بعد الصافرة.. تخبط وعشوائية تحت قبة الفيحاء
على الرغم من محاولات تجميل ما يجري من مشكلات عديدة في أروقة اتحاد الكرة، إلا أن الوضع في تفاقم، والخلافات على أشدها، خاصة بعد قيام رئيس الاتحاد بتوقيع اتفاقية مع نظيره القطري على هامش اجتماعات اتحاد غرب آسيا.
ويرى الكثيرون أن ما قام به رئيس الاتحاد في ظل الظروف الراهنة التي أثرت على كرة القدم بشكل خاص، وعلى الرياضة بشكل عام، لم يراع مشاعر السوريين وأبنائهم الذين تأثروا من جراء التآمر القطري الذي كان السبب المباشر في العدوان الإرهابي على سورية وشعبها.
وإذا كان رئيس الاتحاد قد نسي أو تناسى ما عانته سورية وشعبها من التدخل القطري السافر بشؤوننا الداخلية، فإن الشعب السوري لم ولن ينسى ذلك على الإطلاق، حتى ولو كان الأمر عن طريق الرياضة التي لا تنفصل عن السياسة أبداً.
ويبدو أيضاً أن هناك شرخاً كبيراً بين اتحاد الكرة ممثّلاً برئيسه، والمكتب التنفيذي، والجميع كان يدرك أن شهر العسل ما بين الاتحاد والمكتب قد انتهى منذ زمن بسبب تضارب المصالح بين الطرفين، والكل يتذكر الخلافات التي ظهرت على الملأ، وها هي تعود مجدداً اليوم، لاسيما بعد أن أصدر المكتب التنفيذي أمس الأول قراراً نأى بنفسه عما ما قام به رئيس الاتحاد، وبالتالي ما حصل من قبل رئيس اتحاد الكرة مخالف للأنظمة والقوانين لأن الاتفاقية يجب أن تعرض أولاً على القيادة الرياضية، واللجنة الأولمبية لمناقشة بنودها المالية والإدارية وفق الأصول، ومن ثم اتخاذ الموافقة ثانياً، وهذا ما لم يحصل، وبذلك يكون رئيس اتحاد الكرة قد خالف الأنظمة والقوانين المرعية في الاتحاد الرياضي العام، وفي هذه الحال ستطبق بحقه الأنظمة والقوانين المنصوص عليها حسب النظام الداخلي عند عودته.
وإذا أخذنا بحسن النوايا، ومن باب جلب المنافع، فإننا نسأل: ماذا ستقدم كرة القدم القطرية لكرتنا؟!.. الكل يعلم أن كرتنا، ورغم الجراح الحالية، أفضل من نظيرتها القطرية، وتتقدم عليها في التصنيف الدولي بعدة مراكز، والنتائج الأخيرة بالتصفيات المونديالية أكبر دليل على ذلك؟!.
بعض المهتمين غمز إلى أمر مفاده أن رئيس اتحاد الكرة ربما أراد منح قطر صوت سورية بانتخابات غرب آسيا المقبلة، وربما مستقبلاً بآسيا؟!.
أخيراً، إن ما يحدث في كرة القدم الآن هو نتيجة طبيعية لتراكمات سابقة، وأكثر من مرة تحدثنا عن النقص الحاصل في صفوف الاتحاد بسبب تغيّب نصف الأعضاء عن الحضور والتفاعل، فهذا الاتحاد، وبالدليل القاطع، لا يملك العقلية الإدارية، ولا الإدارة الفنية الناجحة، وعليه أن يعترف بأخطائه، ويحاول أن ينقذ إن بقي هناك شيء لانقاذه؟!.
عماد درويش