“القيادة النسائية عمل وبناء” في فعالية لـ”التنمية الإدارية”
دمشق-محمد عرفات:
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أقامت وزارة التنمية الإدارية، أمس، فعالية “القيادة النسائية عمل وبناء”.
وسلّطت الفعالية- التي حضرتها الرفيقة عضو القيادة القطرية للحزب المهندسة هدى الحمصي، والمهندسة وفيقة حسني وزيرة الدولة لشؤون الاستثمار، وريما القادري وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، والعديد من القيادات النسائية اللواتي مثلن مختلف شرائح المجتمع ومكوّناته العلمية والثقافية- الضوء على الدور القيادي للمرأة السورية في مختلف مجالات الحياة، وكرّمت عدة نساء كان لهن دور هام في الارتقاء بالمجتمع وخدمة أفراده.
وأشارت وزيرة التنمية الإدارية د. سلام سفاف إلى أن الارتقاء بدور المرأة السورية كان ولا يزال محط اهتمام السيد الرئيس بشار الأسد، ضمن إطار تفعيل طاقات المجتمع واستنهاضه لبناء الوطن وتطويره في شتى مناحي الحياة، وتطرّقت إلى تضحيات أمهات الشهداء، اللواتي استقبلن جثامين أبنائهن واحداً تلو الآخر بالزغاريد والفخر لاستشهادهم دفاعاً عن الوطن وذوداً عن حياضه، وأضافت: إن المرأة السورية منذ فجر التاريخ كان لها حضور بازر، واليوم تتصدّر المواقع الأمامية في الدفاع عن الوطن وبناء المؤسسات بشكل إبداعي.
وتحدّثت أيضاً عن القيادات النسائية في المجتمع السوري التي مارست دوراً فاعلاً في بناء ودعم مؤسساتنا الوطنية، واستمرت في العمل والعطاء دون كلل أو ملل، ورأت أن التطوير والتحديث في أي موقع من مواقع العمل الوطني، لا بد أن تكون النساء في طليعته، ليس فقط من مبدأ التمكين، وإنما أيضاً انطلاقاً من أن النساء هن ركائز للمعرفة وإدارة الموارد البشرية.
كما تحدّثت عن نية وزارة التنمية الإدارية القيام سنوياً بتكريم قيادات نسائية سورية فاعلة في المجتمع.
ولدى عرضه مقوّمات الشخصية القيادية لدى المرأة بين نبيل صالح أن ازدهار الأمم وتقدمها يقاس بمستوى حضور المرأة فيها، مشيراً إلى بحثه عن الروح النسوية في قيادة المجتمع السوري وإصداره قبل عشر سنوات الجزء الأول من كتاب نساء سورية، الذي وثق مجمل الحراك النسوي عبر تأريخ سيرة الرائدات السوريات أمثال لبيبة هاشم وماري عجمي، وأوضح أن الجمعيات النسائية السورية بدأت بالتشكل منذ ثلاثينيات القرن الماضي، اللاتي شكلن نواة لاتحاد نسائي باسم اتحاد الجمعيات النسائية برئاسة عادلة بيهم الجزائري، ذاكراً أن عضوات هذا الاتحاد حصلن عام 1944 على حق المرأة في الانتخاب وعلى حق الترشح للمجلس النيابي عام 1953.
كما تحدّث عن انتساب نساء سوريات منذ خمسينيات القرن الماضي للأحزاب العلمانية كالبعث والشيوعي والسوري القومي الاجتماعي، والتي ساهمت في إعطاء المرأة دوراً أكبر في المجتمع وفي حصولها على مختلف الحقوق.
وتخلل أعمال هذه الفعالية تكريم عدة نساء كان لهن دور هام في المجتمع طوال الأعوام السبعة الماضية، منهن: السيدتان غادة الشداد وضياء الحموي وكل منهما أم لخمسة شهداء، والسيدات آمنة الشماط رئيس الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، ود. سحر الفاهوم معاون وزير التعليم العالي، ود. سحر عكاش معاون وزير العدل، شهيرة فلوح المدير العام للهيئة العامة لمدارس أبناء وبنات الشهداء، واللواء المهندس نبال بدر مديرة مكتب شؤون الشهداء، والدكتورة إنصاف حمد الأستاذة في جامعة دمشق، وجانسيت قازان عضو مجلس الشعب.
وعبّرت فلوح عن اعتزازها بصمود وصبر أمهات الشهداء اللواتي قدمن أولادهن فداء لعزة وكرامة الوطن، فيما لفتت قازان إلى أن المرأة السورية ساهمت في صمود سورية رغم المعاناة التي تعرضت لها، لافتة إلى أهمية الدور الذي تلعبه المرأة في غرس مفاهيم الوطنية والوجدان المجتمعي والوحدة بين أبناء الوطن، وأكدت الطبيب العميد هالة بلال أهمية التكريم للسيدات اللاتي قدمن التضحيات الجسام من أجل الوطن وعزته وكرامته، مشيرة إلى أن المرأة السورية تميّزت على مر التاريخ بدور فاعل في المجتمع.
كما تضمنت الفعالية فيلماً قصيراً عن إنجازات المرأة السورية وتضحياتها ودورها في بناء مجتمعها وفقرة فنية من التراث الشعبي قدمتها فرقة غاردينيا.