الجيش يحقّق تقدّماً جديداً في حوش قبيبات.. وانهيارات دراماتيكية في صفوف التكفيريين
حقّقت وحدات الجيش العربي السوري تقدّماً جديداً في منطقة حوش قبيبات خلال عمليتها العسكرية ضد أوكار إرهابيي تنظيم “جبهة النصرة” والمجموعات المرتبطة به في الغوطة الشرقية بريف دمشق، فيما تواصلت انتفاضة أهلنا بالغوطة، ورفعوا العلم الوطني في مناطقهم تحدياً للإرهابيين، الذين ما زالوا يتخذونهم دروعاً بشرية.
وضبطت الجهات الأمنية المختصة كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، بعضها أمريكي، كانت محمّلة بشاحنتين، ومتجهة إلى إرهابيي “النصرة” في الغوطة الشرقية، فيما أصيب 3 مواطنين بجروح متفاوتة نتيجة اعتداء التنظيمات الإرهابية بـ 18 قذيفة هاون وصاروخية سقطت على مشفيي الشرطة والبيروني وعدة مناطق سكنية متفرقة من مدينة دمشق وريفها.
وفي التفاصيل، نفّذت وحدات الجيش خلال الساعات القليلة الماضية عمليات مكثّفة ترافقت مع رمايات نارية ضد تحصينات التنظيمات الإرهابية في حوش قبيبات كبّدت خلالها التنظيمات الإرهابية خسائر بالأفراد والعتاد، وحقّقت خلالها تقدّماً ملحوظاً على حساب التنظيمات الإرهابية، وذلك غداة سيطرتها على معمل اللبن، الذي حوّلته التنظيمات الإرهابية إلى مقر قيادة لما يسمى “كتيبة أحرار البادية”، وبعد يومين من السيطرة على بلدات المحمدية وبيت سوى وحوش الأشعري والمزارع المحيطة بها.
وأفادت مصادر أن الجيش العربي السوري يعمل على تطويق البلدات الأساسية في الغوطة الشرقية تمهيداً لدخولها، مشيرة إلى أن الجيش بات يسيطر على أكثر من نصف مساحة الغوطة، مؤكدة أنّ حالة التخبّط والانهيار تسود صفوف المجموعات الإرهابية، وتضيف: إن الجيش يقترب من السيطرة على بلدة مسرابا عقب استعادة السيطرة على بيت سوى في عمق الغوطة الشرقية.
وكان الجيش العربي السوري حرّر عدداً من المزارع جنوب شرق بلدة الريحان، وشرق منطقة حوش الأشعري، وصولاً إلى أطراف بلدة مسرابا، بالإضافة إلى عدد من الأبنية والمزارع شرق مشفى البيروني في حرستا بعد مواجهات مع الإرهابيين.
وتبنّى مجلس الأمن الدولي في الـ 24 من الشهر الماضي القرار رقم 2401 القاضي بوقف الأعمال القتالية في سورية لمدة 30 يوماً على الأقل، ولا يسري القرار على تنظيمات “داعش” و”النصرة” والقاعدة وجميع الجماعات الأخرى والكيانات المرتبطة بها.
وبالتوازي، أفاد ضابط من الجهات الأمنية المختصة بأنه “بالتعاون مع بعض أهالي الغوطة وبناء على معلومات استخبارية دقيقة تؤكّد محاولة تهريب أسلحة وذخيرة للتنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية نفّذت إحدى دوريات الجهات المختصة كميناً على أحد المحاور المحتملة لتحرّك الإرهابيين باتجاه الغوطة”، وأوضح أنه تمّ خلال الكمين ضبط شحنة كبيرة من الذخائر المتنوعة والأسلحة، بعضها أمريكي الصنع، إضافة إلى كمية من المخدرات، وعدد من الأجهزة الطبية، وأجهزة البث الفضائي، والقذائف، وجميعها كانت محملة بشاحنتين ومتجهة إلى هؤلاء الإرهابيين، الذين يتكبّدون خسائر كبيرة خلال عمليات الجيش العربي السوري على بؤرهم وتحصيناتهم في الغوطة الشرقية.
وأشار الضابط إلى أنها “ليست المرة الأولى التي يتمّ فيها ضبط أسلحة وذخائر وغيرها من الإمدادات المتجهة إلى التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية”، مبيناً أنه “سيكون لهذه العملية أثر في زيادة التضييق على المجموعات الإرهابية في الغوطة الشرقية، وأن الجهات المختصة تنفّذ بالتعاون مع الجيش خطة محكمة لقطع خطوط إمداد التنظيمات الإرهابية لتضييق الخناق عليها والقضاء على كامل أفرادها”.
ونفّذت الجهات المختصة خلال الأشهر الماضية العديد من عمليات الرصد والمتابعة وبكمائن محكمة حيث تمّ خلالها توقيف سيارات كانت تحمل كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والطلقات وقذائف الهاون إضافة إلى رشاشات متنوّعة وصواريخ، بعضها فرنسي الصنع، كانت متجهة إلى التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية.
اعتداءات إرهابية على دمشق وريفها وكفريا والفوعة
في الأثناء، ذكر مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق أن قذيفتين صاروخيتين أطلقتهما التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الغوطة الشرقية سقطتا داخل مشفى الشرطة في مدينة حرستا ما تسبب بإصابة مواطن بجروح ووقوع أضرار مادية في المشفى، ولفت إلى إصابة امرأة ورجل بجروح في مدينة جرمانا وذلك بعد تعرّض المنازل السكنية لاعتداء بـ 3 قذائف صاروخية مصدرها إرهابيو “النصرة” في الغوطة الشرقية.
