16 شهيداً وعشرات الجرحى في العدوان التركي على عفرين
لليوم 54 على التوالي، كثّف النظام التركي، ومرتزقته من المجموعات الإرهابية، عدوانه على منطقة عفرين، عبر قصفه بمختلف أنواع الأسلحة المباني السكنية والمنشآت والأراضي الزراعية، وأفادت مصادر أهلية بأن قوات النظام التركي ومرتزقته قصفت عدداً من السيارات المدنية على طريق قرية بعدينا بناحية معبطلي ما تسبب باستشهاد 9 مدنيين على الأقل وإصابة آخرين بجروح واحتراق عدد من السيارات.
ولاحقاً أفاد مراسل سانا باستشهاد 7 مدنيين بينهم طفل وجرح 25 آخرين جراء قصف النظام التركي الأحياء السكنية في عفرين بسلسلة غارات وحشية، وقصف مدفعي، أدى أيضاً إلى وقوع أضرار مادية كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة والبنى التحتية.
وتسبب عدوان النظام التركي المتواصل منذ 54 يوماً على منطقة عفرين، وسط استمرار الصمت الدولي والمنظمات الإنسانية، باستشهاد وجرح أكثر من 1000 مدني وتدمير عشرات القرى والبلدات وتهجير آلاف المدنيين من قراهم وبلداتهم.
وردّت القوات الشعبية على اعتداءات استهدفت مواقعها، وأدّت إلى استشهاد 8 من أفرادها بمحيط عفرين، وقصفت مواقع لقوات أردوغان في مارع بريف حلب الشمالي.
وكانت مصادر أكدت سقوط 8 شهداء من القوات الشعبية في غارة تركية استهدفت معبراً للنازحين في كيمار قرب عفرين.
إلى ذلك عزّزت القوات المدافعة عن منطقة عفرين مواقعها في محاور جنديرس وبلبل والشيخ حديد، وأفادت مصادر بأن لا مؤشّرات ميدانية تدل على سيطرة قوات النظام التركي ومرتزقته في محيط عفرين، مضيفة: إن “وتيرة حركة النزوح من المدينة أقل من الأيام الماضية”.
يأتي ذلك بعد إعلان أردوغان أنه يأمل في الانتهاء من السيطرة على المدينة بالكامل بحلول اليوم “أمس” الأربعاء.
وفي وقتٍ أعلنت فيه قوات أردوغان أنها حاصرت عفرين، نفت القوات المدافعة عن عفرين ذلك، ووصفت تصريحات أردوغان عن أمله “بسقوط” عفرين بأنها “أحلام يقظة”.
وكان لافتاً تأكيد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن إمدادات المياه مقطوعة عن مدينة عفرين منذ أسبوع، مشيراً إلى فرار آلاف المدنيين من منازلهم من داخل منطقة عفرين باتجاه المناطق المجاورة.
الجدير بالذكر أن النظام التركي عمد إلى قطع المياه عن عفرين بعد سيطرة قواته والمجموعات الإرهابية التابعة له على سد ميدانكي المصدر الرئيسي لمياه الشرب في عفرين إضافة إلى تدمير العديد من محطات ضخ المياه إلى المدينة.
وفي سياق متصل، أكد أهالي بلدتي نبّل والزهراء أن ما قامت به الطائرات التركية من استهداف البلدتين يشكّل عدواناً على الشعب والدولة السورية، وقال الأهالي في بيان: إن “وحشية العدوان التركي على أهلنا بعفرين والاعتداءات على أهالي المنطقة غير مبررة وغير مقبولة”، مؤكدين أن “المدافعين عن قرى المنطقة بما فيها نبّل والزهراء وعن كل سورية لهم حق الرد على أي اعتداء”.
يذكر أن نبّل والزهراء هما إحدى نواحي منطقة إعزاز التابعة لمحافظة حلب، والتي تقع جغرافياً في الشمال الغربي من سورية.
وقالت مصادر أهلية في البلدتين: إن أكثر من 20 ألف مهجّر وصلوا إلى البلدتين في غضون الأيام القليلة الماضية حيث بادر الأهالي إلى استقبالهم وفتحوا العديد من المراكز لاستضافة العائلات الوافدة من عفرين، ويقوم العديد من الشباب بمتابعة حالة العائلات، وتوفير ما أمكن لها من الاحتياجات والخدمات.
ويشير رضوان إبراهيم من أهالي قرية المدللة التابعة لناحية بلبل إلى أن قريته دمرت بالكامل جراء العدوان بكل أنواع الأسلحة واستشهد عدد كبير أبنائها وما تزال جثامين بعضهم تحت الأنقاض إضافة إلى تهجير من بقي بعد أن بات البقاء في قريتهم مستحيلاً وكل هذا تحت سمع وبصر العالم أجمع وصمته الكامل وهو ما يدعو للاستغراب.
وبصوت مخنوق تغالبه الدموع تتساءل لمياء يوسف: “أين دول العالم والمنظمات الدولية مما يجري في عفرين ولماذا هذا السكوت عن السفّاح أردوغان وعصابته التي تعيث فساداً وقتلاً وتدميراً”؟!.
وتقع المدينتان في شمال محافظة حلب، وتبعدان عنها نحو 20 كم على الطريق العام الذي يربط مدينة حلب بمنطقتي إعزاز وعفرين، والذي سمي شارع “غازي عنتاب” وهو طريق دولي ذو اتجاهين.