في فضاء الإعلام الالكتروني.. صفحات التواصل الاجتماعي.. تصارع حقيقي على وعي السوريين وعقولهم
لا تقل ضراوة عن المعارك التي يخوضها أبطال الجيش العربي السوري في ميادين القتال وعلى جبهاته المختلفة، تلك الحروب التي تدور رحاها على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي بعض الأحيان تكون أشد فتكاً وتأثيراً، كونها تستهدف المعنويات، وتعتمد آليات بث الأخبار الكاذبة، أو الأخبار التي تؤثر سلباً بالفكر والعزيمة، هي حرب فتاكة، أدواتها عشرات، ومئات المواقع الالكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعي، التي باتت اليوم الوسيلة الأكثر سهولة التي يعتمدها السوريون في الحصول على معلوماتهم في كل ما يتصل بالأخبار، سواء الاجتماعية منها، أو الخدمية، أو تلك التي تتعلق بالأخبار السياسية والعسكرية، ووضع القتال على الجبهات، في كل منزل هناك اليوم من يبحث عن معلومة جديدة سريعة على تلك الصفحات، فما هو دور الصفحات الوطنية التي نشطت في المقابل، وباتت مصدراً هاماً للأخبار عند شريحة واسعة جداً من السوريين، وما هو الدور الذي تؤديه في نقل الأخبار، ورفع المعنويات، وإظهار الحقيقة في ظل الأحداث الجارية.
نقطة الانطلاق
من المؤكد أن الإعلام الالكتروني كان نقطة الانطلاقة الحقيقية لبداية الأحداث في سورية، فالملاحظ أن جميع المظاهرات، وما حدث من استهداف مدروس للمؤسسات الحكومية، والقوات العسكرية كان يتم التخطيط له في مواقع الاعلام الالكتروني المعادي، وصفحات التواصل الاجتماعي، يؤكد آلان حوجك مسؤول التسويق في فريق دمشق الآن هذه الحقيقة، ويقول: الإعلام الالكتروني، وصفحات التواصل الاجتماعي يعتبران اليوم مصدراً مهماً للمعلومات، ولهما دوراً كبيراً في تكوين الفكرة العامة، ونظرة الخارج للداخل السوري، وما يجري فيه، واليوم بوجود صفحات وطنية مختلفة، نعمل جميعنا بجهد للمحافظة على الروح المعنوية للسوريين، والوقوف بجانب الشعب، وميزة الوصول السريع في الخبر ستكون قوة مهمة في رفع الروح المعنوية، وتقديم المعلومة الصحيحة.
استنفار دائم
ويؤكد حوجك، نحن في فريق دمشق الآن على قدر كبير من المسؤولية، ونضع أنفسنا في مواجه أية هجمة إعلامية تضليلية من بداية الحرب على سورية، ويكون الفريق في حالة استنفار دائمة، والعمل أشبه بخلية النحل مع المتابعة والربط بين المراسلين، والمصادر الحقيقية، والمصادر الرسمية، أما طريقة العمل، فتكون بإعادة نشر الأخبار التي يتم تداولها، وذلك بعد التواصل مع الجهة المسؤولة عن الخبر، والتأكد من صحته، ونشره بما يتناسب مع الدقة والمهنية، ونعتمد في ذلك على مجموعة من المعايير الأساسية، تتمحور باختصار حول دعم التوجه العام للدولة، والشعب، والجيش العربي السوري، وأن نكون سنداً قوياً للإعلام الرسمي، وصوتاً مهماً للشكاوى الخدمية التي تهم الشارع السوري، وعبر عدد نوعي من الأعضاء والمراسلين نقوم بتحقيق النجاح والانتشار، فالهدف لدينا هو وصول الخبر الدقيق والصحيح، وليس السبق الصحفي، ويكون ذلك بالربط مع المصادر الحقيقية للأخبار في جميع المجالات التي تخدم، وتهم المواطن والدولة، ونرى أن صحة الخبر ودقته يمكّن من كسب ثقة الناس والمجتمع والدولة، وهو سبب أساسي في الانتشار والنجاح، إضافة لذلك يؤكد المسؤولون في الفريق أن التطوير الدائم في آلية العمل، والهيكلية بشكل مستمر، والعمل يصل بهم إلى الحرفية التي تنقص الكثير من الصفحات على الانترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، ولدينا فريق خاص للمونتاج والتصميم، ومتابعة وتحليل جميع الصور والفيديوهات المنشورة على الصفحات المعارضة والمعادية.
