هل باتت نهاية الديزل وشيكة؟
يوجّه قرار القضاء الألماني بفتح المجال أمام حظر سير المركبات القديمة العاملة بالديزل في المدن ضربة قاسية إن لم تكن قاضية لهذا القطاع الذي يتكبد خسائر منذ سنوات، وتتباين الآراء في شأنه ولا سيما تلك التي تتوقع نهاية الديزل. ويبين الخبير في معهد اقتصاد قطاع السيارات (إيفا) في ألمانيا فيلي دييز أن المشترين باتوا في حيرة من أمرهم؛ لأن أحداً لا يدري ماذا سيحل في القطاع، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيؤثر في السوق الأوروبية عموماً والألمانية خصوصاً، وهي أكبر أسواق القارة. وأوضح الخبير أن صانعي السيارات سيتوقفون عن استثمار مبالغ طائلة في هذه التقنية لدرجة أن الديزل قد يندثر من السوق خلال الأعوام العشرة المقبلة.
كثيرة هي الانتقادات التي تطال المركبات العاملة بالديزل بسبب انبعاثات الجزيئات الدقيقة، وأكسيد النيتروجين الصادرة عنها. ففي فرنسا قررت بلدية باريس حظر سير مركبات الديزل التي تعود لما قبل عام 2005 بدءاً من النصف الأول من 2019 تمهيداً لحظر تام لهذا النوع من السيارات في عام 2024. وقد أعلنت رئيسة بلدية روما عن حظر سير هذه المركبات في وسط العاصمة الإيطاليةبدءاً من 2024. وفي نظر الخبراء لا يغير الحظر المرتقب اعتماده في ألمانيا الذي لا يطال سوى مركبات قديمة عاملة بالديزل لا تمتثل للمعايير الحالية شيئاً في توجهات مشتري السيارات الجديدة، ولا يستبعد أن تتراجع حصة مركبات الديزل في السوق إلى ما دون 25%، وينعكس هذا التراجع إيجاباً على المركبات الكهربائية. ويلقى تراجع رواج الديزل بظلاله على القارة الأوروبية برمتها التي تمثّل ثلثي المبيعات العالمية لهذا النوع من السيارات.