استثمار الطاقة الشمسية في الصناعة لم يعد مستحيلاً.. واستخدام السخان الشمسي يوفر أكثر من 50 ألف ليرة سنوياً
دمشق – محمد عمران
ربما لا نأتي بجديد لدى الحديث عن غنى سورية بالطاقة الشمسية، لكن من اللافت حقيقة الحديث عن إمكانية استثمار هذه الطاقة في المجال الصناعي، وبالتالي تحقيق وفر بتكاليف حوامل الطاقة الأحفورية أو التقليدية، وقد تمخض هذا المعطى عن الندوة الأسبوعية لغرفة تجارة دمشق، إذ أكد عدد من خبراء الطاقة البديلة الذين استضافتهم الغرفة بالأمس إمكانية عمل العديد من المنشآت الصناعية على الطاقة الشمسية، بدليل أن أحد الصناعيين في الصين استرد تكلفة الاستفادة من الطاقة الشمسية خلال سنة واحدة، واستفاد منها مدة 25 سنة.
وأجمع كل من الدكتور المهندس محمد صادق الجوهري، والمهندس غسان بيطار، والمهندس علاء الهيب المشاركين في الندوة التي حملت عنوان “الأهمية الاقتصادية للطاقة الشمسية”، على الجدوى الاقتصادية للطاقة الشمسية وتحديداً لجهة ما تحققه من وفر على الدولة والمواطن في آن معاً، فاستخدام السخان الشمسي -على سبيل المثال- في منزل واحد يوفر نحو 35 كيلو واط ساعي، ومع أن ثمنه لا يتجاوز 280 ألف ليرة، فإن استدامته لا تقل عن 25 عاماً، إذ يستعيد المستفيد ما دفعه خلال فترة ما يقارب خمس سنوات، ليحصل على الطاقة مجاناً، حيث يوفر من 30 إلى 54 ألف ليرة قيمة كهرباء خلال عام كامل، و70 إلى 80 ألف ليرة ثمن مازوت، ويوفر على الدولة ما تخسره بشريحة دعم الكهرباء، حيث تبيع الشريحة بـ 29 ليرة وتكلفتها 70 إلى 80 ليرة.
وكشف المحاضرون أن مناخ سورية وجغرافيتها يضعها في مقدمة الدول للاستفادة من الطاقة الشمسية، حيث حصلت على درجة 7.5 من أصل 9 في المقياس العالمي، وهو رقم جيد جداً، أي بمعدل (1000- 1100) واط ساعي في المتر المربع، كما تتميز سورية بإشعاع شمسي 330 يوماً في السنة، ورغم ذلك فهناك دول تحصل على 100 يوم إشعاع شمسي وتستفيد من الطاقة الشمسية أكثر منا. لافتين إلى أن تكلفة الكيلو واط الساعي وصلت الى 4 سنت، وبالتالي فإن الطاقة الشمسية تحمي من تقلبات الأسعار، وتوفر فرص عمل جديدة، مع الإشارة إلى أن هذه التقنية بسيطة وتناسب الدول النامية.
وأشار المحاضرون إلى أنه رغم هذه الظروف الطبيعية المساعدة للاستفادة من الطاقة الشمسية فإنها لم تأخذ الاهتمام المطلوب في بلدنا للاستفادة منها، وهي بحاجة بالدرجة الأولى لتعميمها كثقافة مجتمعية تبرز أهميتها بيئياً واقتصادياً وصحياً، وبحاجة أيضاً للدعم من القطاعين العام والخاص خاصة إذا ما علمنا أن اللد الذي يعمل على الطاقة الشمسية غير مضر لصحة الإنسان على عكس المصابيح الكهربائية. منوهين إلى أن مخرجات الطاقة الشمسية تنقسم قسمين؛ حراري يشمل (التدفئة، تسخين أحواض السباحة، تحلية الملح)، وكهربائي (التحويل الكهرو ضوئي والحراري).
وأشار عضو غرفة تجارة دمشق منار الحلاق إلى أننا في سورية بدأنا بعض الخطوات للاستفادة من الطاقة الشمسية، لكنها بحاجة للتطوير خاصة أن بلدنا يتمتع بكمون هائل من الإشعاع الشمسي.