومحطات مياه وكهرباء وأبراج اتصالات وشبكات هاتف ومراكز صحية وأفران وغيرها من البنى التحتية في المنطقة.
الدمار الهائل والعدد المتزايد للشهداء والجرحى نتيجة عدوان النظام التركي، رغم صدور قرار واضح من مجلس الأمن الدولي بوقف الأعمال القتالية في سورية لمدة 30 يوماً، دفع أهالي عفرين لمخاطبة الأمم المتحدة ودول العالم قاطبة بإيقاف هذا العدوان فوراً، مؤكدين أن النظام التركي ما كان له أن يواصل عدوانه وجرائم الإبادة ضد المدنيين لولا قبول واشنطن وحلفائها من رعاة الإرهاب ودعمهم لهذا النظام المجرم.
حيدر محمد من أهالي مدينة عفرين قال: “عفرين اليوم أصبحت دون مياه واتصالات والأهالي يعيشون ظروفاً صعبة وسط صمت دولي مطبق حيال هذه الجريمة التي يرتكبها النظام التركي”، مضيفاً: “إن أكثر من 200 ألف مدني فرّوا من القصف العنيف على القرى والمناطق إلى مدينة عفرين ليعيشوا ظروفاً كارثية”.
وبأعلى صوتها صرخت شيرين مامو: أين ضمير العالم مما يشهده أطفالنا من قتل وتهجير وعدوان، وهل سيظل العالم يقف موقف المتفرج من هذه المأساة التي تهدد حياة مئات الآلاف من الأبرياء؟!.
وبيّن أحمد حسكو أن عفرين هي منطقة مدنية سورية تتعرّض لأبشع جرائم أردوغان وعصابته، الذي يستهدف المدنيين بكل صنوف الأسلحة بما فيها الأسلحة المحرمة دولياً.
واستخدم العدوان التركي غاز الكلور السام والمحرم دوليا في 16 شباط الماضي ضد الأهالي في قرية المزينة ما تسبب بحدوث حالات اختناق بين المدنيين إلا أنه لم تتحرّك أي منظمة دولية تجاه هذه الجريمة ولم يصدر حتى بيان إدانة لهذه الجريمة.
وطالب أحمد سيدو دول العالم باتخاذ موقف واضح وصارم تجاه الجرائم التي يرتكبها نظام أردوغان ضد عفرين وأهلها، مؤكداً أن عفرين هي أرض سورية وجزء لا يتجزأ منها ولن تخضع أو تستكين للعدوان التركي، متسائلاً: “متى يستفيق ضمير الأمم المتحدة، التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، وتقف موقفاً واضحاً وصارماً أمام جرائم أردوغان وعصابته المرتكبة يومياً بحق السوريين من أبناء عفرين”.
وأفاد مراسل سانا، الذي تجوّل في مدينة عفرين، بأن العدوان التركي دخل اليوم مرحلة جديدة بعد تعمّده تدمير أبراج الاتصالات في قرية قطمة، وبالتالي توقّف كامل الاتصالات في منطقة عفرين عن العمل، مشيراً إلى أن المنطقة باتت بالكامل معزولة بشكل تام عن العالم، لتضاف هذه الجريمة إلى قيام القوات التركية ومرتزقتها بقطع المياه الواردة إلى عفرين من سد ميدانكي بشكل كامل ما ينذر بكارثة إنسانية محدقة بمئات الآلاف من المدنيين.
ودمّر النظام التركي منذ بداية عدوانه على عفرين أكثر من 20 مخبزاً وعدداً من مضخات المياه ومحطات تحويل الكهرباء ومئات المنازل السكنية، وشرّد آلاف المدنيين، إضافة إلى استهدافه قافلة مساعدات محملة بمساعدات ومواد غذائية وإغاثية قبل وصولها إلى عفرين في 22 الشهر الماضي، ناهيك عن الاستهداف المتكرر للطريق الوحيد الواصل بين مدينة حلب ومنطقة عفرين لمنع وصول المساعدات.
مشفى عفرين لم ينج من استهداف قوات النظام التركي خلال الأيام الماضية حيث تعرّض أكثر من مرة لقصف بالصواريخ والقذائف، وهو الآن يكتظ بعشرات الجرحى من المدنيين، حيث أكد الدكتور خليل صبري مدير المشفى أن الأيام الأخيرة شهدت ازديادا ملحوظا في عدد الشهداء والإصابات الواردة إلى المشفى مع ارتفاع وتيرة العدوان التركي على مختلف مناطق وبلدات عفرين، لافتاً إلى أن إجمالي عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المشفى منذ بدء العدوان وصل إلى 218 شهيدا مدنياً إلى جانب 651 جريحاً.
ولفت الدكتور صبري إلى أن عدد الشهداء والجرحى المدنيين هو أعلى من ذلك بكثير لأن العديد من الشهداء ما زالوا تحت الأنقاض في المناطق والقرى الحدودية ويصعب انتشالهم نتيجة استمرار العدوان التركي، محذّراً من احتمال أن يفارق عشرات الجرحى الحياة نتيجة صعوبة نقلهم إلى المشفى بسبب العدوان التركي المتواصل، الذي يستهدف أيضا الفرق الطبية ضمن القرى والبلدات.
ولفت مراسل سانا إلى أن مدينة عفرين تشهد اكتظاظاً كبيراً نتيجة توافد مئات العائلات إليها من راجو وجنديرس وغيرهما من القرى والبلدات في الريف الشمالي والغربي لعفرين القريب من الحدود التركية، والتي شهدت مجازر عديدة ارتقى خلالها عشرات الشهداء وأصيب مئات الجرحى.