الكلمـــــات المتقاطعـــــة
مربعات صغيرة تتراوح ما بين الأبيض والأسود، تتراص بجانب بعضها البعض مكونة مربعاً كبيراً، يمثل هذا المربع لغز الكلمات المتقاطعة الذي يميّز بعض الصفحات في الجرائد والمجلات، هذه اللعبة الشهيرة التي من أجلها أحياناً كانت تُشترى الصحيفة ليس فقط للتصفح اليومي بل لمحاولة حلّ ذلك اللغز، قصة هذه اللعبة جاءت عندما طلب رئيس تحرير جريدة (نيويورك وورلد) من آرثر أوين -المحرر الذي يعمل في الصحيفة- اختراع أحجية جديدة لإمتاع قراء الصحيفة، عصر آرثر ذهنه في التفكير وعادت به الذاكرة إلى أيام الطفولة عندما كان يلعب لعبة باستخدام الحروف، فأمسك بقلم وأخذ يكتب مجموعة من الكلمات المبعثرة من دون عناية بترتيبها، من ثم راح يكتب كلمة واحدة ويختار الحرف الذي تنتهي به ليكتب كلمة أخرى تبدأ بهذا الحرف، وسرعان ما وجد قصاصة الورق أمامه تتزاحم بالكلمات بعضها مكتوب بشكل أفقي والآخر رأسي وكل كلمة تتصل بأخرى من خلال حرف مشترك معها، فكّر أوين بهذه الكلمات وأوضاعها ورأى أنها قد تشكل مادة مسلية أو لعبة جديدة تكّون الكلمات، وكتب حلاً يتضمن معاني تلك الكلمات بحيث يكون المطلوب من القراء تخمين ماهية الكلمات الناقصة استناداً إلى معانيها وعدد الفراغات المساوية لعدد الحروف الناقصة، يسهل ذلك على القارئ تقاطع الكلمات مع بعضها البعض وتوفر بعض حروفها، وأطلق أوين على هذه الأحجية “لعبة الكلمات المتقاطعة”. ظهرت أولى هذه الأحاجي في عدد 21 كانون الأول عام 1913 في جريدة (نيويورك وورلد) وأحبّ القراء هذه اللعبة المسلية والمفيدة منذ بدايتها، وبسرعة تبنتها عشرات الصحف الأميركية لتنتشر بعد ذلك في معظم الصحف والمجلات في العالم. وفي عام 1924 طبع أول كتاب يحتوي على مجموعة كبيرة من أحاجي الكلمات المتقاطعة، وقد أهدي مع كل كتاب قلم مجاني للدعاية التسويقية فكان أكثر الكتب مبيعاً في العالم آنذاك.