تظاهرة بلا إعلام
في إطار التعاون ما بين الإتحاد الوطني لطلبة سورية والمؤسسة العامة للسينما، “أطلق النادي السينمائي الطلابي- فرع جامعة دمشق، تظاهرة سينمائية بعنوان “السينما السورية في زمن الحرب”، وكان مقرراً أن تقام في ختام التظاهرة ندوة بنفس العنوان حدد موعدها في الثانية عشرة ظهراً يشارك فيها نخبة من المهتمين بالشأن السينمائي السوري”.
وكان النادي قد أعرب من خلال إعلانه عن التظاهرة عن أمله بدعم جيل الشباب الجامعي وخلق مساحة سينمائية تغني هذا الفن في نفوسهم وتعزز مكانة الصورة في عالمهم، وقد حضر الإعلاميون من أغلب المؤسسات الإعلامية الوطنية إضافة إلى عدد من المشاركين في الندوة، لنبلغ فيما بعد بأن الندوة قد تأجلت إلى الساعة الواحدة، والأمر لم يكن جللاً عظيماً إذ تعودنا على التأخير في أغلب الفعاليات التي تقام، وفي أثناء انتظارنا حاولنا القيام بعملنا لاختصار الوقت واستغلاله بشكل صحيح فحاولنا أخذ بعض التصريحات من المحاضرين حول أعمالهم والدردشة قليلاً معهم والاستفادة من حضورهم، وإذ نفاجأ بأحدهم قد بدأ بالاعتراض علينا وإيقاف عملنا دون إبداء سبب وجيه لمنعنا، وكان دافعه بأنه من منظمي الفعالية ويجب أخذ الإذن منه للقيام بعملنا، مع العلم بأننا عندما دخلنا لم يستقبلنا أحد ولم يكن يملك الشاب والفتاة التي معه أي نوع من التعريف غير أصواتهما التي تعالت علينا من غير وجه حق، وعندما حاولنا توضيح الأمور وتهدئة الوضع وحاول أحد الزملاء الصحفيين التهديد بالخروج أتاه الرد من الشاب “إذا بدك امشي”، وأمسك أحد المحاضرين بيد الصحفي في محاولة لتهدئته لكن هيئة التنظيم تعنتت في موقفها إلى أن اضطر الأديب “حسن م يوسف” للتدخل فما كان من الشاب إلا أن سأله باستهزاء “مين أنت” فأجابه أنا “حسن م يوسف” فرد الشاب عليه “أنا لا أعرف من تكون” ليرد عليه الأستاذ يوسف بأنه أحد المحاضرين في الندوة واحتدم الجدال وحاول العديد تهدئة الموقف، إلا أن الهيئة المنظمة التي لم تتعرف إلى مدعويها لم تحترمهم ولم تكن على القدر من التنظيم الذي تدعيه، وبقيت مصرة على موقفها.
يبدو أن عدداً من دروس اللباقة والثقافة قد فاتت منظمي التظاهرة، فهم لم يحترموا الأشخاص الذين أتوا إلى هذه الفعالية والتي كانت بمثابة خطوة جديدة للتقرب من الجيل الشاب، وعلى ما يبدو أن هذا الشاب قد قاده حماسه إلى أماكن خاطئة فهو لم يقدر فارق العمر الذي يفرض احترامه بغض النظر عن مرتكب الخطأ، وقاده أيضاً إلى الجهل بأحد من أعلام بلدنا، وحتى عندما علم تمسك بجهله إلى درجة يمكن وصفها بالوقاحة وأدت بأغلب الموجودين إلى ترك الندوة التي تمدد تأجيلها أيضاً دون إخبار أحد إلى نصف ساعة أخرى.
الحقيقة لا أعرف إذا أقيمت الندوة فيما بعد أم لا، فالجدل الذي أخذ من الوقت والجهد الكثير وتكشف عن الاستهتار الذي يعاني منه البعض، أدى إلى مغادرتنا دون معرفة شيء، وما أعرفه أن جهوداً كثيرة لإنجاح هذا العمل ذهبت سدى بسبب “ارتجال” بعض المنظمين الذي أدى إلى التقليل من قيمة هذه التظاهرة، ونأمل في المرات القادمة أن يتم اختيار أشخاص على قدر من المسؤولية والمعرفة بحيثيات أي نشاط يقام ليأخذ حقه من الاهتمام والحضور الفعال.
علا أحمد