تأمين خروج دفعة جديدة من المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية.. الجيش يسيطر على مزارع جسرين.. ويحبط هجوماً إرهابياً في ريف حماة
نفذت قواتنا العاملة في الغوطة الشرقية أمس سلسلة عمليات دقيقة تتناسب وطبيعة المنطقة أسفرت عن تحقيق تقدم على أطراف بلدة جسرين بعد سيطرتها الكاملة على المزارع المحيطة بالبلدة، فيما تصدت وحدات أخرى من الجيش لهجوم واسع شنته مجموعات إرهابية على نقاط عسكرية في ريف حماة الشمالي الغربي وكبدتهم خسائر بالأفراد والعتاد.
وبالتوازي مع عملياته لاجتثاث الإرهابيين من الغوطة يواصل الجيش تأمين ممر مخيم الوافدين حيث خرجت أمس دفعة جديدة من المدنيين المحاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية، وقام الجيش بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري باستقبالهم ونقلهم إلى مراكز الإقامة المؤقتة المجهزة بكل المستلزمات الأساسية في ريف دمشق.
وفي التفاصيل، وسّعت وحدات من الجيش العاملة في الغوطة الشرقية عملياتها باتجاه أوكار الإرهابيين في بلدة جسرين حيث قضت على آخر تجمعاتهم في المزارع المحيطة بالبلدة. وقامت وحدات الجيش بتمشيط مزارع جسرين وتطهيرها من مخلفات الإرهابيين وثبتت نقاطها داخل المزارع لجعلها منطلقاً جديداً نحو تطهير بلدة جسرين بشكل كامل من الإرهابيين.
وبين موفد سانا أن وحدات الجيش بدأت بتنفيذ عمليات دقيقة تتناسب وطبيعة المنطقة حيث حققت تقدماً ملحوظاً في الجهة الجنوبية والشرقية من بلدة جسرين التي تعد أحد المراكز الرئيسية لانتشار المجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم جبهة النصرة التي تحتجز المدنيين وتمنعهم من المغادرة عبر الممر الإنساني الذي تم افتتاحه يوم الخميس الماضي باتجاه بلدة المليحة حيث أطلقت النيران أكثر من مرة على عائلات تحاول الخروج ما تسبب باستشهاد عدد من المدنيين.
وفي ريف حماة اشتبكت وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة مع إرهابيين من تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التكفيرية التابعة له هاجموا بلدتي الحماميات وكرناز. وانتهت الاشتباكات بإفشال الهجوم والقضاء على عدد من الإرهابيين من بينهم الملقب “أبو عصرية” متزعم ما يسمى “لواء الخطاب” وحاتم محمد رعدون متزعم ما يسمى “جيش النصر” وحسن الطالب متزعم ما يسمى “جيش العزة”.
إلى ذلك نفذت وحدات الجيش ضربات مكثفة باتجاه المحاور التي انطلقت منها المجموعات الإرهابية موقعة في صفوفها قتلى ومصابين.
في الأثناء أمنت وحدات من الجيش خروج دفعة جديدة من المدنيين المحاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية عبر الممر الآمن المؤدي إلى مخيم الوافدين تمهيداً لنقلهم إلى مراكز الإقامة المؤقتة بريف دمشق.
وذكر مراسل سانا إلى المخيم أن عشرات المدنيين معظمهم من النساء والأطفال وصلوا ظهر أمس عبر الممر الأمن بعد تأمينهم من قبل وحدات الجيش العربي السوري، مبيناً أنه تم نقلهم عبر حافلات النقل العامة وسيارات الإسعاف إلى مراكز الإقامة المؤقتة الجاهزة لاستقبالهم بعد تزويدها وتجهيزها من قبل الحكومة بمستلزمات الإقامة والرعاية الصحية.
إلى ذلك أكد عدد من المواطنين الذين وصلوا إلى مركز الإقامة المؤقتة في الدوير بمنطقة عدرا بريف دمشق بعد تحريرهم من قبضة الإرهاب وخروجهم من الغوطة الشرقية عبر الممرات الإنسانية الآمنة أنه تم تأمين جميع احتياجاتهم ومستلزماتهم الأساسية من سكن وغذاء ودواء وكساء فور وصولهم إلى المركز، وأشاروا إلى المعاناة التي مروا بها خلال وجودهم في الأماكن التي يسيطر عليها الإرهابيون موضحين أنهم كانوا بمثابة أسرى لدى الإرهابيين الذين حاولوا مراراً منعهم من الخروج عبر الممرات التي فتحها الجيش العربي السوري.
محافظ ريف دمشق المهندس علاء إبراهيم تفقد أحوال المقيمين في المركز واطلع على ما يتم تقديمه لهم من خدمات واستمع إلى مطالبهم واحتياجاتهم ليصار إلى تأمين ما ينقصهم بالسرعة القصوى وخاصة ما يتعلق بالخدمات الصحية والمواد الغذائية، وأكد أن الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في القضاء على الإرهاب في الغوطة الشرقية ستؤمن لأبناء الغوطة العودة الآمنة إلى بيوتهم.
وكانت الجهات المعنية اتخذت جميع الترتيبات المطلوبة لاستقبال المواطنين المدنيين الخارجين من الغوطة الشرقية وتم تزويد المركز بنقطة طبية مجهزة بكل ما يلزم لدعم المقيمين طبياً ونفسياً. واستعد المركز لاستقبال عدد كبير خلال المرحلة القادمة ومن بينها تحضير نقطة طبية في المركز.
وقدم مدير صحة ريف دمشق الدكتور ياسين نعنوس لمحة عن الخدمات التي يقدمها المركز والتي كانت آخرها حملة لقاح ضد الشلل للأطفال في المركز ومن بينهم الذين غادروا الغوطة مؤخراً.
واطلع المحافظ أيضاً على الترتيبات التي قامت بها شعبة الهلال الأحمر العربي السوري من تحضير 250 غرفة خشبية لاستيعاب المزيد من المواطنين المحررين وتقديم الخدمات لهم.
بدوره بين رئيس مركز الإقامة المؤقتة في الدوير ابراهيم حسون أن المركز سخر جميع كوادره وقدراته لاستقبال الأهالي المحررين والبالغ عددهم 238 شخصاً، مبيناً أن المركز قام بتأمين احتياجاتهم إضافة إلى تقديم الحصص الغذائية والعناية الصحية وتمت إحالة ثماني إصابات بالتهاب الكبد الوبائي إلى مشفى دمشق وحالات أخرى تعاني من أمراض جلدية مختلفة كما تم تقديم الدواء اللازم للمصابين بالتهاب البلعوم والرشح.
وأوضحت مديرة المدرسة الموجودة داخل المركز رحمة رزق أن المدرسة استقبلت 30 طفلاً خرجوا مؤخراً من الغوطة الشرقية وهم في السن الدراسي حيث تتم متابعة وضعهم الدراسي من قبل الكادر التدريسي عبر برامج مكثفة.