مسرح الصيدليات الزراعية بلا تدقيق بالجودة والصلاحية.. مبيــدات محليــة ومهربــة غيــر فعالــة ومنتهيــة الصلاحيــة والفــلاح هــو الخاســر الأكبــر
حماة – محمد فرحة
لعل أفضل تعبير عن سوء وتدني فعالية المبيدات الزراعية والحشرية ما قاله أحد المزارعين: خسارة فوق خسارة.. إذ لم تحقق المبيدات الغاية والهدف منها، مطالباً بالتدقيق بجودة وصلاحية المبيدات الزراعية المحلية منها والمهربة التي تملأ الصيدليات الزراعية من دون حسيب أو رقيب، ليردف قائلاً: كما تورطنا بزراعة بذار شوندر متدني نسبة الإنبات في الشهر العاشر من العام المنصرم، حري بأهل الخبرة التركيز على المبيدات لما لهذه القضية من أهمية.
ليطالب عدد من مزارعي التفاح في ريف مصياف بأن تشرف الجهات المعنية في مديريات الزراعة وغيرها على عمل الصيدليات الزراعية وباعة المبيدات لجهة ضبط جودتها والتأكد من عدم فعالة المادة فيها، فكثيراً ما شكلت لنا خسائر مادية واقتصادية لجهة ضياع المحصول، مشيراً إلى أن أغلب مزارعي التفاح والمحاصيل الأخرى يتكبدون سنوياً خسائر مادية كبيرة من جراء استعمال هذه المبيدات في الوقت الذي ندفع ثمنها غالياً في كثير من الأحيان وخاصة المحلية، وغالباً ما تكون منتهية الصلاحية وتوضع فوقها لصاقات جديدة تشير إلى صلاحيتها، لنفاجأ بعد حين بعدم جدواها وكأننا لم نكافح الحشرات أو الأعشاب الضارة غير المستحبة، وبالتالي تفوتنا الفرصة المناسبة والمواتية لعملية المكافحة للقضاء على الحشرات أو الأعشاب الضارة أيضاً .
في حين قال مزارعو القمح إن أكثر من خمسين بالمئة من المبيدات التي تستعمل لمكافحة الأعشاب الضارة من بين محصولي القمح والشعير تأتي من شركات ربما لا تكون مرخصة، وإن كانت مرخصة فأدويتها غير فعاله ما يشي بأنها دخلت تهريباً معبأة في براميل، ثم يصار إلى تعبئتها في عبوات أخرى براقة تغري المزارع بشرائها. إلا أن اللافت في هذه الأدوية وفقاً لما قاله المزارعون الذين التقيناهم في زراعة حماة أن سعرها المنخفض قياساً مع الأدوية الأخرى يدفع العديد من المزارعين لاستخدامها، ولاسيما أن الأدوية الجيدة غير موجودة في كثير من الأحيان، أو لا تفي بالغرض والحاجة المطلوبة تلك التي تنتجها الشركات التي تخضع لمراقبة وإشراف وزارة الزراعة.
إلى ذلك يشير مهتمون أن المبيدات العشبية التي يستخدمونها لمكافحة الأعشاب الضارة لم تعطِ ثمارها بشكل جيد، وهذا ما دفع هيئة تطوير الغاب إلى مخاطبة وزارة الزراعة مديرية الوقاية بهذا الخصوص.
وينقل عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة بحماة المهندس رفيق عاقل: أنه يجري الآن العمل على التحضير لمكافحة سونة القمح المتواجدة الآن في العديد من الأماكن وهي تتهيأ للانقضاض على محصول القمح حال بدء تشكل السنابل، مشيراً إلى أن الوزارة أعدت لهذه الحشرة العدة اللازمة، فدعت مديري الزراعة في عدة محافظات لاجتماع عقد بحماة الأسبوع الفائت لاتخاذ التدابير اللازمة، وأن وزارة الزراعة جاهزة لتقديم المبيدات المطلوبة لمكافحة السونة كي لا تضرب محصول القمح وتلحق به خسائر اقتصادية. ليبقى السؤال المهم مؤداه : هل يسلم محصول القمح هذا العام من حشرة السونة؟ وهل تدقق وزارة الزراعة من خلال مديريات الوقاية في المحافظات بما هو مطروح في الأسواق من مبيدات حرصاً وحفاظاً على سلامة المحاصيل وعلى عدم إلحاق الخسائر بالمزارعين؟