الوفد البرلماني الألماني من حلب: الإعلام الغربي لا ينقل حقيقة ما يجري
حلب – معن الغادري:
قام وفد برلماني ألماني أمس بزيارة إلى مدينة حلب واطلع على حجم الدمار الكبير الذي ألحقه الإرهاب بها وتابع الجهود المبذولة لإعادة البناء والإعمار كما جال على عدد من الأحياء السكنية والتقى مع الأهالي واستمع منهم إلى الظروف الصعبة التي عاشتها حلب خلال السنوات الماضية نتيجة جرائم الإرهاب والحصار الجائر الذي فرضه الإرهابيون على الأهالي ومحاولتهم قتل كل أشكال الحياة فيها قبل تطهير كامل المدينة وأجزاء واسعة من ريف المحافظة من الإرهاب بفضل صمود كل أبناء حلب وتلاحمهم مع أبطال الجيش العربي السوري خلف القيادة الحكيمة والشجاعة للسيد الرئيس بشار الأسد.
وقدم محافظ حلب حسين دياب خلال لقائه الوفد في مبنى المحافظة عرضاً شاملاً عن حلب، بين فيه أن مدينة حلب هي أقدم مدينة مأهولة في التاريخ وعلى الدوام كانت العاصمة الصناعية لسورية وفيها تتركز معظم الصناعات والمنشآت الصناعية التي تعرضت للتخريب والنهب والتدمير الممنهج من قبل الإرهابيين في إطار الحرب الظالمة التي تعرضت لها سورية، لافتاً إلى أن حلب كما كل المحافظات السورية عانت كثيراً من الإرهاب المدعوم من دول استعمارية وإقليمية وعربية رجعية وقد استشهد آلاف المدنيين الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ وجرح إعداد أكبر نتيجة الاعتداءات الإرهابية ورغم ذلك ظل أبناء حلب صامدين ومتشبثين بأرضهم وواثقين بالنصر لأنهم أصحاب حق وقضية عادلة وهو ما تحقق قبل أكثر من عام، وأشار إلى أن الإرهاب لا يمثل خطراً على سورية فحسب بل هو خطر على كل دول وشعوب العالم ولا بد من تكاتف وتوحيد الجهود لمواجهته ودرء خطره، منوهاً إلى أن الحكومات الغربية، ومنها حكومات العديد من الدول الأوروبية، ساهمت في تقوية ودعم الإرهاب الذي استهدف سورية، داعياً أعضاء الوفد إلى نقل حقيقة الأوضاع في حلب إلى الشعب الألماني وإلى الشعوب الأوربية عموماً، التي عانت أيضاً من جرائم الإرهاب في الفترة الماضية، ومحاولة توضيح أن ما يجري في سورية هي حرب إرهابية بكل معنى الكلمة، وأن سورية قيادة وجيشاً وشعباً مستمرة في مواجهة الإرهاب وقد حققت الكثير من الانتصارات التي تمهد للانتصار الشامل على الإرهاب وداعميه على كامل تراب سورية.
من جانبه أشار رئيس الوفد الألماني الدكتور كريستيان بليكس إلى أن غالبية الشعب الألماني يعرف حلب ولكنه لا يعرف الصور الحقيقية للأحداث والحرب الجارية فيها ولا يعرف مصداقية الأخبار والتقارير التي تنشرها وسائل الإعلام الألمانية وأنه هو شخصياً يشك في مصداقيتها وحقيقتها، وتأتي هذه الزيارة للوفد الألماني للإطلاع عن كثب على حقيقة الواقع في حلب من خلال لقاء الفعاليات المختلفة والأهالي إلى جانب الإطلاع على جهود الدولة السورية لإعادة الإعمار، وأكد أن الإرهاب هو خطر على الإنسانية جمعاء ولا بد من التعاون المشترك للتصدي له.
