طهران تدعو إدارة ترامب للتوقّف عن سياساتها الطائشة موسكو: واشنطن تحضّر لاستفزاز كيماوي للاعتداء على سورية
واصل حلفاء سورية تحذير واشنطن من عواقب توجيه ضربة عسكرية لسورية بذريعة استخدام الأسلحة الكيميائية، ففيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التحضير لاستفزاز كيميائي في الغوطة هدفه تمهيد الولايات المتحدة للاعتداء على سورية، مشيراً إلى أن وجود القوات الأمريكية في منطقة شرق الفرات يهدد وحدة الأراضي السورية، واعتبر مندوب روسيا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الكسندر شولغين التهديدات الأميركية أمر غير مقبول ويشكل اعتداء على دولة ذات سيادة، أكد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن التهديدات الأمريكية المباشرة لسورية لا تخدم الأمن والاستقرار فيها، مشدداً على عدم شرعية أي وجود لقوات أجنبية على أراضيها دون طلب من الحكومة السورية.
وفي التفاصيل، أوضح لافروف خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو في موسكو، أمس، أن بعض المسؤولين في الولايات المتحدة يحاولون جعل الوجود الأمريكي في سورية لفترة طويلة بما يهدد وحدة أراضيها ويستخدمون لتحقيق ذلك أساليب مختلفة بما فيها التحضير لعملية استفزازية باستخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة، مبيناً أنه تم إبلاغ المجتمع الدولي عبر وزارتي الدفاع والخارجية بذلك، وأضاف: إن الولايات المتحدة تهدف من ذلك إلى لفت أنظار المجتمع الدولي إلى معاناة المدنيين لتبرير استخدامها للقوة بما في ذلك في العاصمة دمشق، لافتاً إلى أن روسيا حذرت الولايات المتحدة عبر كل القنوات من تداعيات اعتدائها على سورية، ومعبراً عن أمل بلاده بألا تنفذ واشنطن مخططاتها غير المسؤولة.
وقال لافروف: إن الولايات المتحدة تعهدت بأنها لن تسعى لنسف وحدة الأراضي السورية وهذا ما سمعناه أكثر من مرة لكن ما يجري حالياً يتنافى مع ما نسمعه وهذا سيخرق كل المواثيق والقوانين والقرارات الدولية، ومنها القرار 2254.
إلى ذلك قال مندوب روسيا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الكسندر شولغين، في كلمة له خلال الدورة الـ 87 للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية نشرت على موقع الخارجية الروسية رداً على تهديدات أطلقتها مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي بهذا الشأن، ننظر إلى التهديدات الموجهة إلى سورية باستخدام القوة ضدها على أنها دعوة للاعتداء ضد دولة ذات سيادة في انتهاك لجميع قواعد القانون الدولي، ونعتبر هذا الأمر غير مقبول تماماً، وقال: إن العثور على مادة الكلور في المناطق التي حررها الجيش العربي السوري تثبت أن الإرهابيين يمتلكون مواد وعناصر سامة، مشيراً إلى وجود أدلة على استخدام المجموعات الإرهابية في سورية بشكل متكرر المواد السامة لأهداف استفزازية ولإلقاء المسؤولية عن استخدام الأسلحة الكيميائية على الحكومة السورية.
وكان السفير بسام صباغ المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية لدى الأمم المتحدة في فيينا أكد خلال كلمته أمام الدورة أول أمس أن التنظيمات الإرهابية ستلجأ إلى استخدام المواد الكيميائية السامة ضد المدنيين السوريين لفبركة اتهام ضد الحكومة السورية وذلك بغية إيجاد المبررات والذرائع للولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تشغل تلك التنظيمات الإرهابية من أجل شن عدوان جديد على الأراضي السورية.
وفي طهران قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي نأمل أن تتجنب أمريكا القرارات الطائشة فتصرفاتها هذه لا تخدم الأمن والاستقرار في سورية، مشيراً إلى أن السياسات العدائية الأمريكية تجاه دول المنطقة ليست قضية جديدة.
وحول وجود المستشارين الإيرانيين في سورية أوضح قاسمي أن هذا الوجود جاء بطلب من الحكومة السورية لمكافحة الإرهاب، معرباً عن أمله بإيجاد حل للأزمة في سورية عبر الحوار.
في الأثناء دعا نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي خافيير كوسو الاتحاد الأوروبي إلى وقف الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية، مشيراً إلى أن حل الأزمة فيها مبني على أساس الحوار بين جميع الأطراف باستثناء التنظيمات الإرهابية.
وأشار البرلماني الأوروبي في تصريح له أمس إلى جرائم الإرهابيين في الغوطة وقيامهم بقصف دمشق بقذائف الهاون واستخدام السكان والأهالي كرهائن ومنع فتح الممرات الإنسانية واستخدامهم الأسلحة الكيميائية وإقدامهم على خطف واحتجاز المواطنين السوريين ومن بينهم مئات النساء ضمن أقفاص، مبيناً أنه سافر إلى مدينة حلب قبل عام وأنه رأى في ذلك الوقت عودة سكانها وأهاليها، معبراً عن فرحته برؤية حلب تولد من جديد، لافتاً في هذا السياق إلى المواقف الهستيرية التي أطلقها بعض دول الاتحاد الأوروبي من الأحداث في مدينة حلب أثناء اندحار وهزيمة التنظيمات الإرهابية على يد الجيش العربي السوري. وأشار كوسو إلى إنه من المعيب أن يقوم بعض الموجودين في البرلمان الأوروبي بالعمل القذر لصالح الإرهابيين الذين يقتلون ويسفكون دماء السوريين والأوروبيين أيضاً.
وكان كوسو أكد عقب زيارته سورية في آذار من العام الماضي برفقة وفد من أعضاء البرلمان الأوروبي أهمية وضرورة خلق جسور تواصل بين الاتحاد الأوروبي والحكومة السورية الشرعية.
من جهة ثانية أعلن وزير الخارجية التشيكي مارتين ستروبنيتسكي عن موافقة بلاده على تنفيذ ستة مشاريع إنسانية في سورية بقيمة تصل إلى حوالي 29 مليون كورون أي ما يعادل 1.137 مليون يورو. وقال ستروبنيتسكي في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر إن التشيك تسعى للمساعدة في حل المشاكل والأزمات على الصعيد الدولي، مشدداً على أن هذا النوع من المساعدات الإنسانية أكثر فعالية.
من جهته أكد نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب التشيكي عن حزب القراصنة يان ليبافسكي أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لحل الأزمة في سورية، مشيراً إلى أن عدوان النظام التركي على منطقة عفرين يزيد من الضحايا المدنيين ويهجر آلاف الناس من منازلهم، داعياً وزارة الخارجية التشيكية ومنسقة الشؤون الخارجية في المفوضية الأوروبية إلى بذل الجهود القصوى للمساهمة في حل الأزمة في سورية.