الناتو يخطط لإجراء مناورات قرب الحدود الروسية.. موسكو: دفاعاتنا قادرة على التصدي لكل وسائل الهجوم الجوي
أعلن رئيس فيلق مشاة البحرية الأمريكية الجنرال روبرت نيلير أن بلدان حلف الناتو تخطط لإجراء مناورات عسكرية واسعة النطاق قرب الحدود الروسية، وقال: “إن المناورات ستبدأ في تشرين الأول المقبل قرب سواحل النرويج وسيشارك فيها نحو 45 ألف شخص وعشرات السفن والطائرات والمركبات البرمائية”.
وتم نشر وحدات من الجيش الأمريكي في النرويج، وهو أول نشر لقوات أجنبية في هذا البلد منذ الحرب العالمية الثانية، ويتدرب أفراد مشاة البحرية هناك على خوض معارك في ظروف جوية صعبة.
وكانت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي اتخذت قراراً حول توسيع نشاطها العسكري في أوروبا بعد انضمام القرم إلى روسيا عام 2014، فيما حذّرت روسيا مراراً دول حلف الناتو من اتخاذ خطوات عدائية ضدها، لافتة إلى أن نشر منظومة الدرع الصاروخي الأمريكية في أوروبا الشرقية يشكل تهديداً استراتيجياً لأمنها.
من جهته، أكد قائد القوات البرية الروسية الجنرال أوليغ ساليوكوف أن أنظمة الدفاع الجوي التي تمتلكها قواته قادرة على التصدي لكل وسائل الهجوم الجوي في كل الدول، وقال في مقابلة مع صحيفة القوات المسلحة الروسية “كراسنايا زفيزدا”: “إن أسلحتنا الحديثة للدفاع الجوي الموضوعة في الخدمة ضمن القوات البرية ذات نوعية أعلى بكثير من سابقاتها ولا يوجد مثيل لها في العالم ويدل على ذلك قدرتها التنافسية العالية في سوق السلاح العالمي، مبيناً أن أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات والمجمعات في ترسانة القوات المسلحة الروسية قادرة على محاربة جميع وسائل الهجمات الجوية الحالية.
ولفت الجنرال الروسي إلى أن قوات الدفاع الجوي التابعة للقوات البرية تلقّت دفعة جديدة لتعزيز قدراتها، موضحاً أنه تم تشكيل مجمع صواريخ مضادة للطائرات جديد مجهز بنظام الصواريخ من طراز “اس300 في 4” التي تعتبر الأكثر والأطول مدى في فئتها من الأسلحة القادرة على تدمير الأهداف البالستية على مدى جوي بعيد كما يعاد تجهيز مجمع “بوك إم 2” بأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز “بوك إم 3” ومنظومات “تور إم 2″، إضافة إلى منظومات الدفاع الجوي المحمولة من طراز “فيربا”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في رسالته السنوية إلى الجمعية الفيدرالية الروسية، الخميس الماضي، أن الجيش الروسي بدأ يتسلح منذ العام الماضي بأحدث أنواع أسلحة الليزر، مشدّداً على أن روسيا لا تهدد أحداً بأسلحتها وإنما تقتنيها لتحمي بها مصالحها وستواصل تطوير قدراتها الدفاعية التي ستشكل ضماناً للسلام في العالم.
سياسياً، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التدخلات الأمريكية في الشؤون الداخلية للعشرات من الدول الأخرى نهج إمبريالي جديد لا يمكن لروسيا المشاركة فيه أبداً، وقا، في مؤتمر صحفي عقب محادثات أجراها، أمس، مع رئيس زيمبابوي إيمرسون منانغاغوا: “نحن في روسيا لا يمكن أن نتدخل أبداً في شؤون أحد ومع ذلك نسمع يومياً ادّعاءات بعكس ذلك تصدر عن واشنطن وبعض العواصم الغربية الأخرى رغم أن أحداً منهم لم يستطع إعطاء دليل واحد على هذه المزاعم”.
وأضاف لافروف: “إن صحيفة نيويورك تايمز نشرت مؤخراً مادة ضخمة تصف فيها عقوداً من تاريخ التدخلات الأمريكية في الانتخابات وبشكل عام في الشؤون الداخلية لعشرات الدول، وعندما بدأت مناقشة هذا الموضوع في وسائل الإعلام الأمريكية سمعت تصريحات مثيرة للدهشة فالأمريكيون يقرون بهذه الممارسات ويبررون ذلك بالقول: إن ذلك لمنفعة شعوب هذه الدول ولجلب الحرية والديمقراطية لهم”، وأعرب عن رفض روسيا القاطع لهذه الفلسفة واعتبارها النهج الأمريكي هذا نوعاً من الإمبريالية الجديدة.
وتابع وزير الخارجية الروسي: “إن شعب زيمبابوي مثل شعب أي دولة أخرى يجب أن يقرر مصيره بنفسه وأنا مقتنع بأنه سيعبر عن رأيه بحرية في الانتخابات العامة القادمة في زيمبابوي المقرر إجراؤها في تموز المقبل”.
وفي موضوع آخر، أكد لافروف أن نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون اقترح بنفسه عقد لقاء بين الجانبين في الوقت والمكان المناسبين، نافياً مزاعم وزارة الخارجية الأمريكية حول عدم مناقشة إمكانية عقد هذا اللقاء في أثيوبيا.
وقال لافروف: “ما كنت أريد التحدث حول هذا الموضوع إلا أنني علمت أن الأمريكيين أعلنوا أنه لم يجرِ بحث إمكانية عقد لقاء بيني وبين تيلرسون في أديس أبابا، وبما أنهم قاموا بذلك أود التأكيد بأن ذلك غير صحيح”.
وأشار لافروف إلى أن تيلرسون اقترح بنفسه إيجاد المكان والزمان المناسبين بعد تعذر عقد لقاء في نيويورك على هامش اجتماع مجلس الأمن الدولي، وقال: “تيلرسون لم يتمكن من الوصول إلى هناك ولدى عودتي إلى موسكو بعد ثلاثة أيام اتصل بي قائلاً: إنه يجب أن نتحرك ونجد وقتاً ومكاناً يناسبنا واتفقنا على أنه في حال تواجدنا في مكان ما في ذات الوقت سنحاول عقد لقاء وعندما اتضح أننا نحن الاثنان سنكون في أديس أبابا قمنا بتوجيه مقترح إلى واشنطن بهذا الشأن وأجاب الأمريكيون أنهم سيبحثون المسألة”.
وزعمت وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق، أنه لا يوجد حتى الآن على جدول أعمال تيلرسون موعد لعقد اجتماع مع نظيره الروسي لافروف، مشيرةً إلى أن جدول أعماله قد يتغير.
يشار إلى أن وزيري الخارجية الروسي والأمريكي يقومان حالياً بجولة أفريقية، حيث سيزور لافروف كلاً من أنغولا وناميبيا وموزمبيق وزيمبابوي وإثيوبيا التي سيصل إليها في التاسع من آذار الجاري.