بعد سنوات على اختطافهم.. أهالي الغوطة الشرقية يكسرون أغلال الإرهاب
بعد سنوات على احتجازهم رهائن من قبل التنظيمات الإرهابية المأجورة بكل فروعها ومسمياتها تمكّن الآلاف من أهالي مدن وبلدات الغوطة الشرقية، أمس، من نزع أغلال الإرهاب، وانتزاع حريتهم الحقيقية، والعودة مظللين بزنود رجال الجيش العربي السوري إلى الوطن كل الوطن.
مع بزوغ فجر أمس، قرّر آلاف السوريين الذين اختطفهم الإرهاب منذ سنوات في الغوطة الشرقية الزحف نحو الممرات التي أعدها وأمنها الجيش العربي السوري في حمورية ومخيم الوافدين فارين من جحيم تلك التنظيمات الإرهابية ومجاهرين برفضهم لها ولممارساتها الشيطانية ينشدون قصيدة إيمانهم المتجدد بالوطن، ويناشدون الجيش باستكمال إجهازه على ما تبقى من الإرهاب في الغوطة، وفك أسر الآلاف ممن تتخذهم التنظيمات الإرهابية دروعاً للاحتماء من ضربات الجيش التي تتزايد وتيرتها بالتوازي مع تحييد مزيد من الأهالي عن ميادين المعارك.
على الجهة المقابلة قامت وحدات الجيش بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري باستقبال حشود الخارجين من الغوطة، وباشرت على الفور بتقديم التسهيلات اللازمة لهم تمهيداً لنقلهم بشكل آمن إلى مراكز إقامة مؤقتة مجهزة بكل المستلزمات الأساسية لاستعادة حياتهم الطبيعية بعيداً عن الترهيب الذي مورس عليهم منذ سنوات من قبل تنظيمات امتهنت الإرهاب والتنكيل والتكفير.
وبالتوازي مع زحف الآلاف للعودة باتجاه الممرات الآمنة واصلت وحدات الجيش عملياتها لاجتثاث ما تبقى من إرهاب في الغوطة الشرقية، وإعادة الأمن والاستقرار إلى جميع قرى وبلدات الغوطة مستعيدة السيطرة في القطاع الجنوبي الشرقي من الغوطة على عدد من المزارع شمال شرق بلدة جسرين وعدد من الأبنية في الجهة الشرقية والجنوبية الشرقية للبلدة ليضيق الخناق على التنظيمات الإرهابية التي مازالت تحتجز آلاف المدنيين هناك.
على المقلب الآخر فإن مشهد الزحف البشري لأهالي الغوطة والذي وثقته عدسات كاميرات وسائل إعلام عديدة لهؤلاء الفارين من جحيم التنظيمات التكفيرية، غاب عن وسائل الإعلام المعادية للشعب السوري، لأنه يسحب منها كماً من التنظيمات الإرهابية والدول المشغلة لها الذريعة الإنسانية التي كانوا دائماً يتغنون بها، ولأنها تعري زيف ادعاءاتهم، وتثبت من جديد أن الجيش العربي السوري الذي أخذ على عاتقه استعادة الأمن والاستقرار إلى كامل الأراضي السورية وتطهيرها من دنس الإرهاب لم ينس أن هذا الإرهاب يحتجز آلاف المدنيين كدروع بشرية.
أهالي الغوطة الشرقية لدمشق ومع وصولهم بالآلاف إلى الممر الإنساني المحدث، والمؤمن من قبل الجيش العربي السوري في حمورية، وجدوا جيش بلادهم في مقدمة المستقبلين لهم، وهم يعلمون جيداً أن خلاصهم هو على يد هذا الجيش، ولكن سطوة الإرهاب والخوف الذي فرضته التنظيمات على أهالي الغوطة لسنوات كانت تمنعهم من الكلام إلى أن تكسر حاجز الخوف برؤية جيش الوطن والوصول إلى بر الأمان، حيث يؤكد أحد الخارجين أنه “ومع وصولنا إلى هنا شعرنا، وكأننا انتقلنا من زمن الأسر والعبودية إلى كنف الدولة السورية التي لا نرتضي عنها أي بديل”.
ويضيف آخر بصوت مرتفع: “الآن نحن نعيش.. كنا أمواتاً.. فالإرهابيون أخذوا كل شيء.. أذلونا.. أهانونا.. سرقوا كل شيء.. حتى طعام الأطفال.. إنهم إرهابيون على اختلاف مسمياتهم.. ولا شيء ينفع معهم غير الاجتثاث”.
الهاربون من جحيم الإرهاب يتحدثون أيضاً عن ممارسات الإرهابيين بحقهم مختصرين المشهد المأساوي الذي خيّم على الغوطة تحت سطوة الإرهاب من سرقة للمعونات الغذائية وحرمان للأطفال الرضع من الحليب والدواء الذي كان من ضمن هذه المساعدات التي دخلت للغوطة، لكن سرقتها من قبل هؤلاء، والمتاجرة بها كانت سبباً في معاناة مئات الأطفال والمرضى.
لن تطول عذابات سكان الغوطة الشرقية بريف دمشق بعد اليوم، فقرار النصر على الإرهاب الذي جثم على صدورهم لسنوات اتخذ من قبل الجيش العربي السوري، ولن يجوع طفل، ولن يفارق مريض الحياة بسبب نقص الدواء الذي كان يسلب من هؤلاء.. هو الوعد الذي أخذه الجيش على نفسه، وها هو الوعد يتحقق.
سانا