وبين المصدر، في وقت لاحق، أن التنظيمات الإرهابية أطلقت 3 قذائف على مشفى البيروني و3 أخرى على محيط ضاحية الأسد السكنية ما أسفر عن وقوع أضرار مادية بالمشفى ومحيط الضاحية، وأشار إلى “اعتداء التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الغوطة الشرقية على منطقة القزاز بقذيفة صاروخية سقطت بجانب البلدية ما أسفر عن وقوع أضرار مادية كبيرة في المكان”.
كما ذكر مصدر في قيادة شرطة دمشق أن “التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الغوطة الشرقية اعتدت بـ 6 قذائف على مناطق متفرقة من دمشق سقطت إحداها بحارة اليهود على سطح أحد المنازل السكنية، وأخرى في ركن الدين الشيخ إبراهيم بالقرب من جامع النابلسي على سطح منزل سكني، وقذيفة على حي القابون أبو جرش و3 قذائف في محيط كراج العباسيين، وتسببت جميعها بوقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات”.
وفي ريف إدلب الشمالي، ذكرت مصادر أهلية أن المجموعات الإرهابية التابعة لـ “النصرة” المنتشرة في بلدتي بنش وطعوم أطلقت عدة قذائف على منازل المدنيين المحاصرين في الفوعة وكفريا ما تسبب باستشهاد طفلتين تبلغان من العمر 14 عاماً وجرح مدني ووقوع أضرار مادية بعدد من المنازل والممتلكات، ولفتت إلى أن الاعتداءات تزامنت مع قيام الطائرات السورية بتنفيذ عمليات إسقاط مظلية للمواد الغذائية كالخبز ومواد أخرى لأهالي بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين.
وسجّل خلال 3 أيام الماضية سقوط أكثر من 50 قذيفة صاروخية في بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين، والتي أسفرت عن إصابة عدد من المدنيين بينهم نساء وأطفال.
وتعاني بلدتا كفريا والفوعة منذ 3 سنوات من وطأة حصار التنظيمات الإرهابية من جبهة النصرة وغيرها من الفصائل المتحالفة معها، حيث يعيش أكثر من 8000 مدني فى ظروف إنسانية في غاية المأساوية، في ظل صمت مطبق من قبل الدول الغربية والمنظمات الدولية التي تدعي حرصها على الشعب السوري.
وفي دير الزور، استشهد طفل وأصيب 3 مدنيين في قرية السويعية بريف البوكمال، وأصيبت امرأة و3 أطفال آخرين في بلدة خشام، نتيجة انفجار ألغام من مخلفات تنظيم “داعش” الإرهابي.
وعمد إرهابيو تنظيم “داعش” إلى زراعة الألغام والعبوات الناسفة وتفخيخ المنازل قبل اندحارهم أمام وحدات الجيش العربي السوري بغية إعاقة تقدّمه وزرع الرعب في نفوس الأهالي ومنعهم من العودة إلى منازلهم.
سياسياً، أكدت وزارة الخارجية التشيكية ضرورة حل الأزمة في سورية عبر الحوار ووفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي يطالب بالمحافظة على وحدة الأراضي السورية وسيادتها.
ويؤكّد القرار 2254 الذي تبناه مجلس الأمن الدولي بالإجماع في كانون الأول عام 2015 على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية من خلال الحوار بين السوريين، الذين هم وحدهم من يحددون مستقبل بلادهم بأنفسهم دون أي تدخل خارجي، وأن التنظيمات الإرهابية خارج أي عملية سياسية.
وعبّرت الخارجية التشيكية في بيان عن قلقها جراء استمرار العدوان التركي على منطقة عفرين وتداعياته على حياة سكانها، مؤكدة ضرورة السماح بتقديم المساعدات الإنسانية لمحتاجيها.
ويتواصل منذ العشرين من كانون الثاني الماضي عدوان النظام التركي ومرتزقته على منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، ما أدى إلى استشهاد وإصابة نحو 900 شخص إضافة إلى دمار كبير في البنى التحتية في المنطقة.
وفي بيروت، أكد الرئيس اللبناني السابق إميل لحود أن انتصار سورية القريب على الإرهاب ستكون له نتائج ايجابية كبيرة على المنطقة بشكل عام، وقال، خلال لقائه النائب اللبناني مروان فارس، “إن تغييرات ايجابية كبيرة ستحصل في منطقة الشرق الأوسط إثر نجاح سورية في القضاء على الإرهابيين”، لافتاً إلى أن هذا النجاح ستبرز نتائجه بشكل خاص على الساحتين السورية واللبنانية.
وبالتوازي كثّفت مدفعية قوات النظام التركي قصفها على عدد من قرى منطقة عفرين ما تسبب باستشهاد 3 أطفال من أسرة واحدة في قرية ترندة ووقوع أضرار كبيرة في المنازل والممتلكات.
وذكر مراسل سانا أن النظام التركي واصل اليوم انتهاكه لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401 عبر قصفه بمختلف أنواع الأسلحة المنازل في بلدة جنديرس وقرى ناحية شران ومزارع وبساتين الأهالي ما تسبب بوقوع دمار كبير في المنازل وأضرار كبيرة في الأشجار والمزروعات.