تصاعد نذر حرب تجارية بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا
حذّرت أوروبا والصين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، من ردهما إذا نشبت حرب تجارية مع الولايات المتحدة، وقال مسؤول من الاتحاد الأوروبي: إن الرد قد يستهدف أيضاً السلع القادمة من مناطق نفوذ الحزب الجمهوري، الذي ينتمي ترامب له.
ويسعى الرئيس الأميركي لفرض رسوم جمركية على واردات بلاده من أوروبا تصل إلى 25 بالمئة على الصلب و10 بالمئة على الألمنيوم، وهو ما ينذر بحرب تجارية صعبة بين الجانبين.
وفي ردّه على ذلك، أكد المفوض الأوروبي للاقتصاد والشؤون المالية بيار موسكوفيسي، أن الاتحاد الأوروبي يملك “ترسانة إجراءات” للرد في حال نفّذ ترامب تهديده بفرض رسوم جمركية كبيرة على واردات الفولاذ والألمنيوم.
وقال موسكوفيسي، رداً على سؤال عن مخاطر حرب تجارية بعد إعلان ترامب رغبته في فرض رسوم كبيرة على واردات الفولاذ والألمنيوم، إن “الإجراءات الأوروبية تشمل عدداً كبيراً من العناصر منها إجراءات مضادة تتعلق بامتيازات تمّ الاتفاق عليها بشأن منتجات بينها البرتقال والتبغ والويسكي الأميركي”.
وأضاف: إن “الهدف هو الوصول بذلك إلى منتجات يتمّ تصنيعها في دوائر يسيطر عليها الجمهوريون حزب ترامب، وخصوصاً تلك المرتبطة برئيس مجلس النواب بول راين”، موضحاً أن “الهدف هو إفهام الكونغرس أنها خسارة للجميع”.
وأشار إلى أن هناك إجراءات إنقاذية لتجنب إغراق السوق الأوروبية بكميات من الفولاذ لا يمكن تصريفها في الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن المفوضية الأوروبية تحتفظ أيضاً بحق نقل الخلافات المحتملة إلى منظمة التجارة العالمية، وأضاف: “علينا ألا نقبل بأن يصبح كل طرف لا يهتم إلا بمصالحه في العالم وعلينا الإبقاء على التعددية باعتبار أن الحمائية ليست الرد إطلاقاً”.
يذكر أن الاتحاد الأوروبى أكبر شريك تجارى للولايات المتحدة بفارق كبير جداً من حيث القيمة، وله ثاني أكبر فائض تجارى مع الولايات المتحدة بعد الصين.
وفى بكين قال وزير الخارجية وانغ يى: إنه لا يوجد ما يفرض تنافس الصين والولايات المتحدة، وإن التاريخ يظهر أن الحروب التجارية ليست السبيل الصحيح لحل المشكلات.
وسجّلت الصين فائضاً تجارياً قياسياً بلغ 375.2 مليار دولار فى تجارة السلع مع الولايات المتحدة العام الماضي.
من جانب آخر، أكد الأستاذ بجامعة غلف الكندية جون ماكمورتري، أن الحكومة الأميركية آلة قتل جماعي عملاقة تكسب أرباحاً عبر شن الحروب ولم تتعرض أبداً للمساءلة بسبب جرائم الحرب التي لا توصف والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها، وأوضح، في سياق مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرتش” الكندي أمس، أن الولايات المتحدة أصبحت دولة بوليسية تعامل مواطنيها بأكثر الأساليب خطورة، مشيراً إلى ارتفاع حالات القتل والاحتجاز غير القانوني وتعذيب السجناء الذين تم اعتقالهم دون محاكمة في الولايات المتحدة إلى رقم قياسي.
وكانت صحيفة “غارديان” البريطانية نشرت في تشرين الأول الماضي تقريراً صادراً عن جامعة “هارفارد” الأمريكية أفاد بأن الشرطة الأمريكية أغفلت توثيق وإصدار شهادات وفاة رسمية لأكثر من نصف الأشخاص الذين لقوا حتفهم على أيدي قواتها في عام 2015، وأن هذه المشكلة تبرز بصورة واضحة في المناطق الفقيرة أو ذات الدخل المنخفض حيث تنجم أغلب حالات الوفاة من الصاعق الكهربائي الذي تستخدمه الشرطة الأميركية.
وقال ماكمورتري: إنه لم يجد دولة اعتادت فيها قوى الشرطة على استخدام السلاح والتمييز ضد الفقراء وتتبع أسلوباً تعسفياً في السلوك أكثر مما هو عليه في الولايات المتحدة، مبيناً أنه بإمكان السلطات الأميركية اعتقال واختطاف وسجن أي مواطن أميركي أو غير أميركي دون محاكمة أو توجيه اتهام في أي مكان عبر وصفهم بأعداء الولايات المتحدة.
وتتعرّض الولايات المتحدة لانتقادات دولية حادة بسبب سجلها الفاضح بانتهاكات حقوق الإنسان، وخاصة ممن هم من أصول إفريقية حيث طالب خبراء في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة واشنطن في أعقاب أحداث تشارلوتسفيل العام الماضي، بمواجهة العنصرية المتزايدة في أنحاء البلاد ومعاقبة المسؤولين عن جرائم الكراهية، مشددين على أن ما حدث في تشارلوتسفيل هو مثال على تنامي العنصرية والتمييز العنصري والخوف من الأجانب وهو ما لوحظ في مظاهرات بأنحاء متفرقة في الولايات المتحدة.
وكالات