الصفحة الاولىصحيفة البعث

انتقادات واسعة لزيارة ابن سلمان لندن: قمة العار!

اعتبر أعضاء في مجلس العموم البريطاني أن زيارة ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان إلى بلادهم عاراً، وذلك في ظل استمرار هذا النظام بدعم المجموعات المتطرفة، ومواصلة عدوانه على أبناء الشعب اليمني، وسياسات القمع والتعسف التي ينتهجها بحق المواطنين السعوديين.

وخلال جلسة مسائلة لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمام مجلس العموم البريطاني ردّد أعضاء المجلس كلمة “يا للعار”، تعقيباً على دفاع ماي عن علاقة بلادها بالنظام السعودي وادعائها بأن هذه العلاقة “المهمة” لن تمنعها من سؤال بن سلمان عن انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها نظامه.

وقال رئيس حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين رداً على ماي: “هناك تقارير وأدلة مرتبطة بتمويل ودعم السعودية للمتطرفين وهذا سيقض مضجعنا ويهدد أمننا”، وأضاف: “هناك كارثة إنسانية تتكشّف في اليمن حيث أن الملايين يواجهون المجاعة و600 ألف طفل يعانون من الكوليرا بسبب عمليات القصف التي يشنها التحالف الذي تقوده السعودية لذا يجب أن نأخذ هذا الأمر على محمل الجد”.

واحتج رئيس حزب العمال على استمرار بلاده ببيع السلاح إلى النظام السعودي مع ازدياد هذه الصفقات إلى جانب وجود مستشارين عسكريين بريطانيين في الحرب على اليمن، في الوقت الذي علقت فيه ألمانيا بيع السلاح للنظام السعودي، وأضاف: “لا يمكن لحكومتنا أن تتواطأ مع من قالت الأمم المتحدة أن هناك أدلة على ارتكابهم جرائم حرب.. وهل ستستخدم رئيسة الوزراء لقاءها مع ولي العهد للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في اليمن”.

وانتقدت العديد من الصحف البريطانية زيارة ابن سلمان إلى بريطانيا، وقال الكاتب روجر بويز في مقال في صحيفة التايمز البريطانية: “إن النظام السعودي يواجه مشاكل في مجال العلاقات العامة، ففي نظر العالم هو يحكم بلداً غنياً بشكل خيالي يشن عدواناً على بلد بائس فقير تسبب بمقتل الآلاف من المدنيين وتفشي المجاعة وانتشار الأمراض والأوبئة وذلك باستخدام تجهيزات ومعدات عسكرية بريطانية لخوضها”، وأشار إلى أن بريطانيا تطمح إلى أن تأخذ نصيبها من الكعكة السعودية متمثلة في فرص تعاون يتيحها برنامج 2030 الذي صممه بن سلمان والذي سيشهد تشييد مدن جديدة وتحويلاً لمسار الاقتصاد في السعودية.

من جهتها اعتبرت الكاتبة كارولين لوكاس في مقال بعنوان “إذا كنت على استعداد للاحتجاج على دونالد ترامب لماذا لا تحتج ضد محمد بن سلمان”، نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية، “أن زيارة من يسمى “بالمصلح وقائد الأمر الواقع لبلاده” واضحة الأسباب حيث تحاول السعودية تقديم صورة جديدة عن اعتدالها للعالم والبناء على العلاقات التجارية الموجودة بالفعل مع بريطانيا التي تبيع السعوديين بمليارات الجنيهات من المعدات العسكرية وتريد منهم أن يتبعوا أوامرها، وبينت أنه يجب عدم نسيان أن الحياة داخل السعودية وحشية والجلد والإعدام شائعان والحكومة المنتخبة حلم بعيد المنال، وأشارت إلى أنه ليس اليمنيون فقط الذين عانوا على يد وحشية النظام السعودي فهناك أيضا أدلة تشير إلى أن السعودية دعمت التنظيمات الإرهابية التي تثير الرعب في جميع أنحاء العالم وان روابطها مع تنظيم “داعش” الإرهابي واضحة.

ولفتت الكاتبة إلى أن سجل النظام السعودي ودور بن سلمان يحتمان عدم الترحيب به بحفاوة مبينة ضرورة إنهاء تصدير جميع مبيعات الأسلحة للنظام السعودي والأنظمة القمعية مشددة على أن مبيعات الأسلحة التي قد يتم الاتفاق عليها هذا الأسبوع يمكن أن تغذي الحروب والقمع في المستقبل وعلى هذا النحو يجب أن نحظر تلك المبيعات لأمننا الخاص.

من جانبها قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن ائتلافا من جماعات حقوق الإنسان في بريطانيا يعتزم الاحتجاج على زيارة بن سلمان خارج داونينغ ستريت في لندن.

وكانت منظمات دولية بما فيها العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش أكدت أن بريطانيا والولايات المتحدة تعملان على تأجيج الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في اليمن عبر صادراتهما من الأسلحة إلى نظام بني سعود الذي يشن عدواناً على اليمن منذ آذار عام 2015 أسفر عن مقتل آلاف اليمنيين وتدمير البنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة وانتشار الأمراض والأوبئة بما فيها الكوليرا.

وتقوم بريطانيا بدور أساسي في دعم تحالف العدوان السعودي ضد اليمن من خلال صفقات الأسلحة والدعم العسكري واللوجيستي، وقد حصل النظام السعودي على أسلحة بريطانية بقيمة تتجاوز 7 مليارات جنيه إسترليني منذ عام 2010 وفقا لوثائق بريطانية رسمية.

وكالات