وخلال زيارته لمقر فرع الهلال الأحمر العربي السوري بحلب اطلع الوفد البرلماني على الجهود الإنسانية والخدمات والبرامج التي ينفذها فرع الهلال لخدمة كافة المواطنين، وقدم هائل عاصي مدير فرع الهلال الأحمر لمحة عن أنشطة وبرامج الهلال الأحمر، مشيراً إلى المصاعب التي واجهته في المناطق التي كانت تسيطر عليها جماعات إرهابية متطرفة والتي أوقفت عمل الهلال ومنعت متطوعين من تقديم الخدمات للأهالي، منوهاً إلى التعاون القائم مع الصليب الأحمر الألماني في مجال دعم ذوي الاحتياجات الخاصة والمساهمة في العديد من البرامج الأخرى.
كما زار الوفد البرلماني مشفى حلب الجامعي واستمع من الدكتور ابراهيم حديد المدير العام للمشفى إلى شرح حول وضع المؤسسات الصحي والخدمات التي يقدمها المشفى وتأثر القطاع الصحي بالعقوبات الاقتصادية التي تفرضها أوربا على سورية ما يؤثر على الخدمات المقدمة للمرضى، ولفت إلى أنه بالرغم من كل الصعوبات والتحديات إلا أن القطاع الصحي بحلب كان رائداً واستمر في تقديم الخدمات الصحية والعلاجية والاسعافية لكافة المواطنين.
واستكمل الوفد البرلماني زيارته بلقاء مع رجال الدين الإسلامي والمسيحي، ونوه رئيس الوفد الضيف إلى أنه مبهور بالتنوع والمحبة والتعايش القائم بين جميع الأديان في سورية وهذا أمر عظيم لا نراه في كثير من الدول الأخرى.
وأشار عدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي إلى أن سورية هي أرض الحضارة ومنبع الديانات السماوية ومنها انتقلت الرسالات السماوية لكل العالم، لافتين إلى أن الإرهاب وداعميه حالوا اختلاق حروب في سورية تحت عناوين عرقية ودينية وطائفية لزرع الفتنة والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد إلا أن هذا المخطط الإرهابي الاستعماري فشل بفضل وعي أبناء سورية عموماً وهناك الكثير من الشواهد عن استشهاد المسيحي وهو يدافع عن المسجد وكذلك استشهاد المسلم وهو يدافع عن الكنيسة.
وخلال زيارته إلى المدينة القديمة اطلع الوفد البرلماني على حجم الدمار الهائل الذي ألحقه الإرهاب بالأوابد التاريخية والحضارية التي تمثل جزءاً هاماً من الحضارة الإنسانية، وزار الوفد الجامع الأموي وتابع الجهود المبذولة لإعادة ترميمه وتأهيله، كما زار قلعة حلب، وأبدى أعضاء الوفد تأثرهم الشديد لما شاهدوه من دمار كبير في المدينة القديمة التي هي جزء من التراث الإنساني.
كما زار الوفد المهرجان العاشر للمرأة والأسرة التي تقيمه لجنة سيدات الأعمال في غرفة تجارة حلب أمام قلعة حلب واطلع على معروضاته المنوعة وأبدى إعجابه بمهارة السيدات السوريات المشاركات فيه.
وفي تصريح للصحفيين من أمام قلعة حلب نوه الدكتور بليكس إلى أن هذه القلعة التاريخية صمدت أمام الإرهاب وهي تعطي مؤشر بأن الانتصار السوري على الإرهاب حتمي وقادم عن قريب، ولافتاً إلى أن حلب لها خصوصية ورمزية كبيرة في التراث الإنساني السوري والعالمي والوفد يعلم ما تعرضت له من حروب ودمار وخراب، ولكنها انتصرت على الإرهاب وزيارتهم كانت بهدف الإطلاع على الواقع لكون الإعلام الغربي لا ينقل الصور الحقيقية لما يجري في سورية.
ويضم الوفد النواب اديو هيميجرين وجورين بوهي وفرانك بسيمان والدكتور هرد ويل في البرلمان الاتحادي”البوندستاغ”، وتوماس اركمان في البرلمان المحلي لولاية نوردراين فيستفاليا.