تلوث العاصي يهدد بكارثة بيئية
حمص- نزار جمول
تبدو مشكلة تلوث نهر العاصي في حمص من حيث الشكل والمضمون مشكلة كبيرة وخطيرة في آن معاً؛ لأن الأمر لن يقتصر على تفشي البكتيريا والجراثيم، بل انتقل إلى أخطر من ذلك بسبب التلوث الكيميائي والصناعي الذي يخترق النهر بعد أن أصبح مصباً لمنصرفات الصرف الصحي التي تنجم عن القرى التي تقع على ضفتيه، ومع عودة عمل مصفاة حمص ومعمل السماد الآزوتي لعملهما حان الوقت لضبط المنصرفات السائلة التي انعكست سلباً على نهر العاصي، وهذا ما حدا مديرية البيئة أن تضع الخطط اللازمة لتخفيف تلوث النهر من خلال دراسات ترصد منصرفات معمل الأسمدة الذي توجد فيه محطة معالجة لكنها متوقفة، ويحتاج تشغيلها إلى وقت ومال بالتعاون مع مديرية الموارد المائية التي تعمل على ضبط عملية التلوث من خلال جولاتها الطارئة، أما منصرفات المصفاة التي تملك محطة معالجة بكفاءة عالية، لكنها لم تعد تكفي بسبب زيادة المنصرفات التي تتسرب في حوض الصدمة الاحتياطي إلى النهر مما يزيد في تلوثه.
نهر العاصي في حمص يهدد بكارثة بيئية من دون وجود حلول جذرية آنية أو مستقبلية للحد من التلوث الذي أثر بشكل أو بآخر في صحة المواطنين، وسيكون التأثير أكبر وأخطر إذا لم توجد الخطط التي توقف هذا الزحف الجرثومي الناجم عن التلوث، بعد أن علمنا أن مخابر مديرية البيئة خرجت عن الخدمة وتوقف العمل فيها نتيجة الاعتداءات الإرهابية عليها، وتعتمد المديرية حالياً على حقائب مخبرية لتحليل جزئي لبعض الأمور العاجلة، وتتم الاستعانة أيضاً بمخابر الموارد المائية لحين عودة مخابر المديرية..!