حملات مضادة
يبدو من المهم الحديث عن الحملات المضادة التي تقوم بها الصفحات الوطنية، حيث يتحدث أعضاء الفريق عن العمل المستمر للقيام بحملات مصورة مضادة تثبت زيف ادعاء بعض الصفحات المعادية، واليوم تعد الصفحة لدينا المصدر الأقوى، والتهديد الحقيقي ضد الإعلام الالكتروني المعادي، ونسبة الوصول الكبيرة والعالية التي تتمتع بها دمشق الآن شكّلت قاعدة قوية جداً للرد على أية حملة الكترونية معادية ضد الجيش والدولة السورية، واليوم هناك حملات ضخمة ضدنا، ومحاولات لضرب اسم الشبكة تتم في الخارج السوري، وبعض المناطق التي تحتلها التنظيمات الإرهابية المسلحة، ويتم التصدي لها من قبل فريقنا، وحالياً يتم التصدي لأكبر هجمة الكترونية، إذ تقوم المواقع المعادية بمحاولة تشويه العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية وتحريرها من الإرهاب، وسنرى نتائجها في الأيام القليلة المقبلة.
تنسيق مستمر
ويبدو ختاماً أنه من المهم التنسيق الدائم والمستمر مع كل الصفحات الوطنية التي تعمل بالاتجاه نفسه، وهو ما أضافه حوجك للحديث حين أوضح وجود مجموعة الكترونية تضم مديري صفحات وطنية، ويتم العمل فيها بتوحيد الصف، والتخطيط للرد على أية هجمة إعلامية، وتبادل الأفكار، وختم بالتأكيد على ضرورة دعم هذا النوع من الإعلام، وتوجيهه بشكل أكثر فاعلية، إذ يبدو أنه “مستقبل الإعلام” بشكل عام لكثرة المزايا التي يمتلكها ويتميز بها.
أكثر فاعلية
ختاماً ربما تكون المنظومة الجديدة التي دخلت وأصبحت رافداً أساسياً من روافد الفكر خلال سنوات الحرب، قد وجدت من يتصدى لها مبدئياً عن طريق صفحات أخرى تعمل في الاتجاه المعاكس والصحيح لشبكات وقنوات، إضافة لمثقفين ومختصين من مدرّسين، وأكاديميين، وحتى جهات مختصة، لكن التساؤل: هل يكفي وجود تلك الصفحات، والتواجد النسبي لبعض المثقفين، في منع صفحات تشويه الوعي وترك الصفحات المعادية تعمل على هواها؟! ولماذا لا تكون هناك أيضاً عشرات بل مئات الصفحات المتخصصة لإنعاش الذاكرة في كل الثقافة السورية وإحيائها، ليعلم السوريون مثلاً الأسباب الحقيقية للحرب على سورية وأهدافها؟! ولماذا لا يكون الإعلام المرئي أشد فاعلية في الإشارة إلى تلك الصفحات، وتعريتها، وتوعية الشباب لمخاطر متابعتهم لها، في حرب الفضاء الالكتروني التي تشن بالتزامن مع الحرب على التنظيمات الإرهابية؟!.. فهناك تصارع حقيقي على وعي السوريين وعقولهم، والانتصار الحقيقي سيكون حتماً بثمرة ما ستتجه إليه وتنتجه تلك العقول في المستقبل.
محمد محمود