8آذار + 8آذار متى سنبدأ بالتحرر المجتمعي لأمهاتنا وأخواتنا وبناتنا؟؟
د. مهدي دخل الله
الثامن من آذار مناسبتان: عيد الثورة وعيد المرأة..
هل يمكن جمع الاثنتين في واحد؟..
من المفروض أن الأولى تشير إلى بداية عملية تحول لتغيير المجتمع والاقتصاد والسياسة والثقافة نحو الأفضل. ولاشك في أنه حصلت تطورات جمة، نوعية وبنيوية، في المجتمع السوري بعد خمسة وخمسين عاماً من بداية الثورة..
هي ليست ثورة.. هي بداية ثورة. لأن الثورة عملية مستمرة تتموضع عبر مراحل التطور ولاتنتهي حتى الوصول إلى المدينة الفاضلة.. أي لا تنتهي أبداً..
هذه ليست تروتسكية( فلسفة الثورة الدائمة) وإنما هي محاولة وصف واقع حقيقي. فلو أن الثورة تمّت يوم الثامن من آذار عام (63) لما كان هناك حاجة الى حركة شباط (66)، ومن ثم حركة التصحيح (70)، والتطوير (2000)، والتحول الدستوري النوعي (2012)..
أمور كثيراً تغيرت اليوم عن عام (63).. المهم أن تكون التغييرات في الجوهر لا أن تقتصر على الظاهر..لأن أصول الأشياء في جواهرها وليست في ظواهرها..
لنبحث كم مستنداً للجوهر في الواقع السوري.. مستندات كثيرة بالتأكيد. وضع المرأة واحد من أهمها.. هل تغير هذا الوضع بما يتناسب مع مستندات أخرى تتعلق ببنى الاقتصاد والتعليم والسياسة؟..
أعتقد أن التغيير الحقيقي لوضع المرأة كان الأضعف!!..
أين المشكلة؟.. هي في التركيز على الوضع القانوني للمرأة الذي حقق تغيرات مهمة لكن دون النظر إلى ثقافة المجتمع تجاه المرأة, وهي الثقافة التي مازالت قابعة في حظيرة الماضي المتلبس بالثقافة العثمانية ( ثقافة الحرملك والسلملك).. التحرر القانوني يتعلق “بالمواطن”، أما التحرر المجتمعي فيتعلق بالإنسان، وهذا الأخير هو الأهم.
حتى فيما يخص الوضع القانوني للمرأة، هناك – للأسف – دول عربية سبقتنا في تشريعات المساواة في الميراث والأحوال الشخصية، كتونس وغيرها..
إن أهم أسلوب لتغيير الثقافة العثمانوية هو إنهاء (الحرملك والسلملك) في قطاع التربية، أي في المدارس الابتدائية والثانوية. للأسف في الثمانينيات كان الوضع أفضل من اليوم ناهيك عن إلغاء مادة الفتوة التي كانت تدفع الفتاة كي تشعر بأنها ليست أقل من زميلها الشاب..
نتحدث عن التغيير باستمرار لكننا قليلاً ما نتحدث عن فك القيود الرجعية عن معصمي المرأة. من حيث المدى الطويل هو مطلب ذكوري في جوهره وهدفه تحرير الرجل تحريراً حقيقياً، لأنه لايمكن لرجل أن يكون حراً إن لم تكن التي وضعته وربته حرة..
ثورة آذار مع «تصحيحها» ومع «تطويرها وتحديثها» مازالت تحبو في مجال الحرية المجتمعية للمرأة.. ولا شك في أن مجال التربية والمدارس، ناهيك عن الأسرة، هو الأساس.
mahdidakhlala@gmail.com