افتتاح ممر إنساني جديد لخروج المدنيين من الغوطة الشرقية.. الإرهابيون يستهدفون بالقذائف 300 عائلة لدى محاولتها مغادرة جسرين
حدّدت الحكومة السورية، بالتعاون مع الفعاليات الشعبية ووجهاء الغوطة، أمس، ممراً إنسانياً جديداً عبر طريق جسرين-المليحة لإخراج المدنيين المحاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية.
وقامت الجهات المعنية بتهيئة الممر الإنساني الجديد المؤدي إلى بلدة المليحة، وإحضار سيارات إسعاف وحافلات نقل عامة لنقل المدنيين في حال خروجهم من الغوطة الشرقية إلى أماكن إقامة مؤقتة، إلا أن التنظيمات الإرهابية واصلت احتجازها للمدنيين، ومنعتهم من الخروج عبر الممر الجديد، حيث استهدفت بالرصاص إحدى سيارات النقل الكبيرة، التي كانت تقل عدداً من العائلات لدى محاولتها الخروج من بلدة جسرين عبر الممر وأجبرتها على العودة.
ويقول الضابط المشرف على الممر: “تمّ إنشاء ممر في محيط منطقة جسرين من أجل خروج المدنيين من الغوطة باتجاه المليحة، وذلك بعد التواصل معهم من قبل وجهاء الغوطة إلا أن المجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم جبهة النصرة منعتهم من المغادرة لمواصلة اتخاذهم دروعاً بشرية، وإعاقة إنجاز المصالحة في المنطقة”، وأضاف: “تمّ اتخاذ جميع الإجراءات، وحالياً سيارات الإسعاف والنقل العامة جاهزة لنقل المدنيين وتأمين جميع احتياجاتهم، إضافة إلى تسوية أوضاع المسلحين بعد تسليم سلاحهم”.
من جانبه قال ناصر المعماري، شيخ قبيلة المعامرة السادة الأشراف في سورية، “تواصلنا مع أهلنا في الغوطة وهم جاهزون للمغادرة، ولكن الإرهابيين الموجودين في الداخل ما زالوا يمنعونهم، ونحن ننتظر خروج ما يقارب 300 عائلة”، ودعا أهالي الغوطة إلى “عدم الاستماع للإعلام الخارجي الحاقد الذي يبث الشائعات بغية الضغط على المدنيين لمنعهم من الخروج”، مؤكداً أن “الأمور تسير بسلاسة، حيث تمّ اتخاذ الإجراءات لاستقبال المدنيين وتسوية أوضاع المطلوبين والمسلحين منهم بعد تسليم سلاحهم للجيش”، معرباً عن سعادته بانتفاضة أهلنا بالغوطة ورفعهم العلم الوطني في مناطقهم وتحديهم للإرهابيين الذين ما زالوا يتخذون المدنيين دروعاً بشرية.
من جانبه أشار يوسف عسكر رئيس لجنة المصالحة بريف دمشق إلى أن افتتاح الممر في جسرين جاء استجابة لطلب الأهالي الموجودين داخل الغوطة، داعياً “الأهالي داخل الغوطة إلى كسر حاجز الخوف ورفع العلم والخروج عن طريق جسر الغيطة بمنطقة جسرين والعودة إلى حضن الوطن”، فيما دعا فيصل سرور أحد وجهاء منطقة المرج المدنيين إلى “جعل اليوم صفحة جديدة في الغوطة ومصالحة مباركة بهمة الجيش العربي السوري والأصدقاء الذين يساهمون في الحرب على الإرهاب”.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية بأن قافلة تقل 300 عائلة تعرّضت لقصف من قبل الإرهابيين أثناء توجهها نحو المخرج الجنوبي من غوطة دمشق الشرقية، وأكد اللواء فلاديمير زولوتوخين أن القافلة تعرّضت للاعتداء، على بعد كيلومتر من الممر الإنساني الجديد في قرية المليحة، مضيفاً: إن القصف أسفر عن احتراق ثلاث سيارات، والمعلومات عن وقوع إصابات بين المدنيين في القافلة قيد التدقيق، وأضاف: إن الإرهابيين، بعد استهداف القافلة، هاجموا بقذائف الهاون الممر الإنساني نفسه، حيث تواجد في تلك اللحظة الأهالي المدنيين الذي يحاولون الخروج من الغوطة وكذلك صحفيين غربيين وروس، لكن الاعتداء لم يلحق أي ضرر بشري.
الجدير بالذكر أن ممر جسرين هو الثاني من نوعه بعد ممر مخيم الوافدين، الذي تم تحديده قبل 10 أيام، حيث لا تزال التنظيمات الإرهابية التكفيرية تمنع حتى الآن خروج المدنيين، وتستهدف بالرصاص والقذائف بشكل يومي الممر بغية دب الذعر في نفوس المدنيين ومنعهم من المغادرة.
إلى ذلك، ذكر مراسل سانا من مخيم الوافدين أن 3 قذائف على الأقل أطلقها الإرهابيون سقطت على مسار الممر الآمن المؤدي من الغوطة الشرقية إلى مخيم الوافدين، في محاولة جديدة لدب الذعر في نفوس المدنيين والضغط عليهم ومنعهم من الخروج من مناطق انتشار التنظيمات الإرهابية في الغوطة، ولفت إلى أن فترة التهدئة المحددة يوميا من الساعة الـ 9 صباحا وحتى الـ 2 ظهراً لإفساح المجال للمدنيين بالخروج بدأت في موعدها، لليوم العاشر على التوالي، إلا أن المجموعات الإرهابية منعت المدنيين من الخروج، حيث لم يصل إلى طرف الممر الآمن أي مدني حتى الآن، ولفت إلى أن سيارات الإسعاف والنقل العامة تقف على طرف الممر الآمن في مخيم الوافدين بانتظار خروج المدنيين، في حين تعمل مروحيات الجيش العربي السوري بشكل يومي على إلقاء منشورات على قرى وبلدات الغوطة بريف دمشق لإعلام المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق انتشار التنظيمات الإرهابية بطرق الوصول إلى الممر الآمن المحدد لخروج المدنيين عبر مخيم الوافدين.
البعث-سانا